6 قضايا ساخنة تشعل الموسم الكروي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد انطلاقة الموسم الكروي الجديد العديد من التحديات الصعبة، حيث يعول الكثير على إحداث نقلة نوعية في المستوى وقوة المنافسات، بعد اكتساب خبرات كبيرة من النسخ العشر السابقة، بما ينعكس على تطور المنتخبات الكروية، وتحدي المنافسة على لقب كأس آسيا 2019 التي ستقام في الإمارات.


وهناك 6 قضايا تشغل الساحة الكروية مع تلك الانطلاقة، منها قضية سقف الرواتب وما تمثله من تحد كبير بالأندية حيث السعي إلى تقليل المصروفات المتزايدة، وتقليل العجز المالي الذي تتكبده الأندية، وتراكم الديون، التي أصبحت عبئاً كبيراً وكابوساً يؤرق مسؤوليها، لذلك تسعى الأندية إلى الالتزام بالسقف حتى لو خسرت جهود أحد أبرز لاعبيها كما حدث مع العين حينما اشترط لتجديد عقد نجمه عموري أن يتم الالتزام بقيمة سقف الرواتب وهو ما رفضه اللاعب وأدى إلى انتقاله للهلال السعودي.

كما يعتبر الاحتراف الخارجي تحدياً جديداً لأنديتنا ولاعبيها المتميزين، حيث إن توجه اللاعبين للاحتراف الجاري من شأنه أن يساهم في تطوير أداء اللاعب بالتالي ينعكس علي ناديه عند العودة، وعلى أدائه حينما ينضم للمنتخب الوطني، ولتشجيع تلك الخطوة أبدى اتحاد الكرة رغبته في دعم تلك الخطوة وتسهيل مهمة احتراف اللاعبين خارجياً وخاصة المواهب الشابة، وتعول الجماهير كثيراً على مشاركة أبناء الفئات الجديدة من أبناء المواطنات والمقيمين وكافة الفئات المسموح لها بالمشاركة، في الارتقاء بالأداء وتقديم وجوه شابة موهوبة من شأنها أن تساهم في تطور المستوى.

 

01

سقف الرواتب

تجدد الجدل حول سقف رواتب اللاعبين في الفترة الأخيرة، مع ردود فعل جماهير الكرة الإماراتية، على تصريحات عدد من مسؤولي الرياضة في الدولة عن وجود تجاوزات للسقف الرسمي، بهدف الحد من المغالاة في راتب اللاعبين المواطنين، وخاصة على صعيد المحترفين، وفي التعاقدات الجديدة لبعض الأندية واللاعبين خارج العقد الرسمي، وهو ما يسمى «مفاوضات تحت الطاولة»، ويحصل من خلالها اللاعب على امتيازات أخرى غير مرصودة في التعاقد الرسمي، وزاد الجدل ما بين مؤيد للمشروع ومعارض له، وخاصة مع طلب اتحاد الكرة كشف حساب بنكي من اللاعبين مما اعتبره البعض تجاوزاً.

ويؤكد حسن الشيباني «بولو» نجم الوصل السابق، أنه لا يوجد التزام بسقف الرواتب المعتمد من قبل اتحاد الكرة، والذي أخطرت به الأندية، لعدم وجود رقابة فعلية على التطبيق وطالب بالمزيد من الرقابة من قبل المجالس الرياضية، وأن يتم عقاب المخالفين على الفور.

وأضاف «بولو»: «أطالب بتطبيق سقف الرواتب والالتزام به على الفور، لأن الأندية مطالبة بعدم الاعتماد على الدعم الحكومي، وبالتالي سقف الرواتب يصب في مصلحة الأندية في المقام الأول، لأنه ليس هناك مردود يسد حاجة الأندية المالية في الوقت الحالي، وعلى الأندية أن تسعى إلى زيادة مواردها المالية، وتقليص النفقات، حتى تستطيع الالتزام بمصروفاتها».

 

02

الاحتراف الخارجي

بصرف النظر عن الطريقة التي تعاقد بها لاعب العين السابق عمر عبدالرحمن «عموري» للاحتراف الخارجي في الهلال السعودي، إلا أن هذا الاحتراف اعتبره البعض خطوة للاحتراف الحقيقي في البلدان الأوروبية، لمزيد من اللاعبين في مختلف الأندية الذين تنطبق عليهم مواصفات الاحتراف الخارجي.

ويقول المهندس مروان بن غليطة رئيس اتحاد الكرة إننا نحتاج لمشروع وطني للاحتراف الخارجي، وحتى البداية بلاعب واحد بالاحتراف في دول الخليج الأخرى، ولا بد من إخراج اللاعبين من الدائرة المحلية إلى العالمية، ولدينا بالفعل عروض لاحتراف عدد من لاعبينا الشباب في دول أوروبية وأميركية جنوبية.

وقال رئيس اتحاد الكرة لدينا المشروع والأسماء، ولكن تعطل الأمر خلال الفترة الماضية، بسبب بعض الجزئيات، ومنها مثلاً اعتراض أولياء الأمور، مع أننا تلقينا عروضاً من أندية أوروبية خارجية بالفعل وقائمة إلى اليوم، وعندنا 4 لاعبين من منتخب الشباب، وكشف ابن غليطة أن رئيس أحد الأندية أكد له أنه سيرسل لاعباً من المنتخب الأولمبي خارج هؤلاء الأربعة، لخوض تجربة احترافية خارجية.

 

03

توقفات الدوري

مع انطلاقة منافسات الموسم الكروي الجديد، الذي يشهد زيادة عدد فرق دوري الخليج العربي إلى 14 فريقاً، وتعدد المشاركات الخارجية سواء للمنتخبات الوطنية أو الأندية في البطولات القارية، جعل البعض يبدو غير متفائل بتطور المستوى الفني للمنافسات، وزيادة الزمن الفعلي للمباريات، وعلل أصحاب هذا الاعتقاد السبب بكثرة توقفات الدوري مما يؤثر في تركيز اللاعبين وبالتالي خروج المستوى بشكل غير مناسب.

يقول خالد إسماعيل نجم منتخبنا والنصر السابق لا أتوقع مستوى متميزاً خلال الدوري المقبل، نظراً لتعدد فترات التوقف مما سيجعل الدوري المقبل فاتراً بلا مستوى فني، لأن الدافع لدى اللاعبين لتقديم مستوى متطور ضعيف للغاية لأن تركيز اللاعبين سوف ينصب في البطولات القارية الكبرى.

وإن كان التنافس سيكون كالمعتاد بين 7 فرق على الصدارة وهي العين والجزيرة والنصر وشباب الأهلي والوصل والشارقة والوحدة، وسيقل هذا العدد بعد مرور وقت من انطلاقة المسابقة، ومثل هذا العدد سوف يتنافس على البقاء في المسابقة، لذلك أقولها من الآن للمتابعين للدوري لا تنتظروا مستوى متميزاً خلال النسخة المقبلة، كما أن التفاؤل بعودة عدد من الفرق للمنافسة ربما ينعدم مع منتصف المنافسات.

 

04

غياب الجماهير

يعتبر الغياب الجماهيري عن حضور معظم مباريات دوري المحترفين، لغزاً محيراً وعليه العديد من علامات الاستفهام على الرغم من التدابير التي اتخذتها لجنة دوري المحترفين والأندية الإماراتية، من أجل التغلب على تلك المشكلة التي تتزايد من موسم إلى آخر، على الرغم من تواجد العديد من اللاعبين الأجانب الذين يتمتعون بالموهبة والمكانة الفنية المتميزة. وخلال الموسم الماضي بلع عدد حضور جميع مباريات الدوري 347 ألف متفرج لـ132 مباراة بما يعادل 2700 مشجع لكل مباراة، وإن كان الواقع الميداني يقول إن هناك مباريات عديدة لم يتجاوز عدد حضورها 500 مشجع وهو عدد قليل للغاية ولا يساعد على الترويج الجيد، ولا برامج لتطوير المسابقة بما يحقق الارتقاء بأداء المنتخبات الوطنية. ويقول حريز المنهالي هناك حضور لعدد من مباريات دوري الخليج العربي وخاصة للأندية التي تنافس على اللقب مثل العين والوحدة والوصل، في المقابل يجد جمهور بعض الفرق أن المستوى الفني للمباريات لا يرتقي إلى الطموحات وبالتالي غاب الجمهور عن المتابعة، ولذلك نأمل أن يرتقي الأداء من أجل تشجيع الجماهير على حضور المباريات مع زيادة الاهتمام بنظافة المدرجات وتقديم الخدمات التي تشجع الجماهير على الحضور.

 

05

فوضى الإداريين

بعد أن كثر الجدل خلال الفترة الماضية حول أهمية دور الإداريين الذين يتولون مهام إدارة الفرق الكروية والمنتخبات الوطنية، وأهمية أن يتم تأهيل تلك الكوادر بشكل جيد، لأداء مهامهم على الوجه الأكمل، وخاصة في ظل وجود تجاوزات تركت أثراً سلبياً على منظومة العمل في الفترة الماضية، وخاصة بعد أن أسندت الأندية مهام إدارة الفريق لبعض الكوادر غير المتهيئة لتلك المهام، وطالب البعض اتحاد الكرة بضرورة إعادة تنظيم المهنة ووضع معايير ثابتة .

وكشف المهندس مروان بن غليطة رئيس اتحاد الكرة أنه بداية من الموسم الجديد، سيتم منح رخص للإداريين العاملين في المجال الكروي، للمرة الأولى في تاريخ الاتحاد، من أجل تنظيم العمل في تلك المهنة وتهيئة الكوادر لتلك المهمة التي تعتبر من أهم أدوات تطوير المنظومة الكروية، وقال ابن غليطة إن اتحاد الكرة سينظم دورة أولية للحصول على الرخصة c خلال الفترة المقبلة، وسيتكفل الاتحاد بمصاريفها لتشجيع الكوادر على الالتحاق بها. ومن بعد تلك التجربة سيعاد تقييمها والعمل على تدارك أية سلبيات يفرزها التطبيق الميداني، وفتح المجال للحصول على رخص إدارية أعلى بما يتيح لصاحبها التدرج في العمل الإداري ، ولا شك في أنه مشروع طموح يهدف لمزيد من التطوير للمنظومة الكروية، ويتواكب مع التطور الملاحظ في مجال تأهيل المدربين الذي قطع اتحاد الكرة فيه شوطاً متميزاً.

 

06

الفئات الخاصة

لا شك في أن توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بمشاركة أبناء المواطنات ومواليد الدولة والمقيمين، في المسابقات الكروية الرسمية بداية من الموسم الجديد، تعتبر قفزة في مساعي تطوير المسابقات الكروية ولذلك وضع اتحاد الكرة نصب عينيه، تسهيل المهمة وتذليل أية صعاب أمامها.

ووضعت لجنة المسابقات آلية مشاركة الفئات الجديدة في مسابقات المراحل السنية خلال الموسم الجديد، بعد أن منح القرار فرصة التسجيل المفتوح لتلك الفئات حتى مرحلة الشباب والأول حيث حدد القرار مشاركة 3 لاعبين لفئة مواليد الدولة والمقيمين، ولاعب بالفريق الأول، ولكن الأندية لا تزال تعول على اتحاد الكرة في زيادة عدد المشاركين في المسابقات من تلك الفئات. ويقول خالد عبيد عضو لجنة المسابقات في اتحاد الكرة إن القرار يعتبر مفيداً لتطور الرياضة ومنح الفرصة لعناصر موهوبة للمشاركة الرسمية، ولكن يجب حسن استغلال القرار وتطبيقه، من قبل الأندية بجلب لاعبين موهوبين متميزين، يحققون الإضافة للفرق.

ويصف موسى عباس مدير أكاديمية الكرة بالأهلي القرار بأنه تاريخي انتظره الجميع من سنوات، ويفيد الأندية والمنتخبات، ويساهم في تطور رياضة الإمارات بشكل عام والكرة على وجه الخصوص، ونجاح المشروع يتوقف على حسن اختيار الأندية للاعبين من تلك الفئات، حيث لا بد أن يكون اللاعبون الجدد إضافة حقيقية للنادي وليس مجرد كم، ونحن في الأهلي لا نقوم بتسجيل أي لاعب إلا أن يكون أفضل من لاعبي الفريق وخاصة الدوليين منهم. ويرى حميد يوسف مدير فريق الوصل أن قرار مشاركة عدد من الفئات الجديدة يعتبر دعماً للرياضة، وهنا تتسلط الأضواء على الأندية لكونها صاحبة اختيار العناصر الجديدة، حيث نتمنى أن تعتمد الأندية على الكيف وليس الكم، بمعنى اختيار اللاعبين الموهوبين الذين يعتبرون إضافة وقادرين على صنع الفارق، أما فتح باب القيد بأعداد مفتوحة فأعتقد أن توسيع القاعدة من أجل اكتشاف مواهب تلك الفئات أمر جيد مع تقليل الأعداد في فرق الشباب والأول، حتى لا تتضرر المنتخبات الوطنية.

Email