مبادرة لجنة المحترفين خطوة على الطريق الصحيح

7 جولات من عمر دورينا وحلــم الـ55 لم يكتمل

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يُسلّط «البيان الرياضي» الضوء على قضية زمن اللعب الفعلي بعد مرور 7 جولات من عمر دوري الخليج العربي هذا الموسم وما وصلت إليه مبادرة لجنة المحترفين، وهل بالفعل ارتفع زمن اللعب الفعلي الذي يعد من أهم مؤشرات ارتفاع مستوى الأداء الفني في مباريات كرة القدم، أم أن الحال لم يتغير كثيراً عن المواسم الماضية؟

وهل من الممكن الوصول إلى 55 دقيقة هذا الموسم أم أن الواقع يفرض علينا الانتظارحتى تكتمل منظومة الاحتراف في دورينا.

تطوير

جاءت مبادرة لجنة دوري المحترفين بالوصول إلى 55 دقيقة زمناً للعب الفعلي في مباريات دوري الخليج العربي الموسم الحالي، بناء على الدراسة الإحصائية التي كانت قد أصدرتها مطلع العام الجاري وأعدها الباحث وعضو لجنة المبادرات التطويرية بلجنة المحترفين السابق، منصور عبدالله.

وكشفت عن العديد من الأرقام المتعلقة بزمن اللعب الفعلي لمعرفة أسباب قلته في الدوري الإماراتي ومحاولة إيجاد حلول لرفع مستوى اللعب، حيث أشارت الإحصائية إلى أن زمن اللعب الفعلي تراوح ما بين 38 دقيقة و47 دقيقة من موسم 2011-2012 وحتى الموسم الماضي.

وفي موسم 2012-2013 بلغ 43 دقيقة، وانخفض في موسم 2013-2014 إلى 42 دقيقة، وفي موسم 2014-2015 وصل إلى 44 دقيقة، ثم إلى 46 دقيقة في موسم 2015-2016، بينما في الموسم الماضي 2016-2017 بلغ معدل زمن اللعب الفعلي لدورينا 47 دقيقة، كما أحتل الدوري الإماراتي المركز الرابع آسيوياً بمعدل 46 دقيقة، فيما كان الدوري الياباني في الصدارة بزمن لعب فعلي بلغ 58 دقيقة.

كما سلطت الدراسة الضوء على أسباب قلة زمن اللعب الفعلي لدوري الخليج العربي خلال المواسم الستة الماضية التي تمثلت في القرارات التحكيمية بنسبة 32%، وغياب الهوية الفنية بنسبة 31%، وضعف اللياقة البدنية للاعبين بنسبة 24%، وتعمد إضاعة الوقت بنسبة 11%، وأسباب أخرى بنسبة 2%.

مبادرة

من جانبه، أكد عبدالله ناصر الجنيبي، نائب رئيس اتحاد كرة القدم، رئيس لجنة دوري المحترفين، أن مبادرة رفع زمن اللعب الفعلي هي إحدى المبادرات التي حرصنا في لجنة دوري المحترفين على برمجتها وتطبيقها ضمن الخطة الاستراتيجية 2017-2020، بهدف تعظيم قاعدة عشاق الكرة وتعزيز ثقافة الابتكار الرياضي وذلك لقناعتنا التامة بأن رفع زيادة الزمن الفعلي للمباريات من شأنه أن يؤثر إيجاباً في الأداء الفني للفرق وبالتالي في المنتخب وتقديم مباريات ممتعة للجماهير.

وأشار إلى أن اللجنة تسعى للوصول إلى هدفها هذا الموسم بزيادة الزمن إلى 55 دقيقة عبر حملات توعية في المباريات، سبقتها اجتماعات مع الحكام للحث على تسريع وتيرة اللعب، وأن المبادرة ستتواصل بورش عمل للاعبين حول أهمية رفع الزمن الفعلي وحثهم على عدم إيقاف اللعب.

بالإضافة إلى محاضرات لتعزيز مفهوم أهمية التغذية وأسلوب حياة اللاعب عبر إعداد وتنظيم محاضرات توعوية عن أهمية محافظة اللاعب على نفسه صحياً واجتماعياً وسلوكياً.

معايير

بدوره، أوضح منصور عبدالله عضو لجنة المبادرات التطويرية بفنية المحترفين السابق، ومعد الدراسة، أن زمن اللعب الفعلي في الدوري الإماراتي لا يختلف كثيراً عن أي بلد مجاور وخصوصاً على مستوى الدوريات الخليجية، وليس بالفارق الكبير أيضاً عن دوري أبطال آسيا، إلا أنه عند الحديث عن زمن اللعب الفعلي لا يجب القياس على معايير ليس لها علاقة بالقضية مثل الحضور الجماهيري على سبيل المثال.

وإن كان حضور الجمهور يحفز اللاعبين على محاولة تقديم أفضل أداء، مشيراً إلى أهمية زيادة زمن اللعب الفعلي كونه يساهم في رفع المستوى الفني للدوري وبالتالي للفرق واللاعبين والمنتخب.

كما توقع، صعوبة الوصول إلى 55 دقيقة زمناً للعب الفعلي خلال الموسم الحالي إذا استمرت العقلية من دون تغيير ومن دون تطبيق حقيقي لمعايير الاحتراف، مؤكداً ضرورة تغيير الثقافة السائدة لدى المدربين واللاعبين والتي تركز على النتائج فقط من دون النظر للأداء.

معدلات

وأضاف منصور عبد الله: «التدريبات هي البداية لمعرفة إذا ما كنا قادرين على زيادة زمن اللعب الفعلي من عدمه، إذ إن أهم عنصر في هذه القضية هو الأندية وفريق الكرة، ولو لاحظنا تدريبات الأندية نجد أنها غير كافية للوصول إلى المعدلات المطلوبة، حيث لا يستطيع فريق التدرب مدة نصف ساعة متواصلة، ويتم إيقاف التدريبات سواء للراحة أو إعطاء تعليمات، وبالتالي هل نتوقع ارتفاع الرتم في المباريات إذا كان اللاعب لم يتعود ذلك في التدريبات؟».

وتابع: هناك العديد من العوامل المؤثرة في زمن اللعب الفعلي ومن أهمها لياقة اللاعبين وهو ما يضعهم في دائرة الاتهام نتيجة عدم الاهتمام بأنفسهم واتباع أسلوب حياة صحي واحترافي، بالإضافة إلى عدم التركيز من جانب المدربين والإداريين على كرة القدم في المباراة والطلب من اللاعبين أحياناً إضاعة الوقت من أجل النتيجة، أما العامل الثالث فيقع على الحكام الذين يشكلون نسبة كبيرة من أسباب قلة زمن اللعب الفعلي.

اتهام

في حين، أكد عبدالحميد المستكي، رئيس اللجنة الفنية بلجنة دوري المحترفين، أنه لا يمكن توجيه الاتهام أو إلقاء اللوم على عنصر واحد في ما يتعلق بقلة زمن اللعب الفعلي كونها منظومة متكاملة تشمل اللاعبين والمدربين والحكام، مشيراً إلى أن زيادة زمن اللعب في مباريات دورينا تتطلب تضافر كل الجهود من الأطراف كافة لرفع المستوى الفني للمباريات، ويحتاج إلى مزيد من التعاون وتغيير العقلية التي تهدف إلى تقديم كرة قدم ممتعة.

وقال: بدأنا بالفعل تنفيذ مبادرة زيادة زمن اللعب الفعلي إلى 55 دقيقة الموسم الحالي بناء على الدراسات التي أجريت مؤخراً، ولكن لا يمكن القياس على كل جولة من جولات الدوري.

وهناك شركة متخصصة تعاقدت معها لجنة المحترفين للقيام بالأمر، ونحن لا نبني على مباراة أو جولة واحدة وإنما فترة طويلة حتى يكون القياس صحيحاً، ولمعرفة ما وصلنا إليه وما حققته المبادرة نهاية الموسم أو عقب نهاية الدور الأول على أقل تقدير.

وأضاف المستكي: زمن اللعب الفعلي أحد التحديات بالنسبة للجنة دوري المحترفين الموسم الحالي، وبالتأكيد نستطيع الوصول إلى مبتغانا ورفع الزمن إلى 55 دقيقة بشرط التعاون من جميع أطراف المنظومة، ونحاول القيام بدورنا عن طريق تنظيم ورش العمل والمحاضرات المستمرة لتثقيف اللاعبين بأهمية زمن اللعب الفعلي وكذلك الحكام.

أضاف المستكي: زمن اللعب الفعلي أحد التحديات بالنسبة للجنة دوري المحترفين الموسم الحالي، وبالتأكيد نستطيع الوصول إلى مبتغانا ورفع الزمن إلى 55 دقيقة بشرط التعاون من جميع أطراف المنظومة، ونحاول القيام بدورنا عن طريق تنظيم ورش العمل والمحاضرات المستمرة لتثقيف اللاعبين بأهمية زمن اللعب الفعلي وكذلك الحكام.

وأردف: لا يمكننا القول إننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة بناء على أرقام المواسم السابقة، ولكننا نريد التطور للأفضل وهو ما فرض علينا إطلاق المبادرة لزيادة توعية اللاعبين والحكام والمدربين بأهمية تقديم كرة قدم حقيقية، ولن يقتصر الأمر على لاعبي دوري المحترفين وإنما سيمتد إلى محاضرات تثقيفية للاعبي فرق الرديف.

750

تتضمن مبادرة لجنة دوري المحترفين ورش عمل لتعزيز مفهوم أهمية التغذية وأسلوب حياة اللاعبين، عبر تنظيم محاضرات توعوية عن أهمية محافظة اللاعب على نفسه صحياً واجتماعياً وسلوكياً، ومحاضرات فنية عن أهمية زمن اللعب الفعلي والعائد الفني للفريق وللاعب نفسه.

وتستهدف اللجنة هذا الموسم مشاركة 750 لاعباً في المحاضرات، سواء من لاعبي الفريق الأول والرديف وفريق 19 سنة، بالإضافة إلى الحكام ومدربي المراحل السنية في الأندية، على أن يصل إجمالي اللاعبين بنهاية الموسم المقبل لـ 1875 لاعباً.

60

أحد المقترحات التي يدرسها مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، تقليل وقت المباراة إلى 60 دقيقة فقط، مقسمة على شوطين، مع إيقاف الوقت عند توقف اللعب.

ويسعى «الفيفا» من خلال المقترح إلى زيادة زمن اللعب الفعلي إلى جانب توفير المزيد من المتعة والإنصاف في المباريات للجماهير خصوصاً وأن وثيقة صادرة عن مجلس الاتحاد الدولي أكدت أن الوقت الفعلي خلال المباريات حالياً هو أقل من 60 دقيقة.

28

تستهدف مبادرة لجنة دوري المحترفين الموسم الحالي زمناً للعب الفعلي للفريق الواحد يصل إلى 28 دقيقة، في حين تستهدف في الموسم المقبل الوصول إلى 35 دقيقة للفريق الواحد.

على جانب آخر، بلغ معدل زمن اللعب الفعلي في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في البرازيل عام 2014، 57.4 دقيقة، وهو أقل بثلاث دقائق من الزمن المستهدف من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم.

75

تسعى لجنة دوري المحترفين إلى الوصول إلى 75 محاضرة وورشة عمل لتعزيز مفهوم أهمية الزمن الفعلي للمباريات خلال برنامجها، الذي أطلقته لمدة 3 سنوات وبدأ من الموسم الماضي، حيث نظمت 15 محاضرة الموسم الماضي، وتستهدف 30 محاضرة الموسم الحالي، ومثلها في موسم 2018-2019.

منظومة الاحتراف

أكد رياضيون ومحللون أن زمن اللعب الفعلي باعتباره واحداً من أهم العناصر التي تساهم في رفع المستوى الفني للمباريات، لن يرتفع إلا بالتطبيق الصحيح لمنظومة الاحتراف، وتغيير الثقافة والعقلية لدى الأندية واللاعبين التي تركز فقط على النتائج دون النظر للمستوى الفني وتقديم كرة قدم ممتعة، كون إمتاع الجماهير أساس كرة القدم.

مشيرين إلى أن زيادة زمن اللعب الفعلي يتطلب تضافر كل الأطراف المسؤولة من إدارات الأندية واللاعبين والمدربين والحكام وحتى أعضاء الأجهزة الإدارية.

وشددوا على أن الهدف الأساسي هو المنتخب الوطني، الذي عانى خلال الفترة الماضية من الإخفاقات المتكررة، وعدم التمكن من التأهل إلى نهائيات كأس العالم في روسيا، وأحد أسباب الإخفاق الفارق في المستوى الفني مع المنتخبات الآسيوية المتأهلة للمونديال، وبالتالي ارتفاع أو انخفاض زمن اللعب الفعلي والمستوى الفني ينعكس بالسلب أو الإيجاب على المنتخب.

Email