الكرة اليمنية.. أوجاع وأحلام (2)

الحوثيون عنوان الخراب.. دمّروا 70 % من المنشآت ونهبوا مئات الملايين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

استمراراً للحلقة الماضية، التي جاءت تحت عنوان «الكرة اليمنية.. أوجاع وأحلام في ملاعب دمرتها الحرب»، نواصل في هذه الحلقة، رصد معاناة الكرة اليمنية، والبحث عن الأيدي التي خرّبتها ودمرت منشآتها وملاعبها، وحرمت الشباب اليمني من حقه في ممارسة كرة القدم.

الكرة اليمنية كما يعلم الجميع تعاني من عدة أوجاع وصعوبات، فالدوريات المحلية مجمدة لأكثر من 4 سنوات بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة، وتوقف النشاط الرياضي لـ 14 نادياً بالدرجة الأولى 20 بالدرجة الثانية و300 ناد بالدرجة الثالثة، في وقت لا تخلو تنقلات اللاعبين بين محافظاته للمشاركة في تجمع المنتخب من الخطر وسط طلقات الرصاص وصوت القنابل وغدر الانقلابيين.

المعاناة الكثيرة والإمكانات القليلة، بدت واضحة على لاعبي المنتخب اليمني، خلال مشاركته في «خليجي 23»، الذي جاء مرة أخرى إلى البطولة يجرّ وراءه آلام الحرب.

«البيان الرياضي» مارس دوره الطبيعي للكشف عن الحقيقة كاملة وأحلام الرياضة اليمنية ومستقبلها، وفي هذه الحلقة، جاء وزير الشباب والرياضة اليمني، نايف صالح البكري، ليعلنها صراحة أن سبب دمار الرياضة اليمنية، تقف وراءه اليد الحوثية المخرّبة، التي لا تريد بالشباب اليمني خيراً، وقامت بتدمير 70 % من المنشآت الرياضية التي تم إنشاؤها وتجهيزها في السنوات الأخيرة، كما قامت بنهب مئات الملايين من الريالات اليمنية، والمخصصة لقطاع الشباب والرياضة، واستخدامها في الحرب.

أوجاع الحرب

كما أكد نايف صالح البكري وزير الرياضة والشباب اليمني، أنه رغم الآلام والجراح والظروف الحالكة التي تمر بها، في ظل الحصار والحرب، إلا أن الرياضة اليمنية تتعافى يوماً بعد يوم، رغم كل الأحداث الجارية، وقال: بفضل توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة الشرعية اليمنية، استطاعت وزارة الرياضة أن تعمل مع كل الاتحادات على استقطاب الشباب لممارسة الرياضة والأنشطة البدنية، للتخفيف عنهم من آلام وأوجاع الحرب، وما يقدمه اليوم اتحاد كرة القدم، يعتبر نموذجاً مشرفاً للرياضة اليمنية، التي رغم أوجاعها، نجحت في تقديم صورة جميلة عن قدرة الشعب اليمني على الصمود، وتقديم أداء طيب في البطولة الخليجية وتصفيات كأس آسيا بالإمارات، التي تفصلنا خطوة واحدة عنها للتأهل.

صورة مشرفة

كما صرح نايف صالح البكري، أن وزارة الرياضة تسعى لبذل كل ما يليق بالكرة اليمنية، التي بدأت تتعافى في كل المحافظات، ودعم المشاركات الخارجية للمنتخبات الوطنية في كرة القدم لكل الأصناف ولكل المنتخبات في الرياضات الأخرى، التي بدأت تحقق نتائج طيبة، مثل تنس الطاولة والملاكمة.

وأشار وزير الرياضة والشباب اليمني، إلى أن الشاب اليمني مبدع، وبإمكانه تقديم الكثير لوطنه، ويفتخر برفع العلم اليمني عالياً في المحافل الدولية، وأن كل الطاقات الشابة ستدافع على حضور اليمن في كل المحافل الرياضية الكبرى، وتقديم صورة مشرفة.

وكشف وزير الرياضة والشباب اليمني، أن وزارة الرياضة والشباب، بالرغم من اختطافها من قبل الانقلابيين في صنعاء، وتحويل الكثير من المبالغ المالية لصالحهم، من أجل استخدامها في الحرب، إلا أنها نجحت في العودة إلى الواجهة، من خلال رسم خارطة لعلاج الرياضة اليمنية، ومداواة جراحها، بإعادة هيكلتها وتفعيل نشاطاتها في كل المجالات، ودعم المشاركات الداخلية والخارجية والاهتمام بالشباب، وقال: لدينا خطة للمنتخبات والقطاعات الأخرى لـ 2017-2018، ونعد الجمهور اليمني بتحقيق إنجازات مشرفة في كل الرياضات في العام الجديد.

أوجاع يمنية

وأكد وزير الرياضة والشباب اليمني، أن الانقلابيين الحوثيين وراء دمار الرياضة اليمنية، حتى إنهم سعوا إلى عرقلة مشاركة المنتخب اليمني في «خليجي23»، قبل أن تتدخل وزارة الرياضة في الحكومة الشرعية، التي حرصت على دعم اللاعبين، وعلى وجود المنتخب في البطولة، وقال: نعلم ويعلم جميع اليمنيين، أن هناك عصابة احتلت وزارة الرياضة والمؤسسة الرياضية، بينما نحاول أن تكون رسالة الرياضة إنسانية، ليس فيها تعصب ولا تجاذب، بل ذات قيمة مجتمعية ورسالة حب وسلام، قادرة على توحيد الشعب اليمني.

مبيناً أن من أكبر أوجاع الرياضة اليمنية، هي المجموعة الانقلابية التي احتلت وزارة الرياضة في صنعاء، لاستخدام المال العام لصالح المليشيات الحوثية الإيرانية، وقامت بتحويل أكثر من 500 مليون ريال للتسليح العسكري، بينما كانت مخصصة لقطاع النشء والشباب، وقال: «بالرغم من هذه الصعوبات، سنستمر في العمل، وخلال الفترة المقبلة، سنستطيع إن شاء الله أن نتجاوز الأزمة، وإعادة الدور الحقيقي للوزارة».

رسالة سلام

وكشف نايف صالح البكري، أنه حتى اليوم لا توجد أي ميزانية مخصصة لقطاع الشباب والرياضة، وأن الوزارة ستعتمد على موازنة قطاع النشء، بهدف الحفاظ على استمرار الرياضة اليمنية، ودعم الحكومة والرئيس عبد ربه منصور هادي والأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربية، مؤكداً أن المنتخب يسعى لتقديم صورة مشرفة عن الشباب اليمني في كل المشاركات الخارجية، ويحلم بإحلال السلام في اليمن السعيد، من خلاله توحيد كل اليمنيين على قلب واحد، وإعادة الشباب المغرر بهم من جبهات القتال إلى مقاعد الدراسة.

كما أشار البكري، إلى أن الرياضة قادرة على نشر رسالة الحب والسلام في اليمن، وهو ما يتطلع له لاعبو المنتخب، الذين جاؤوا لتمثيل اليمن من كل محافظاته في بطولة الخليج.

تدمير وانقلاب

وصرح وزير الرياضة والشباب اليمني، أن المنشآت الرياضية التي تم بناؤها في الفترة السابقة، قامت المليشيات الانقلابية من جماعة الحوثي الإيرانية بتدميرها، وحولتها إلى معسكرات عسكرية، وقال: «أكثر من 70 % من المنشآت اليمنية، تم إلحاق الضرر بها، وتدمير بعضها بشكل كامل، إلى جانب استحواذها على منشآت الأندية». وأضاف: «خلال العامين الماضيين، قامت جماعة الحوثي بتدمير المنشآت الرياضية من صالات وملاعب، وتعد الخسائر بملايين الدولارات في كل المناطق التي احتلتها وحولتها إلى معسكرات عسكرية».

كاشفاً، أن معاناة قطاع الرياضة لم تقتصر على تدمير المنشآت وتوقيف النشاط الرياضي، بل قامت المليشيات الحوثية باعتقال الكوادر والقيادات الرياضية، وسقوط عدد منهم بين شهيد وجريح.

وأضاف البكري: «نسأل الله أن يحل السلام، وأن يبقى اليمنيون موحدين، وصورة المنتخب اليوم تجسد صورة اليمن الكبير، بما أنهم جاؤوا من كل المحافظات، هم لا يمثلون منطقة بعينها، ولا حزباً، بل كل اليمن، الذي سيظل مشاركاً في كل دورات الخليج». وأضاف: «لقد جمعنا في خليجي 22 بالرياض 40 ألف مشجع، ولا يزال الجمهور اليمني كما رأيتموه في السعودية والبحرين واليمن والكويت، فاكهة البطولة».

وتابع البكري: «أشكر من خلال البيان، الجمهور اليمني على دعمه للمنتخب، ووجوده بقوة خلفه، رغم أنهم يدركون أنه جاء بهدف المشاركة لا غير، وليس المنافسة، موضحاً أن مشاركة المنتخب اليمني في بطولة كأس الخليج، هي رسالة أن اليمن موجود في هذه الكرنفالات الخليجية، برغم ما يمر به من حروب وصراعات ودمار، وأنهم جزء لا يتجزأ من المنطقة الخليجية».

دموع غالية

الحديث عن مشاركة المنتخب اليمني، تخفي بين طياتها الكثير من الحسرة والألم على ما يحصل في البلد السعيد سابقاً، وذلك ما ترويه دموع محمد عبد الله جعوان مدرب حراس منتخب اليمن، التي انسابت في لحظة استعاد فيها العديد من المشاهد المؤلمة، تأبى الذاكرة نسيانها، خاصة أن القلوب انقسمت إلى نصفين، الأول مع اليمن، والآخر مع المشاركة الخليجية، حيث قال: قلوبنا مع الأهل والأصدقاء في اليمن، الذي يعيش أزمة في ظل الصراع الذي تشهده البلد.

أصوات الصواريخ والانفجارات المدوية، يرى جعوان أنها من الأمور العادية أثناء الحصص التدريبية في المعسكرات الداخلية للمنتخب في اليمن، وبات لدى اللاعبين «مناعة» ضد أصوات هذه الانفجارات، بعد أن تعود عليها الجميع، مشيراً إلى أن المنتخب اضطر إلى إلغاء مرانه في أحد الأيام، بسبب القصف القريب من موقع التدريبات.

مواهب جديدة

كما أوضح جعوان، أن الكرة اليمنية تعاني في الوقت الحالي، خاصة في ظل توقف الدوري منذ نحو 3 سنوات، والتدريبات أصبحت محصورة على منتخبات الناشئين والشباب والأول فقط، ما جعل الأمل الوحيد أمام بقية الشباب، هو الدوري غير الرسمي والتنشيطي، فضلاً عن صعوبة السفر والانتقال من وإلى اليمن، مشيراً إلى أنه قبل انطلاق منافسات خليجي 23، بعد مباراة طاجيكستان في تصفيات آسيا، توقف اللاعبون لمدة شهر.

موضحاً، أن اختيار اللاعبين في ظل الأوضاع الراهنة في اليمن، لا تتيح الفرصة البحث عن مواهب جديدة، لذلك جاء اختيار تشكيلة خليجي 23، اعتماداً على الأسماء التي شاركت في النسخة الخليجية الماضية، إضافة إلى بعض اللاعبين الآخرين من المنتخب الأولمبي.

كما أوضح مدرب حراس المنتخب اليمني قائلاً: إن المشاركة في بطولة خليجي 23 في الكويت، خففت من الألم الذي يشعر بها العديد من اللاعبين، وبعثت الأمل في قلوب اللاعبين الذين بذلوا أقصى ما لديهم لإهداء شعب اليمن السعادة، متوجهاً بالشكر والتقدير إلى دولة الكويت الحبيبة، على تنظيم العرس الخليجي، الذي كان محطة مهمة، بغض النظر عن النتائج، في ظل العرض المشرف.

صعوبات مالية

من جهته، أكد حسن باشنفار نائب رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم، أن مخصصات كرة القدم، تكاد تكون منعدمة، في ظل الصعوبات المالية، وقال: «ميزانية كرة القدم في اليمن لم تتعدَ 800 ألف دولار للنشاط الداخلي والخارجي، تشمل ميزانية المنتخب الوطني، و14 نادياً في الدرجة الأولى، و20 في الدرجة الثانية، وأكثر من 300 نادٍ في الدرجة الثالثة، ولكن لم نحصل على هذه الميزانية منذ 3 سنوات، باستثناء استلام 120 ألف ريال، أي ثلث المبلغ المحدد في 2016، وفي العام الحالي، استلمنا نفس المبلغ لكل المنتخبات الوطنية، والحال أنه لا يكفي لمنتخب واحد، ولولا دعم رئيس الاتحاد، الشيخ أحمد العيسي، للمنتخب، لما تمكنا من خوض أي مباراة خارج اليمن.

وأوضح نائب رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم، أن الميزانية المخصصة لكل نادٍ بالدرجة الأولى، لا تتجاوز 120 ألف دولار لكل الألعاب الجماعية والفردية لمدة عام واحد، و60 ألف دولار للدرجة الثانية، و10 آلاف دولار لأندية الدرجة الثالثة.

جهود ذاتية

كما أشار باشنفار، أن ما يعانيه اليمن، انعكس سلباً على الرياضة، وكرة القدم بشكل خاص، بعد توقف الدوري المحلي، واقتصار نشاط اللاعبين على دورات الحواري أو المعسكرات القليلة خارج اليمن، وقال: «من 3 أو 4 سنوات، الدوري متوقف، ولا يوجد أي نشاط بطريقة رسمية، باستثناء بعض البطولات التنشيطية في بعض المحافظات، التي تستطيع أن تقام فيها، موضحاً أن الكرة اليمنية، تعاني على كافة المستويات الفنية والمادية، بسبب قلة الدعم».

وقال نائب رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم: «الظروف المادية للاتحاد صعبة، ويقتصر دعم المنتخب على جهود ذاتية من الأخ الشيخ أحمد العيسي، ورغم الصعوبات، نحرص على حضور الكرة اليمنية في كل المحافل العربية والخليجية، ومنذ اندلاع الأزمة اليمنية، حرصنا على الوجود في بطولة آسيا للناشئين والشباب والأولمبي، وتصفيات كأس العالم وكأس آسيا، والحمد لله نتائج كل المنتخبات كانت إيجابية ومشجعة على الاستمرار في العمل، رغم المعاناة، حيث نجحنا في التأهل إلى نهائيات كأس آسيا للناشئين والشباب 2015 و2016، وكذلك النهائيات المقبلة.

وأكد باشنفار أن مشاركة المنتخب اليمني في البطولة الخليجية، تهدف إلى توحيد الشعب اليمني، وجعله على قلب واحد، من خلال كرة القدم التي نجحت في تحقيق الابتسامة، ولو لفترة قصيرة، مشيراً إلى أن الاستعداد لبطولة الخليج كان ضعيفاً جداً، وهو ما أثر في الأداء.

وعن الحلم الذي تسعى لتحقيقه الكرة اليمنية، قال نائب رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم: «حلمنا الوحيد أن ننافس على الصعيد الخليجي والآسيوي، وأن نصل يوماً ما إلى نهائيات كأس العالم، إمكاناتنا صغيرة، وأحلامنا كبيرة، وبما أننا نملك الخامات الجيدة، سيأتي اليوم الذي نحقق فيه هذه الأحلام، وحالياً نقترب من تحقيق حلم انتظرناه 40 عاماً، وهو التأهل إلى نهائيات كأس آسيا 2019 بالإمارات، في حال فوزنا على النيبال. موضحاً أنه هناك اتفاق مع وزارة الرياضة، لإعادة الدوري للنشاط، من خلال تنظيم دوري تنشيطي لأندية الدرجة الأولى والثانية، وأن الوزارة وعدت بصرف الدعم.

 

الشرفي: لا نعلم إلى أين نرحل

«قدر الله وما شاء فعل».. بهذه الكلمات بدأ أحمد الشرفي عضو اتحاد الكرة اليمني مشرف المنتخب الأول كلماته لـ«البيان الرياضي»، وقال: الأوضاع الراهنة في اليمن حتماً أثرت ذهنياً على اللاعبين، وحينما يتعرض أي شخص لمشكلة صغيرة في البيت يتشتت تركيزه فما بالك بمن يمر مجتمعه وأهله وأصحابه بظروف لا يعلم بها إلا الله يحدق فيها الموت باستمرار نحو رفقائه وأسرته، ومعظم اللاعبين لا تقل الاتصالات الهاتفية له يومياً عن 20 اتصالاً لليمن للاطمئنان على أهله، وهناك أكثر من لاعب في البعثة اليمنية يتلقى أنباء حزينة خلال البطولة بفقدان أحد أشقائه أو حبسه أو إصابته أو وفاة أحد أقربائه وأنا شخصياً تلقيت أنباء سيئة عن بعض أقربائي، لكن في النهاية نسعى إلى إخراجهم عن إطار الأوضاع المتدهورة في اليمن إلا أن العاطفة لا تحد وجودها المشاركة مهما كان حجم الحدث الرياضي.

وعن أداء منتخب اليمن في البطولة وخسارته مباراتين قال أحمد الشرفي: المباراة الأولى شهدت ارتباك اللاعبين نسبياً، وحاولنا أن نقدم عرضاً أفضل في المباراة الثانية أمام البحرين، ولكن قرار صافرة التحكيم أهدى المنافس ركلة جزاء، لا أساس لها من الصحة، مضيفاً، أمامنا الكثير من التحديات ولكن تطلعاتنا دائماً نحو تحقيق الأفضل في رحلة البحث عن الأمل للشعب اليمني.

الوجهة لم تتحدد حتى الآن أمام اليمن بعد مغادرة البطولة كما ذكر الشرفي، وموعد الرحيل اقترب الأحد المقبل، فطريق العودة إلى اليمن لن يكون مفروشاً بالورود بسبب قلة رحلات الطيران إلى عدن بمعدل رحلة واحدة يومياً، فيما سيكون خيار الرحلة عبر البر صعباً نظراً للإرهاق الذي سينتج عن الرحلة في الطريق البري التي تستغرق نحو 50 ساعة، موضحاً أن الحافلة أنطلقت من صنعاء بنحو 5 لاعبين ومرت على 7 محافظات لتجميع اللاعبين، قبل الوصول بالفريق كاملاً إلى حدود سلطنة عمان.

 

2019

هناك حالة من التفاؤل تسود الأوساط الرياضية العربية، بقدرة الرياضة اليمنية على مواجهة كل الظروف الصعبة التي تعانيها بسبب الحرب، وبأن مستقبلها يبشر بكل خير، كما أن المنتخبات الوطنية تحقق نتائج مشرفة سواء منتخب الناشئين أو الشباب أو حتى المنتخب الوطني الذي تفصله خطوة واحدة عن التأهل إلى نهائيات كأس أمم آسيا في الإمارات.

ولعله بالدعم الكبير من دول مجلس التعاون الخليجي للرياضة اليمنية، بدأ تعافي الكرة من مخلفات الدمار الذي لحق بها بسبب الحرب، كما استطاعت وزارة الشباب والرياضة خلال فترة بسيطة من إعادة الرياضة اليمنية إلى الواجهة من خلال المشاركات الخارجية وسط تفاؤل بمستقبل أفضل لها ولقطاع الشباب.

كما أن المنتخب اليمني سيقوم باستعدادات خاصة لمواجهة نيبال الحاسمة في مشوار الـتأهل إلى نهائيات كأس أمم آسيا في الإمارات 2019، وسيكون كل الدعم للمنتخب الوطني حتى يحقق حلماً انتظره اليمن السعيد 40 عاماً بالظهور في نهائيات كأس آسيا بالإمارات، ولا يوجد أجمل من هذه الفرصة لتأكيد حضور اليمن في الفعاليات الرياضية الكبرى.

ولعل الثقة في اتحاد الكرة لتجهيز المنتخب بالشكل الأمثل للمباراة قبل التفكير في النهائيات، أي ضمان بطاقة العبور والظهور بمستوى مشرف فيما بعد، لا سيما وأن التركيز من الحكومة اليمنية حالياً معالجة الأوضاع الصعبة ، خاصة بعد هدم ملاعب خليجي 2010.

 

علي بن سفاع: هموم اليمن أثقلت كاهل المنتخب

دافع الدكتور علي منصور بن سفاع سفير فوق العادة ومفوض جمهورية اليمن لدى الكويت، عن منتخب بلاده، وقال: جميع أبناء الشعب اليمني راضون عن أداء المنتخب نظراً لظروف البلاد والوضع المأساوي الذي تعيشه وغيرها من الأسباب التي تندرج تحت هذا المشهد الأليم، ما حرم المنتخب اليمني من إقامة المعسكرات والتدريب على ملاعب جاهزة بأقل المستويات أسوة ببقية المنتخبات الأخرى المشاركة، مشيراً إلى أن جميع الظروف المحيطة لم تؤهل المنتخب اليمني حتى للعب في الإطار المحلي.

وأوضح: لاعبو اليمن جاؤوا حاملين على أكتافهم هم اليمن الذي أثقل كاهلهم، ساعين لإرسال رسالة لجميع أهاليهم في اليمن والمشاركة مع الأشقاء في دول الخليج، وحرصت على زيارة المنتخب باستمرار منذ أن حط المنتخب رحاله على أرض الكويت، كما أركز دائماً على تشجيعهم وتحفيزهم والوقوف إلى جانب المنتخب اليمني مع بقية المسؤولين والقيادات.

ورغم النتائج السلبية التي حققها منتخب اليمن في خليجي 23، أكد بن سفاع، أن انتصر منتخب البحرين على المنتخب اليمني في الجولة الثانية بسبب أخطاء التحكيم بعد احتساب ركلة جزاء لصالح البحرين أحرز المنافس من خلالها الهدف الوحيد في المباراة، معرباً عن خيبة أمله وشعوره بالحزن والظلم حيال خسارة المباراة والتي كانت بمثابة حافز للاعبي اليمن لتقديم عروض أكثر تميزاً، كما أن ظروف البلد كانت خارج عقول اللاعبين على أرضية الملعب في المباراة الثانية، والذين حملوا رسالة موحدة ليصرخوا بصوت واحد معا في البطولة الخليجية «نحن هنا».

أبرهام مبراتو: جراح تنزف من سنوات

صرح الأثيوبي أبرهام مبراتو مدرب المنتخب اليمني، أن التحدي الأكبر الذي يواجهه في عمله هو تجهيز اللاعبين بدنيا لخوض المباريات في ظل توقف الدوري المحلي، مؤكداً أنه من الصعب أيضا اختيار اللاعبين وتجمعهم خلال المعسكرات القليلة، وقال: منذ ان توليت مهمة الإشراف على المنتخب نواجه العديد من الصعوبات على كافة الأصعدة وتواجدنا في البطولة تحدٍّ.

اللاعبون غير جاهزين بدنياً. وتركيزهم مشتت بسبب الأوضاع غير مستقرة في اليمن، في الحقيقة أوجاع الكرة اليمنية عديدة وجراحها تنزف منذ سنوات، ورغم ذلك لن نيأس وسنواصل العمل للتغلب على الآلام.

وأضاف المدير الفني المنتخب اليمني: ما يعقد المشكلة هو توقف النشاط حتى في الأندية نفسها، والمعسكرات القليلة للمنتخب لا تكفي لتجهيز اللاعبين بدنياً وفنياً، ربما كنت محظوظا كوني مدربا سابقا للمنتخب الاولمبي الذي خاض نهائيات كآس آسيا 2012، ما سهل عليّ اختيار اللاعبين.

كما أوضح مبراتو، أن الظروف الصعبة لن تحرمه واللاعبين من الحلم، وقال: يراودنا حلم وقد اقتربنا من تحقيقه وهو المشاركة في نهائيات كأس أمم آسيا الذي غاب عنها المنتخب اليمني منذ 40 عاماً.

 

Email