«قلب الأسد» يعيش أوجاع الغياب

ماجد ناصر: حسدوني على الإصابة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن ماجد ناصر يتخيل يوماً، أن تتحول احتفاليته التي تعود أن يسعد بها جماهيره ومحبيه، إلى سبب حزنه بابتعاده عن عشقه الأول كرة القدم شهوراً طويلاً للعلاج من إصابة خطيرة، تعرض لها أثناء فرحته مع زملائه بهدف أحمد خليل في شباك دبي باستاد العوير في 14 سبتمبر الماضي، وبالتحديد في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع من مباراتهما في الجولة الأولى لدوري الخليج العربي، والتي أظهرت بعدها الفحوصات الطبية إصابته في وتر الأكليس.

طارت إصابة "قلب الأسد" في تلك المباراة، بحارس الأهلي إلى البرتغال لإجراء جراحة ناجحة في مستشفى متخصص في هذا النوع من الإصابات، وبدأ بعدها مرحلة العلاج الطبيعي الذي لا يزال يخضع له، ولم يتحدد بصفة قاطعة الموعد المحدد لعودة الحارس العملاق إلى حماية عرين "الفرسان"، والذي تشتاق إليه جماهير ناديه، ويحلم هو الآخر باستعادة تألقه ومكانته في المنتخب الوطني الذي ظل بعيداً عنه لفترة طويلة، قبل أن يعود إليه بأيام قليلة من إصابته التي كتبت عليه البدء من الصفر، لتحقيق أمنية الدفاع عن مرمى "الأبيض" الإماراتي في كأس الأمم الآسيوية 2015 في أستراليا.

يعيش ماجد ناصر حالياً أيامه بين التدريبات العلاجية والبدنية في محاولة للعودة قبل الموعد المتوقع إلى الملاعب، ويحرص على مساندة الأهلي في كل مبارياته بالمسابقات المحلية، رغم حالة الحزن جراء عدم مشاركته "الفرسان" وجماهير "القلعة الحمراء" التي انضم إليها في تعاقد مدته 5 مواسم بداية من عام 2012، أفراح الانتصارات المتتالية، ويحدوه الأمل أن يتواجد داخل المستطيل الأخضر، عندما يصعد الأهلي بنجومه إلى منصات التتويج في نهايات الموسم الجاري.. تحدثنا مع "قلب الأسد" طويلاً عن حياته مع الإصابة، وكشف لنا عن الكثير من الخفايا والأسرار من خلال حواره الخاص مع "البيان الرياضي".

هل تختلف حياة ماجد ناصر قبل الإصابة عن وقته الحالي؟

الكثير، لأن حياة اللاعب المصاب أكثر إرهاقاً وقيداً من حياة اللاعب العادي.

كيف هذا، والبعض يرى أن اللاعب المصاب يكون أكثر راحة ًمن اللاعب السليم؟

للأسف هذا ما يعتقده البعض، ومنهم اللاعبون أنفسهم الذين لم يتعرضوا يوماً لإصابات طويلة أو خطيرة، والتي أتمنى أن لا يصاب أحد بها، بل أنني فوجئت بأن بعض اللاعبين يحسدونني على الإصابة، اعتقاداً منهم أن اللاعب المصاب يرتاح في منزله لوقت أطول، وتكون تدريباته والتزاماته داخل وخارج الملعب أقل، وهذا يخالف الحقيقة تماماً.

لكننا لا زلنا نحتاج إلى بعض التوضيح والشرح؟!

اللاعب المصاب إصابة خطيرة تستلزم الوقت الطويل للعلاج، يحتاج إلى بذل المزيد من الجهد بخلاف الألم نتيجة الجراحة والعلاج وخلافه، إذ لابد أن يؤدي تدريبات أكثر من المعتاد، وسيكون لديه الكثير من تدريبات اللياقة البدنية والفنية حتى لا يفقد حساسية الكرة، وتدريبات خاصة للحفاظ على الوزن، مع ضرورة النوم والاستيقاظ المبكر للبقاء في أعلى درجات التركيز الذهني، إلى جانب التدريبات العلاجية التي يخضع لها تحت إشراف أطباء متخصصين، لكن اللاعب السليم لا يكون أمامه سوى التدريب اليومي سواء صباحي أو مسائي، وأداء المباريات والالتزام بمواعيد النوم والاستيقاظ.

حياة

إذن.. كيف كان يقضي ماجد ناصر يومه قبل الإصابة وبعدها؟

قبل الإصابة، كنت أستيقظ في موعدي الطبيعي، وأقوم بالمشي حوالي نصف الساعة على جهاز للمشي في منزلي، ثم أشاهد بعض المباريات المسجلة التي لم أستطع متابعتها لظروف التدريبات أو مبارياتي مع فريقي، وأذهب في المساء إلى مران الفريق مع زملائي أو لخوض المباريات المقررة، لكن حياتي اختلفت كلياً بعد الإصابة، إذ تكون هناك تدريبات علاجية وبدنية طويلة خاصة بمجرد الاستيقاظ، ولا يكون أمامي الوقت لمشاهدة أي مباريات، ثم أتوجه إلى النادي مبكراً لإجراء بعض الفحوصات والتدريبات العلاجية الأخرى، والتي تستلزم وقتاً أطول من المعتاد، وأعود إلى المنزل بعدها مباشرة، إلا إذا كانت هناك مباراة للأهلي، ففي تلك الحالة أرافق الفريق لمساندة ومؤازرة زملائي.

الإصابة في وتر الأكليس تعتبر من أخطر الإصابات للاعب الكرة، كيف تعرفت على خطورة إصابتك؟

تعرفت عليها عن طريق الدكتور محمد صلاح والدكتور بيدرو اللذين جلسا معي، وشرحا لي درجة خطورة إصابتي، وأنها أخطر كثيراً من الرباط الصليبي، وأوضحا لي ترتيبات ودرجات العلاج بداية من العملية الجراحية الناجحة التي خضعت لها في البرتغال، وصولاً إلى الشفاء الكامل والعودة إلى الملاعب، واكتشفت بعد ما مررت به حتى الآن، إذ رغم إصابتي أكثر من مرة في الكتف، إلا أن إصابتي الحالية أخطر ما تعرضت له طوال حياتي.

اشتياق

ماذا يفتقد ماجد ناصر الآن؟

بالتأكيد ممارسة كرة القدم، والاحتفال مع الجماهير بالانتصارات من داخل الملعب، وخاصة أنا أرى فريقي الأهلي في الموسم الحالي، يقدم أفضل وأقوى العروض ويحقق نتائج أكثر من رائعة في كافة المسابقات التي يشارك فيها.

وماذا عن المنتخب الوطني الأول؟

أشتاق كثيراً إلى المنتخب، خاصة وأنني ابتعدت عنه فترة طويلة، ولم أهنأ بالعودة لأنني أصبت بعدها مباشرة، لكني الآن أركز أكثر على الشفاء الكامل من إصابتي الحالية، ثم استعادة مكانتي في حماية مرمى الأهلي، وأتطلع بعدها إلى استعادة مكانتي في المنتخب، وأتمنى أن أشارك في صفوف "الأبيض" في مشاركاته بكأس الأمم الآسيوية 2015 في أستراليا.

الجماهير الإماراتية تتساءل.. متى يعود ماجد ناصر إلى الملاعب؟

الموعد المتوقع لعودتي إلى المستطيل الأخضر بعد 3 شهور، ما يعني تقريباً الفترة ما بين أواخر فبراير إلى أوائل مارس المقبلين، لكني أحاول الإسراع في العودة مع الأطباء المعالجين جون بيدرو ومحمد صلاح وأندرو.

جهاز

سمعنا عن وصول طبيب برتغالي، لاستكمال برنامج العلاج هنا تجنباً لسفرك مجدداً إلى الخارج.. هل هذا صحيح؟

بالفعل هذا صحيح، والدكتور البرتغالي موجود منذ حوالي أسبوعين، لكني لا أرغب في التغيير، وأنا أكثر راحة في العلاج مع بيدرو وصلاح وأندرو.

ما الدروس التي تعلمتها من تلك الإصابة؟

لن أكرر مجدداً طريقتي في الاحتفال بـ " الأكروبات" تسببت في إصابتي، والتي أعلنت توبتي منها، وكذلك تعرفت على حب الأصدقاء والأسرة والجماهير، وأود أن أشكر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس النادي الأهلي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي نائب رئيس النادي، وعبدالله بن سعيد النابودة رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، على اهتمامهم ومساندتهم لي في الفترة السابقة، ولن أنسى فضلهم واهتمامهم بمساندتي طوال فترة إصابتي وعلاجي، بما ساهم في تجاوزي لحالة الاكتئاب الشديد الذي تعرضت له بعد الإصابة مباشرة.

كلمة أخيرة تنصح بها زملاءك لاعبي الكرة؟

أولاً.. لا أتمنى لأي لاعب في الدولة، التعرض لأي إصابة مهما كانت، وأطالبهم بضرورة الاستمتاع فقط بكرة القدم، وعدم القيام بأي حركة أو سلوك داخل أو خارج الملعب، ربما تتسبب في الإصابة، وأتمنى أخيراً السلامة للجميع وإنهاء الموسم على خير.

ظهور «قلب الأسد»

ظهور ماجد ناصر مع الأهلي للمرة الأولى في دوري المحترفين، كان أمام مضيفه الجزيرة في دوري المحترفين موسم 2012 / 2013، بعد أن اتخذ بحقه قرار الإيقاف من قبل ناديه الوصل واعتمده اتحاد الكرة مباشرة بعد خسارة الوصل لنهائي بطولة دوري أبطال الخليج أمام المحرق البحريني.

غير أنه ليس الظهور الأول لماجد على الإطلاق مع الأهلي، كان أمام الظفرة ضمن منافسات كأس صاحب السمو رئيس الدولة، ونجح ماجد وقتها في مساعدة الأهلي للتأهل إلى الدور المقبل بعد أن تألق وتصدى لركلتي ترجيح. جاء ظهور "قلب الأسد" مع الأهلي، بعد أن قامت لجنة الاستئناف في اتحاد الكرة الإماراتي في 16 ديسمبر 2013، برفع العقوبة عن الحارس عن الفترة المتبقية للعقوبة الإدارية الموقعة عليه، وكانت بالإيقاف لمدة 6 أشهر.

أمنية

التواجد في الأهلي مكسب

أكد ماجد ناصر، أن التواجد في صفوف الأهلي، مكسب كبير لأي لاعب،وقال: "أنا سعيد بتواجدي في الأهلي".وأضاف: "أتمنى العودة السريعة إلى صفوف (الفرسان) لمشاركتهم البطولات والألقاب في نهاية الموسم الحالي". وأكد على حسن العلاقة التي تجمعه مع جميع لاعبي الأهلي الذين حرصوا على مساندته، وقال: "بمجرد عودتي سوف أبذل كل ما في وسعي وقصارى جهدي داخل الملعب مع زملائي اللاعبين، لتحقيق ما يسعد جماهير الأهلي الرائعة".

إعجاب

«سيف» منافس قوي

أبدى ماجد ناصر إعجابه بالمستوى الذي يقدمه الحارس الأهلاوي سيف يوسف، وقال: "سيف أكثر من رائع، ومستواه في تطور مستمر، وهذا يسعدني كثيراً، لأنني سأجد منافساً قوياً على حماية مرمى الأهلي بعد عودتي".

وأضاف: "مستوى سيف بالتأكيد سوف يعود بالفائدة على (الفرسان)، ويساهم في تحسن مستواي كثيراً، لأنه سيعطيني دافعا أكبر لتقديم أقصى ما لدي من جهد، لنيل شرف التواجد في التشكيلة الرئيسية للفريق".

Email