دورها محوري داخل وخارج الملاعب

الجماهير.. «ملح وسكر» كأس الخليج العربي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ليست مبالغة، الإشارة إلى أن الجماهير، تمثل «الداينمو» العلني تارة، والخفي تارات أخرى في جميع نسخ بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم طوال عمرها الممتد من العام 1970 حتى 2017، وإلى أجل غير مسمى، إلى حد أن الجماهير أصبحت بمثابة «ملح وسكر» البطولة الأعرق والأقدم في المنطقة!

ولا يخفى على أحد أن الجماهير، غالبا ما يتعدى دورها المعروف في داخل الملاعب، والمتمثل في دعم وإسناد وتحفيز لاعبي المنتخبات المعنية، إلى دور وربما أدوار محورية خارج تلك الملاعب، وهذه الحقيقة تجسدت مرات إيجابا، ومرة أو أكثر، بشكل سلبي عبر محاولات وسلوكيات وتصرفات من الأفضل والأجدر ألا يتم احتسابها على كل جماهير هذه الدولة الخليجية أو تلك، بقدر ما أنها تصرفات وسلوكيات ومحاولات فردية تنم عن حجم الوعي الذي يحتفظ به ذلك الفرد.

نيل اللقب

ومنذ النسخة الأولى من البطولة في البحرين 1970، وحتى النسخة الجديدة رقم 23 في الكويت 2017، تجسد دور الجماهير بشكل جلي ليس في مباريات الافتتاح فحسب، بل في غالبية المباريات، إن لم يكن كل المباريات، خصوصا بالنسبة للمنتخبات التي تواصل طريقها بنجاح نحو المباراة النهائية لنيل اللقب.

تبرز الصور

ولعل أبرز صور تأثير الجماهير على البطولة، هي تلك التي تبرز وبجلاء في مباريات الافتتاح والتتويج من خلال الحضور الجماهيري غير المسبوق، كما حصل في افتتاح النسخة 23 في الكويت 2017، عندما تجاوز عدد الحضور في ملعب جابر الدولي حاجز الـ 60 ألف متفرج، مع بقاء أكثر من 30 ألفاً خارج الملعب، ما يؤكد قوة تأثير الجماهير على مجريات البطولة، ومتانة علاقتها مع منتخباتها المحببة، ولاعبيها المعشوقين.

صور مشرقة

ولعل من بين أبرز الصور المشرقة لحجم التأثير الإيجابي للجماهير على المنتخبات الوطنية، تلك الحالة التي تجسدت على أرض الواقع مرتين، الأولى في العام 2007 عندما احتضنت الإمارات النسخة 18 من بطولة كأس الخليج العربي، ويومها، أسهمت الجماهير بشكل فاعل في إحراز الأبيض الإماراتي لقبه الخليجي الأول، والثانية في العام 2013 في النسخة 21 في البحرين عندما عادت تلك الجماهير، لتكون اللاعب رقم واحد وليس الـ 12 في إحراز الأبيض الإماراتي لقبه الخليجي الثاني.

لأول مرة

كما تجسدت صور مشرقة أخرى، طرفها الأبرز جماهير منتخبات عُمان في «خليجي19» في العام 2009، عندما حفزت تلك الجماهير، الأحمر العماني كثيرا ودفعته إلى اعتلاء منصة التتويج لأول مرة في تاريخ مشاركاته في البطولة الأقدم في المنطقة.

دور محوري

ولم تكن منتخبات السعودية والكويت والعراق، بعيدة كثيرا عن تأثير الجماهير ودورها المحوري في إحراز تلك المنتخبات الألقاب في بطولة كأس الخليج العربي، 3 للعراق ومثلها للسعودية، و10 للكويت، بينما لا تزال جماهير المنتخب البحريني تدعم وتحفز لاعبي منتخبها الأحمر من اجل إحراز لقب الخليجي الأول، وهي الحال نفسها مع المنتخب اليمني الذي شهدت ملاعبه في العام 2010، زخما جماهيريا لافتا عندما أقيمت «خليجي20» بضيافة اليمن.

مقياس للنجاح

أكد عوض غريب لاعب العين ومنتخب الإمارات السابق، أن جماهير بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، تمثل أهمية كبيرة وتعتبر دائما ملح البطولة القريبة إلى قلوب الخليجيين، كونها تعتبر المتنفس الحقيقي أو المؤشر والرسم البياني الذي يقاس عليه نجاح أو فشل البطولة رغم الخصوصية التاريخية والاجتماعية للبطولة، بما يجعل مجرد قيامها في مكانها وزمانها المحددين في أي من دول المنطقة هو نجاح فعلي، ولكن هذا لا يلغي أهمية دور الجماهير الخليجية وما تمثله من مشاهد رائعة داخل وخارج الملعب بما يعتبر مقياسا مهما يعزز من نجاحها.

نكهة محببة

وقال: صحيح أنه لم تعد الجماهير الخليجية تهتم بالدورة كما في السابق، غير أنها مازالت كما عهدناها تضفي الروعة والنكهة المحببة لهذه البطولة، كونها تحتفظ بخصوصياتها المتمثلة في «القفشات» والتصريحات من رؤساء الوفود المخضرمين منهم والذين افتقدتهم البطولة حالياً، حيث أصبحت التصريحات يغلب عليها التحفظ وتتغلف بغلاف الدبلوماسية أكثر من السابق.

ثورة التكنولوجيا

وأضاف: بالطبع هناك مسببات وأسباب أدت إلى تضاؤل دور الجماهير وتناقص اهتمامه بالتواجد بالكثافة نفسها في مكان البطولة، ويأتي في مقدمة ذلك ثورة التكنولوجيا وتقنية الاتصالات. فأصبح دور الغالبية من هذا الجمهور مقتصرا على التفاعل مع الدورة من خلال تويتر والفيسبوك وانستجرام وغيرها من وسائل الاتصال، وهو الأمر الذي أدى بدوره إلى دخول ثقافة جديدة لم تكن معهودة في البطولة.

دعم البطولة

وأوضح غريب، أن الحضور الجماهيري واهتمامه بالبطولة يدعم استمراريتها وحيويتها، ويؤكد شغف الخليجيين بالبطولة المحببة والتي تعتبر نقطة تلاقٍ لأبناء الخليج يجتمعون فيه على المحبة والود والخير، وهذا يعتبر من أهم إيجابيات التواجد الجماهيري في البطولة، ولكن بالمقابل هناك قلة من الجماهير تسعى بقصد أو بدونه إلى إبعاد البطولة عن مقاصدها التي قامت من أجلها.

أسباب النجاح

وقال: بعيدا عن سلبيات وإيجابيات الجماهير يبقى الحضور المميز أهم أسباب النجاح، ولكن هذا الظهور مرتبط بنتائج منتخب الدولة المضيفة، فان كانت النتائج إيجابية سنرى حضورا مميزا، أما إذا كانت النتائج سلبية فسنرى عزوفا جماهيريا، وعلينا كجمهور ومجتمع خليجي أن نعمل بقلب رجل واحد من أجل إنجاح واستمرار البطولة كونها تعزز من أواصر وروابط الأخوة بين أبناء الخليج العربي الواحد بغض النظر عن النتائج وما يمكن أن تسفر عنه المباريات داخل الملعب.

الجولة الأولى

وأشار عوض غريب، إلى أن الجولة الأولى من البطولة أوضحت أن منتخب السعودية بمقدوره إنتاج منتخب رديف بما يتوفر له من عناصر ومواهب تتطلع للحصول على فرصة، وهو ما يضع أفراد المنتخب الأول في مأزق لأن مكانهم أصبح غير مضمون.

أما المنتخب الكويتي فقدم نفسه بصورة جيدة برغم توقفه الطويل عن اللعب التنافسي قبل عودة الرياضة الكويتية إلى المحافل الدولية، فيما ظهر الأبيض الإماراتي بصورة أقل من المتوقع ونأمل أن يتحسن في المباريات المقبلة. أما المنتخب العماني فكان جيدا قياسا على معطيات قدرات أفراده. وبالنسبة لمنتخبي العراق والبحرين سيكون لهما دور إيجابي في شكل المنافسة في المجموعة. أما اليمن فسيكون أقل المشاركين فعالية.

إجازة تفريغ

اقترح جمال الحساني مدرب فريق رديف بني ياس لكرة القدم، المحاضر الآسيوي، أن تتفق اتحادات دول الخليج العربي المشاركة في البطولة وبالتنسيق مع الجهات المعنية للدول الثماني على إقامة المباريات في أوقات العطلة الرسمية، أو منح الجماهير الراغبة بالسفر لدعم المنتخبات المشاركة، اجازة رسمية من جهات عملهم على أن تعمم على الجميع، والهدف من ذلك تفريغ المشجعين من التزامات العمل، واعطائهم الفرصة للسفر إلى حضور المباريات والعودة مجدداً إلى أعمالهم والتزاماتهم المعيشية، مشيراً إلى أن الكثير من المشجعين يرغب في السفر لمؤازرة منتخب بلاده لكن ظروف العمل تقف حائلاً تجاه ذلك.

عرس كروي

وشدد الحساني على أن كأس الخليج العربي لكرة القدم بمثابة عرس كروي خليجي يتيح الفرصة للتعارف والتقارب اكثر بين المجتمع الخليجي، فالمواطن الإماراتي يتعرف على شقيقه السعودي والكويتي والبحريني، وهكذا تسهم البطولة في التقارب بين شعوب المجتمع الخليجي، ولذلك يجب علينا التخطيط الجيد وإعطاء الحدث أهميته ودعمه للحضور الجماهيري.

حضور مميز

وعن انطباعه للحضور الجماهيري في الجولة الأولى للبطولة بشكل عام، قال: الحضور الجماهيري كان مميزاً خلال الافتتاح لكنه سرعان ما ضعف وقل، وذلك يرجع إلى شغف الجماهير الكويتية بعودة منتخب بلادهم بالمشاركة مرة أخرى في المسابقات، بعد إلغاء قرار تجميد النشاط الرياضي الكويتي من قبل الاتحاد الدولي «فيفا» في المقابل يجب الحضور الجماهيري من كافة الدول وليس الأشقاء في الكويت فقط.

دعم الأبيض

وأضاف الحساني، هناك مسؤولية كبرى أيضاً على الجماهير وخصوصاً الإماراتية بأهمية الحضور وتشجيع المنتخب الوطني إذا كانت العوامل مهيئة للحضور وعدم وجود عقبات العمل أو خلافه، وأهمية مؤازرة الأبيض والالتفاف حول علم الدولة.

كسر الرتابة

وأضاف: هناك مسؤولية أيضاً تلقى على عاتق الإعلام وهي إظهار بعض المشجعين على قنوات التلفاز وأيضاً الصحف، لأن المشجع يرغب في الظهور في وسائل الإعلام مثل اللاعب والمدرب نفسه، وهذا الشيء يفرحه ويحفزه للحضور، وأيضاً اللجنة المنظمة لكأس الخليج العربي ينبغي عليها تحفيز وتشجيع الجماهير من خلال توفير فعاليات وأنشطة لهم، وتقديم سحوبات وجوائز وغيرها من الأمور التحفيزية التي تكسر الرتابة.

اليماحي:  توفير طائرات

أشاد ناصر محمد اليماحي رئيس مجلس إدارة نادي الفجيرة بدور الجماهير في إنجاح كافة بطولات كرة القدم، وإسناد المنتخبات، مشيراً إلى أن الجمهور يعتبر ملح وسكر بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم منذ نسختها الأولى في البحرين 1970 وحتى نسختها الحالية في الكويت 2017، مطالباً اتحاد الإمارات لكرة القدم بضرورة تأجير طائرات لنقل مشجعي الأبيض إلى الكويت لمؤازرة المنتخب الوطني.

ونوه اليماحي إلى أن الجماهير هي بمثابة اللاعب الثاني عشر في كل تشكيلة أي منتخب، ومن دون تواجد الجماهير تصبح الكرة بلا طعم ولا لون ولا رائحة، معرباً عن قناعته بأن الجمهور له دور كبير في تتويج المنتخبات بالألقاب والكؤوس من خلال المؤازرة المستمرة للاعبين طوال زمن المباراة، لافتاً إلى وجود ما أسماه بالأدوار الخفية للجماهير، إضافة إلى أدوارها العلنية المعروفة مثل رفع الحالة المعنوية للاعبين قبل المباراة وتحفيزهم وشحذ هممهم داخل الملعب.

وتوقع اليماحي ازدياد أعداد جماهير المنتخب الوطني في قادم المباريات لـ«خليجي 23» في الكويت 2017، خصوصاً بعد تحقيق الأبيض الفوز على شقيقه العماني بهدف دون رد، والتعادل مع شقيقه السعودي سلبياً، مطالباً اتحاد كرة القدم والقطاع الخاص بوضع تسهيلات للجماهير وتوفير طائرات خاصة لنقل المشجعين إلى الكويت.

باروت:  الاعتماد على المدرجات

يرى خليفة باروت مدير ولاعب فريق نادي الإمارات سابقا، أن بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، تعتمد في المقام الأول على دور الجماهير في المدرجات لأنها بطولة محببة، ذاكرا أن هنالك عوامل عديدة تؤثر على الحضور الجماهيري منها قوة المنافسة والاهتمام الإعلامي والمكان الذي تقام عليه البطولة.

وأكد باروت أن الجمهور عنصر مهم من عناصر النجاح في كل المنافسات وليس في كأس الخليج العربي فقط وأضاف: الجمهور ملح المنافسة بدون شك ووقوفه مع المنتخبات يجعل البطولة أقوى وأفضل، وفي رأيي أن آخر بطولة تم تنظيمها في الإمارات كانت ناجحة جدا لأنها حظيت بحضور جماهيري غفير في كل المباريات، وبعض المنافسات تأثرت سلبا بضعف الإقبال الجماهيري.

وأبدى باروت قلقه على النسخة الحالية جماهيريا بعد خروج المنتخب الكويتي صاحب الأرض، ذاكرا أن وجود جماهير لبقية المنتخبات لا يمكن أن يقارن بأصحاب الأرض، وقال: شاهدنا حضورا غفيرا للجماهير الكويتية في مباراتي الأزرق أمام السعودية وعمان، ولكن بعد أن فقد المنتخب فرصة التأهل لا نتوقع أن يكون هنالك حضور مماثل من جماهيره في مباراته الأخيرة أمام الأبيض الإماراتي.

الكرخي فاكهة جماهير البطولة

يعتبر العراقي مهدي الكرخي، واحداً من أشهر فواكه جماهير بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم على مدار تاريخها الممتد منذ عام 1970 وحتى نسختها الجارية حاليا في الكويت 2017، كونه دائم الظهور مع منتخب بلاده طوال الـ41 عاماً الماضية، بعدما ظهر للمرة الأولى في كأس الخليج 1976، ومنذ ذلك التاريخ، وهو دائم الترحال خلف «أسود الرافدين».

يقول الكرخي: لم أتوقف يوماً عن مساندة المنتخب العراقي في كافة البطولات الخارجية المشارك فيها، ومنها بطولة كأس الخليج العربي، والحريص على حضورها منذ عام 1976، وسبق أن حضرت تتويج «أسود الرافدين» بثلاث كؤوس خليجية مع المدرب الراحل عمو بابا في العراق 1979، وعمان 1984، والسعودية 1988.

وأضاف الكرخي: «الجماهير دائماً هي فاكهة البطولات، وصاحبة الدور الأكبر المحفز للاعبين على الأداء، ويعتبرهم الجميع اللاعب رقم 12 في الملاعب، وهذا ما رأيناه جميعاً في «خليجي 23»، بالتواجد الجماهيري الجميل في المدرجات، وهو ما زاد من روعة البطولة».

مقبول:  تعزيز مكانة

أكد مقبول البلوشي مدير المنتخب العُماني أن الجماهير تظل دائماً فاكهة البطولة وخاصة في «خليجي 23» الذي شهد حضوراً قياسياً في حفل الافتتاح وفي الجولة الثانية، وقال: جماهير منتخب الكويت رقم 1 باعتباره صاحب الأرض وشكل أجمل صورة في «خليجي 23»، كما شهدت المباريات حضوراً لافتاً للجماهير السعودية والعُمانية والعراقية والبحرينية، وأتمنى ألا تتأثر البطولة بخروج المنتخب الكويتي، موضحاً أن حضور أكثر من 50 ألف متفرج في مباراة الكويت وعُمان يعزز مكانة البطولة ويؤكد عشق الجماهير الخليجية لكرة القدم، مؤكداً أن البطولة غالباً ما تشهد حضوراً كبيراً باعتبارها من وإلى أهل الخليج العربي.

كما أكد، أن منتخب بلاده يسير وفق المخطط له في كأس الخليج الحالية في الكويت، وقال: «أتينا إلى الكويت، لتحقيق عدة أهداف، والهدف الأول، مشاركة الأشقاء في الكويت، أفراح رفع الحظر عن الكرة الكويتية من قبل الاتحاد الدولي للكرة «فيفا»، بعد أكثر من عامين عانى فيها «الأزرق» التجميد الدولي، و«الهدف الثاني، تحضير جيل جديد من اللاعبين لمستقبل الكرة العمانية، ولذا حرصنا على المشاركة بمجموعة من الشباب والخبرة، خاصة وأننا مقبلون على كأس آسيا 2019 في الإمارات»، «أما الهدف الثالث، فهو المنافسة على كأس خليجي 23، وأعتقد أننا لا نزال نسير على طريقه».

 

 

Email