البيان والجائزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعلمنا في دروس وكتب الإعلام أن النجاح لا حدود له ، وفي الصحافة لا وجود لما يسمى تفوق دائم، فالعمل اليومي لملاحقة الأحداث المتتابعة والأعاصير التي تهز الرأي العام ، لا يسمح بالانتصار بل يبقى العمل الإعلامي وتحديدا الصحافي تحديا لا نهاية له وسباقا ليس له خط نهاية على الإطلاق ويظل هاجس أبناء هذه المهنة كيفية التطوير والارتقاء سواء في الشكل أوالمضمون .

ولهذا سعدت للغاية ومن قلبي بالاختيار الصادق لجريدتنا الغراء { البيان} من خلال القسم الرياضي المتألق دائما في صمت للانضمام إلى قائمة المتفوقين في تكريم جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي ، جنباً الى جانب مع 22 هيئة وفريقا رياضيا ولاعبا في حفل اصبح علامة مميزة للوفاء الرياضي انطلق من دبي بدولة الإمارات العربية ، ليتسع صداه إلى مختلف البلدان العربية، وبات مناسبة ينتظرها الرياضيون العرب وكافة المؤسسات الراعية للتطوير الرياضي من العام الى العام.

وما يهمني الامتياز الذي استحقه القسم الرياضي وجائزة إثراء الحركة الرياضية بما تتضمنه من اعتراف بالجهد الذي يبذله الزملاء الأعزاء أصحاب الخبرات الصحافية من القدامى والشباب الطموح الذي يعزف على وسائل العمل الإعلامي العصرية بكل تعقيداتها، والتهنئة قبل ذلك تذهب إلى رئيس التحرير ظاعن شاهين قائد السفينة القريب من الجميع، والأستاذ محمد الجوكر اقدم الصحافيين المواطنين والذي ترك بصمة لن يمحوها الزمن فى الساحة الإعلامية ، أما الإشادة الحقيقية فتذهب إلى الأستاذ رفعت بحيري صديق العمر والأخ القريب الى قلبي وكنا قد التحقنا بالبيان فى يوم واحد من عام 1980 ، وبعد مشوار طويل استحق رئاسة القسم الرياضي قبل 4 أعوام تقريباً.

ومن حق الجنود المجهولين في هذا القسم أن نذكرهم بالإشادة ونؤكد اجتهادهم لسنوات طويلة ليس لتغطية الأحداث الرياضية فحسب ، بل لتقديم افضل خدمة صحافية ممكنة رغم الظروف الصعبة التي تعيشها مهنة الصحافة بوجه عام، والمنافسة الضارية من المواقع الإلكترونية والفيسبوك والتويتر وكذلك القنوات الفضائية، هؤلاء الجنود هم رفاق رحلة طويلة شاركوا ، كل في موقعه، في تطوير البيان وزيادة معدلات توزيعها ومشاهدتها على السواء ، ومنهم من زاملته ومنهم من تسلم المهمة عقب رحيلي ، وكلهم مع رفعت شكلوا فريقاً صحافياً مميزاً استحق التقدير والامتياز.

ولم تكن الجائزة شرفية للتكريم بل حصل البيان عليها بشق الأنفس ، واستحق القسم الرياضي أن يظفر بها من بين 135 بحثا مقدما من 16 دولة عربية، الأمر الذي يشير إلى صعوبة المنافسة من جهة والى الانتشار الذي حققته جائزة محمد بن راشد للابداع الرياضي من جهة أخرى ، واعترف أن الصحافة الرياضية اختلفت شكلا ومضمونا عما كنا نقدمه في البيان قبل 20 عاما ، فالبطولات لم تعد تقليدية بل ظهرت لعبات جديدة غير متداولة ، كما أن فن الجرافيك الرياضي تميزت فيه البيان ببراعة ، وهو ما لم يكن معروفا لنا فى الحقبة الماضية ، واقتحم الاحتراف بكل ما فيه من تفاصيل الساحة الرياضية وتعاملت الصحافة معه ، واشهد أن البيان قدم أسلوبا اكثر بساطة وشرحا سلسا لأبعاد الاحتراف الرياضي وهو ما لم نعرفه قبل عقدين من الزمن.

وتأخذني الذكريات إلى اليوم الذي انطلقت فيه البيان وخرجت إلى النور بورق اصفر اللون غير مسبوق وكيف كنا نعمل 12 ساعة يومياً لتغطية صفحتين فقط للرياضة في ظروف بالغة الصعوبة وفي مجتمع لم يكن متفهما لدور الصحافي في جمع المعلومات ، واليوم تقف البيان شامخة بين الصحف العربية العريقة بفضل جهود أجيال من الزملاء الأحباء الذين ساهموا في تطوير الصفحات الرياضية بكل جهد وإخلاص ويصعب ذكر كل الأسماء في هذه المساحة المحدودة ،وعفوا لهم جميعا.

كل التهنئة لأسرة القسم الرياضي وأنا اعتبر نفسي عنصرا متواضعا ساهم بجهد بسيط في المسيرة الناجحة وتمنياتنا لـ" البيان الرياضي" بالتألق والنجاح والتميز.

Email