عودة من جديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحنين إلى هذه الأرض لا ينقطع وشريط الذكريات لا يتوقف، والتواصل مع الأحباء لم يفتر والمشاعر الجميلة تتدفق مع ملامسة الطائرة لأرض الإمارات العزيزة على القلب، كلها أحاسيس تلازمني كلما عدت في زيارة جديدة للقاء الأصدقاء والأحباء والتجول في شارع الرقة وعبور جسر آل مكتوم واجتياز طريق الشيخ زايد المبهر، والمذاق المميز لطابع الحياة المتسارع.

الحديث عن التغيير لم يعد مطابقاً للواقع، ففي كل زيارة ألمس بشدة طفرات صادمة، وهذا تعبير أراه مناسباً من وجهة نظري لكل تغيير يحدث، وفي ظني أن القضية ليست ناطحات والتكدس المذهل للعمران الهندسي اللافت في شكله ومضمونه، ولكن تكمن في بناء يبدو أكثر أهمية وله مغزاه ودلالته العميقة ويتعلق بالإنسان الإماراتي، والفارق يبدو واضحاً في اتساع البصيرة وملاحقة تطور وسائل الاتصالات في هذا العصر المتوهج، والرؤية المستقبلية وتوفر العقلية المبدعة ودوافع الابتكار القريبة جداً من احتياجات الواقع وهو المهم.

ولحسن الطالع حضرت حفل جائزة الإبداع الرياضي، الذي شهد تكريم كوادر رياضية محلية وعربية وفق معايير صارمة، وما يهمني أن القسم الرياضي العزيز والغالي في «البيان»، كان ضمن النخبة ونال التكريم الرمزي وسط إشادة منطقية، وفي تقديرنا أن اختيار «البيان» من خلال قسمها الرياضي، تتويج لمشوار بدأ عام 1980 وسوف يستمر بإذن الله بغض النظر عن الأشخاص والأسماء، وكعادة «البيان» بادرت بإصدار كتيب خاص بهذه المناسبة يعيد إلى الذاكرة تعب البداية ومعاناة التأسيس، دون أن يغفل كل من شارك في هذه المسيرة الناجحة.

مؤسسة «البيان» تقف حالياً على أرض واحدة مع مؤسسات صحافية أقدم تاريخاً وأكثر عراقة، وتقدم خدمة صحافية وإعلامية تلمح فيها الاختلاف في الشكل والمضمون، ولكن الأهم تمسكها بالموضوعية وفتح النوافذ على كل ما يطرأ على العالم من حولنا من تغييرات وموجات جارفة وأعاصير عاتية، ورغم مرور أكثر من عقد من الزمان على العودة إلى الوطن، إلا أن الارتباط بـ«البيان» يبدو مرتبطاً بالقلب أكثر من العقل، والمقصود الكيان والأشخاص والرجال، سواء من القيادات إلى أصغر العاملين في جميع الأقسام، في هذا المكان عشنا أسعد الأيام وأصعبها، وتشهد جدرانها على جهود العشرات، وفى القسم الرياضي تشعر بروح العائلة والتكاتف أمام المنعطفات والتحولات القاسية أحياناً.

التحية إلى ربان «البيان»، الأستاذ ظاعن شاهين وكل الزملاء المخضرمين علي شهدور ومحمد الجوكر ورفعت بحيري وعمر العمر وتاج أبو سوار وكامل يوسف والشقيقين صلاح وبهاء عطا، وهم من رفاق الرحلة أعانهم الله على استكمالها بنجاح، ومعهم أجيال طموحة تشارك في تسيير سفينة «البيان» بكفاءة، وفق نهج مخطط ومنظم، تحية إلى الجميع وإلى الكيان القريب من القلب والعقل دائماً.

Email