فهمان وأبو الحجج

الـ 3 ورقات في تحليل الفضائيات !

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد إلحاح من «وصولي»، وافق أبو الحجج على ترتيب لقاء له مع الكابتن فهمان في مقهى «الجماهير الوفية»، التي اعتادوا الجلوس عليها عقب كل جولة من جولات الدوري، وبزهوه المعروف قال فهمان لـ«وصولي»:

أبو الحجج أبلغني أنك تريد لقائي.. خير اللهم اجعله خيراً؟

وصولي (متملقاً): خير طبعاً يا بو الكباتن، أنت موسوعة كروية، وفهامة رياضية، فقلت أستفيد من خبراتك العملية، وأسعد بطلعتك البهية.

فهمان (متجهماً): بصراحة، يا وصولي، منذ فترة وأنا من أريد الاستفسار منك عن بعض الأمور.

«وصولي» وهو يبدو عليه السعادة: اتفضل طال عمرك؟

فهمان: أنت يا خوي حسب معلوماتي الكروية، عمرك ما كنت لاعب كرة.. كيف أصبحت فجأة معلقاً، وبنفس المفاجأة، محللاً في الفضائيات العربية؟

وصولي: شوف يا بو الكباتن، الموضوع أسهل مما تتخيل.

فهمان: كيف؟، وأنا بكل خبراتي، لم أطلع مرة واحدة في أي فضائية، ولو حتى في برنامج «طبق اليوم».

وصولي: يا كابتن ما تآخذني.. أنت ممكن يكون عندك خبرة كروية، لكن ما عندك خبرة فضائية، كل ما في الأمر إنك تحتاج إلى «شوية» تفرغ!

أنا مثلاً بدأت من تحت.. كنت مشجعاً مغموراً في المدرجات، وبدأت أنتظر معدي ومقدمي ومخرجي البرامج الرياضية، وكلما رأيت أحداً منهم، أقابله بوابل من التهليل والمديح والثناء الجميل، من عينة، يا مخرج الروائع، يا متمكن، يا مبدع، يا فنان.. يا موهبة.. يا فلتة زمانك، ووحيد عصرك وأوانك، يا بو وجه صبوح لو«الصوت مبحوح»، وهم كبشر يطربهم هذا المديح، لدرجة أنهم كانوا يبحثون عني.. وبعدها بفترة بدأت أتصاحب معهم، وأزورهم في استوديوهات التحليل، وكنت أقلد لهم في أوقات الراحة بعض المعلقين، ورغم أنهم كانوا يضحكون، ويسخرون مني في البداية، إلا أنهم اقتنعوا بي في النهاية، وذات مرة، تأخر المعلق المعين للمباراة، فلم يجد المخرج سواي ليحل بي المشكلة، ومن ساعتها وأنا معلق وبعلق.

فهمان: طب والتحليل يا وصولي.. يا راجل دا أنت لا لعبت ولا دربت ولا حكمت كرة.. ما أعرفه عنك أنك لعبت تقريباً كرة يد، ولا ما أدري كرة سلة، كيف تحلل مباريات يا رجل.

وصولي: «يعني هي جت علي أنا يا كابتن، عموماً، أهي كلها كرة».. ثم إن الناس لا تهتم بتاريخ من يظهرون في الفضائيات، وللعلم، بعض هؤلاء المحللين، لم يلعبوا الكرة إلا «بلاي ستيشن»، وكل إمكاناتهم أنهم يحفظون أسماء اللاعبين ويكررونها، مع شوية مصطلحات معروفة مثل «الزون دفنس، والتكتل الدفاعي، والاستهلاك الشرعي للوقت، مع بعض الكلمات الإنجليزية، فيقتنع المشاهد أن الأخ المحلل فاهم كرة، «واهي أرزاق يا نجم».

فهمان: فعلاً أرزاق والله، بدليل أن المحلل هو الوحيد اللي ما يتعب، يعني اللاعب يتدرب ويلعب ويصاب، والمدرب يقف 90 دقيقة كل مباراة، يوجه ويتابع وينتظر الإقالة، والحكم يركض خلف الكرة، رايح جاي كـ«مساحة السيارة»، أما المحلل فيجلس في مكيف الاستديوهات، وبعدها «يهبر الهبرة المعتبرة» مقابل كلام يقوله أي مشجع في المدرجات.

وصولي: والله معاك حق يا كابتن.. «أعرف واحد محلل هلكنا».. في كل فاصل يظل «يسرح شعره ويسوّي حواجبه».

فهمان: طيب قل لي بقى يا خوي كيف تحلل خطط اللعب وأنت وغيرك، وأنتم لم تلعبوها؟

وصولي: عادي يا بو الكباتن.. الفريق 11 لاعباً منهم حارس مرمى ثابت.. الباقي 10 قسمهم كما تريد «وخد عندك»..طريقة (4-4-2) و(4-3-3) و(3-5-2) و(3-4-1-2) و(3-4-2-1) و(1-3-4-2)و(3-1-3-1-)2، وفي فرق لمّا تدافع بتلعب بتشكيل (9-1)، المهم كما قلت لك يكون الرقم 11 بالحارس، وبعدها قول أي حاجة، حتى يخرج مقدم البرنامج لفاصل إعلاني.

فهمان: والله منك نتعلم يا وصولي.. وكيف تشرح المباراة عقب انتهائها.

وصولي: شوف يا كابتني.. أنا «ببقى محضّر 3 ورقات» لكل فريق.. ورقة فوز، ومثلها للخسارة، والثالثة للتعادل، وأنتظر حتى اأعرف النتيجة، وهات يا كلام وتحليل وتعليل.

فهمان: وماذا تقول في حالة الخسارة؟

وصولي: عكس ما سأقوله في الفوز!

فهمان: كيف؟

وصولي: عندك بعض الجمل تقال مثل.. عدم التمركز الدفاعي.. وضعف الارتداد الهجومي، وعدم المساندة للاعبي الوسط.. وضعف الاتزان الانفعالي لبعض اللاعبين، وتأثرهم نفسياً.. وطبعاً التعادل نفس الكلام لأنه ما يفرق كثيراً عن الهزيمة!

فهمان: وفي الفوز؟

وصولي: الفوز أسهل بكثير، لأن أي حاجة ستقولها مقبولة..مثل نجاح المدرب في قراءة المباراة وقدرته على استخدام البدلاء في الوقت المناسب، واقتناص أنصاف الفرص.. كلام من هذه النوعية «الخزعبالية».

فهمان: أخشى أن يتخيل البعض أننا نقصدهم؟

وصولي: يا كابتن أنا شخصياً لا أخجل من تاريخي «المشكلة في اللي صدق نفسه وبيعتقد أنه خبير».

فهمان: أنت فعلاً مدرسة في الوصولية الفضائية، أنا شخصياً اتعلمت منك.

وصولي: يا كابتن، أنت «كووير قديم، ومش أنا اللي هعلمك؟»

فهمان: «أمال مين»؟

وصولي: اسمع عبد الحليم حافظ، لّما غنى زمان وقال: هسيبك للأيام وهي تعلمك!

Email