التصنيف الآسيوي لدورينـا..التنظيم يكسب الأداء

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

جميل أن يعتلي دوري الخليج العربي صدارة التصنيف الآسيوي، متفوقاً على دوريات عريقة مثل الكوري الجنوبي، والصيني والسعودي والياباني، وأن يحافظ على تلك الصدارة لثلاثة مواسم متتالية، بفضل المشاركة الجيدة للعين والأهلي في دوري أبطال آسيا، والتصنيف الجيد للمنتخب في تلك الفترات، ولكن هذا التصنيف لم يرضِ طموح الشارع الكروي، نظراً لعدم رقي المستوى الفني للطموحات.

حيث خروج المنتخب الوطني من تصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا، وخروج العين من ربع نهائي دوري أبطال آسيا، إلى جانب النتائج الضعيفة التي حققتها بقية الأندية، بخروج الوحدة والجزيرة من مرحلة المجموعات والأهلي من دور الـ 16.

ولكن سر التصنيف هذا العام، الذي حافظ فيه دورينا على الصدارة، يعود للنتائج الطيبة التي حققتها الأندية في آخر أربع سنوات، إذ يعتمد الاتحاد الآسيوي على نتائج المنتخبات الوطنية والأندية في آخر أربع سنوات بشكل تراكمي، حيث يتم الاعتماد على توزيع نقاط التصنيف، بواقع 90 % منها على نتائج الأندية، بينما يتم تخصيص 10 % فقط لنتائج المنتخبات.

ومن المتوقع أن ينخفض تصنيف الكرة الإماراتية خلال الموسم المقبل، خصوصاً أن العام الجاري شهد أقل المعدلات، والتي بلغت حتى الشهر الماضي 11.350 نقطة فقط، مقارنة بتحقيق 18.333 نقطة في 2014، و25 نقطة في 2015، وهو المعدل الأعلى في تاريخ التصنيف الذي لم تصل إليه دولة، بينما حققت الكرة الإماراتية 18 نقطة في 2016.

اهتمام

من جهته، أكد الخبير الرياضي محمد مطر غراب، أن التصنيف يعتمد على معايير تخضع لنقاط تراكمية، لنتائج المنتخب والأندية خلال السنوات الماضية، صحيح المركز لا يتواكب مع الواقع الحالي لكرة الإمارات، ولكنه يمنح الفرصة للاستمرار أو الاستكمال، ولا بد من التوقف أمام معاني هذا التصنيف بتقييم واقعنا، سعياً لمستقبل أفضل على الصعيد الفني. وإذا كان المنتخب الوطني نال المركز الثالث آسيوياً، وتصنيفه تحسن حين ذاك، وأندية العين والأهلي صعدت للدور النهائي لدوري أبطال آسيا، والآن، الواقع تغير، ولا بد من مراجعة الأوراق، لأن القاعدة لدينا ليست جيدة، سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات.

نظام وأضاف: تطور المستوى الفني يكون بشكل تراكمي، أساسه مبني على نظام المسابقات، التي تبني موسماً على موسم، ولكن الآن، كل موسم له نظام مسابقات مختلف عما قبله، وبالتالي، تتراكم المشاكل الفنية مما يكون له تأثير سلبي في الأداء، لذلك كل عام نجد الأجهزة الفنية والإدارية، وحتى اللاعبين يعملون من الصفر، لذلك يأخذ الإعداد فترة طويلة لتجهيز اللاعبين.

مقارنة

في حين، أوضح علي البدواوي رئيس مجلس إدارة نادي حتا، أن التصنيف الآسيوي يعتمد على عمل إداري بالمقام الأول، وتراكم نتائج الأندية والمنتخب في البطولات القارية، وللحق، هناك تنظيم جيد للدوري، ودائماً الأندية تواجه متطلبات عددية، تتعلق بحسن التنظيم، ولكن على صعيد المستوى الفني، فلا يزال دورينا دون مستوى الطموح، حيث لا يوجد وجه للمقارنة مع الدوري السعودي أو الصيني أو الكوري والياباني، فهذه دوريات مستواها الفني أفضل من دورينا بمراحل.

تطوير

وأضاف: بعد هذا النجاح لا بد من زيادة الاهتمام للارتقاء بالمستوى الفني، وتطوير المنظومة الخاصة والارتقاء بمستوى النجوم بالتعاون مع أنديتهم، ومن غير المعقول أن يكون هناك لاعب احتياط بناديه وينضم للمنتخب، أو لاعب متميز بناديه ولا يجد مكاناً، ووقف مهاترات بعض اللجان القضائية التي يكون لقراراتها تأثير سلبي في أداء اللاعبين، العمل على تكثيف الحضور الجماهيري، بما يسهم في زيادة عطاء اللاعبين، كما يجب على الاتحاد والأندية، وضع معايير لمحاسبة اللاعبين على تقصيرهم في بعض الأحيان، من خلال المتابعة الدقيقة للاعبين ميدانياً ومحاسبتهم.

جهود

بدوره، أشار عمر الحاي نائب رئيس شركة النصر للاستثمار، إلى أن مستوى دوري الخليج العربي تطور كثيراً في السنوات الأخيرة، بفضل جهود الارتقاء به، ولعل وصول أندية العين والأهلي لنهائي دوري أبطال آسيا خلال المواسم الماضية، ونيل منتخبنا المركز الثالث آسيوياً لخير دليل، حيث يوجد اهتمام إداري وصرف مالي كبير، سواء على تطوير المستوى أو لمرتبات اللاعبين.

تطور المستوى

وأضاف الحاي: خلال سنوات ماضية، كان منتخبنا وأنديتنا حينما يتلاقون مع نظرائهم من السعودية وإيران واليابان، يتعرضون للخسائر، الآن، الوضع تغير، وأصبحت فرقنا تحقق الفوز، وهو مؤشر على تطور المستوى.

ويضيف عمر الحاي: قد يكون لدينا بعض السلبيات، سواء على صعيد المنتخبات أو بعض الأندية، فيجب العمل على تدارك تلك السلبيات، بالتعاون بين اتحاد الكرة ولجنة دوري المحترفين والأندية، كما يجب الاهتمام بقطاع المراحل السنية، لأن هذا القطاع مهم للغاية، ويعتبر القاعدة التي تغذي الفرق الأولى، وكلما كانت لدينا قاعدة جيدة، كان مستوى الفرق متميزاً.

90

بلغ مجموع النقاط التي حققتها الأندية الإماراتية 90 نقطة، مقابل 6.224، من خلال نتائج المنتخب الوطني، أما المركز الثاني، فكان من نصيب كوريا الجنوبية، التي تأهلت لكأس العالم، واحتلت الصين المركز الثالث في التصنيف الفني برصيد 87.925، مستفيدة من أعلى معدل تحققه الأندية الصينية الذي بلغ 24.233 نقطة، رغم خروج أنديتها من دوري أبطال آسيا، وعدم بلوغ المنتخب الصيني نهائيات كأس العالم.

Email