دوري عيال

ت + ت - الحجم الطبيعي

انقلبت الدنيا رأساً على عقب ودارت الرؤوس غضباً وسقط رئيس اتحاد الكرة المصري مصاباً بأزمة صحية صعبة وتفرق الفرقاء ما بين مؤيد ومعارض، فور إعلان ألتراس الأهلي قرارهم المفجع باعتزام اقتحام استاد القاهره عنوة ورغم أنف الجميع لحضور مباراة الاهلي والاسماعيلي.

هذا البيان تعاملت معه الدولة بخوف شديد بلغ درجة الرعب ولم يكن لاتحاد الكرة أي دور سوى إحالة المشكلة الى الجهات الامنية وتحويل الأمر الى مواجهة مباشرة بين هؤلاء المشجعين صغار السن ورجال الشرطة، ومع اقتراب الموعد المحتوم حرص الناديان على التحذير والتخويف والتلويح والتهديد، ورفض الاهلي التواصل مع مشجعيه لإقناعهم بالتراجع عن مغامرتهم وترك الامر للجهات الامنية، في حين اعلن الاسماعيلي صراحة انه سيذهب الى الملعب لكنه سيرفض اللعب اذا حضر الجمهور، وطبعاً توترت الاجواء ، وتعددت الاجتماعات متأخراً بعد فوات الآوان وانفض الزحام فور انتقال سمير زاهر الى المستشفى.

وقبل المباراة بساعات أعلن الامن ضرورة تأجيل المباراة، فتسابق الناديان فى الصراخ وانتقل الصراع بينهما الى وسائل الاعلام، الاهلي يطالب بحضور الجماهير والاسماعيلي يرفض بكل عزم إقامة اللقاء بحضور جمهور، وتحولت مصر كلها لمتابعة الشد والجذب، ومحاولات الطرفين التحايل على اللوائح تحت شعار "مصلحة البلد" وأخيراً تفتق ذهن اتحاد الكرة عن الحل السحري بترحيل المباراة إلى يوم 26 ديسمبر، وإقامتها ضمن الجولة التاسعة رغم أنها أصلاً ضمن الجولة السابعة مع تأجيل مباراة لكل من الاهلي والاسماعيلي وهكذا تم اكتشاف الحل العجيب والغريب.

الدنيا مقلوبة والأعصاب مشتعلة بينما الجناة يضحكون من بعيد ويقهقهون على ما تسببوا فيه من جدل وارتباك، إنهم الحبايب أعضاء الالتراس الذين ولعوها، وأخذوا يشاهدون المسرحية الكوميدية التي تجري فى اتحاد الكرة وتنقلها الفضائيات على الهواء، ونجح مجموعة العيال أو شباب المشجعين فى تحريك الساحة الكروية مثل مسرح العرائس، وفقاً لأهوائهم وللأسف ساعدهم فى ذلك تفاقم الوضع ، وارتباك الدولة والانشغال بالاوضاع الداخلية الى حد ان «شوية عيال» هددوا باقتحام استاد القاهرة، وهم مطمئنون الى حالة الهلع والرعب التي تسيطر على الاجهزة المسؤولة والتي لم تجد أفضل من تأجيل المباراة كلها وكفى الله المؤمنين شر القتال.

ومن شر البلية ما يضحك هكذا وصلنا الى ان يتحكم «شوية التراس» من صغار السن في الدوري المصري ويعبثون به ويتلاعبون غير مدركين عواقب توقف المسابقة والتعديلات المتكررة للجدول والارتباك الذي يشمل الجميع.

دوري العيال الذي يتحكم فيه العيال من الأشرف لنا إيقافه إذا لم نمتلك إرادة استمراره.

Email