وزير التسامح في حوار مع «البيان الرياضي»: حضور محمد بن زايد لغة عالمية تجسد أسمى معاني التسامح

نهيان بن مبارك: زايد غرس «جينات» التسامح في شعب الإمارات

نهيان بن مبارك خلال حديث لــ «البيان الرياضي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

اللقاء مع معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، له أهمية كبرى في هذا التوقيت وخلال استضافة الإمارات لكأس آسيا 2019، ليؤكد الرسالة الأسمى والهدف الأساسي من البطولة باعتبارها في عام التسامح، تطلق من خلالها الإمارات رسالة ونموذجاً للتسامح والتعايش، وتجمع مختلف الثقافات، ليس لقارة آسيا وحسب، وإنما للعالم أجمع.

معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، خص «البيان الرياضي» بحوار حصري قلب خلاله في أوراق البطولة، ووجه رسائل مهمة لدعم منتخبنا الوطني في مشواره في البطولة من أجل تحقيق الحلم بالتتويج باللقب، ورفع علم الدولة عالياً في المحفل الآسيوي الأكبر، وخصوصاً أن معاليه له من الجهود الكبيرة في إثراء الحركة الرياضية خلال فترة ترؤس معاليه مجلس إدارة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، والتي كانت فترته شهدت مبادرات عدة لدعم الاتحادات الرياضية الوطنية وتشييد المنشآت الرياضية والشبابية، وتحققت العديد من الإنجازات الرياضية خلال تلك الفترة.

نموذج للتسامح

في بداية الحوار أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه غرس «جينات» التسامح في الشعب الإماراتي جعلت من دولة الإمارات نموذجاً للتسامح والتعايش، واحتضان الجميع من مختلف الأجناس والأطياف والأعراق، وجعل من التسامح معاني وقيماً راسخة في وجدان كل من يعيش على أرض الإمارات.

وقال معاليه: «إن نموذج الإمارات الناجح في مجال التسامح، إنما يعود من دون شك، إلى ما تحظى به الدولة بحمد الله وتوفيقه، من وجود قيادة وطنية حكيمة، بدأت بمؤسس الدولة، المغفور له بإذن الله تعالى الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو الذي كان يؤكد لنا دائماً أن الالتقاء بين البشر، وتحقيق التفاهم والتعايش بينهم، والعمل المشترك معهم، يؤدي دائماً إلى تحقيق الخير والرخاء للفرد والمجتمع والعالم كله، وقد استمر التزام الدولة بهذه القيم والمبادئ، مع صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة – حفظه الله – وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي – رعاه الله - وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهم جميعاً حريصون كل الحرص على تنمية قيم التسامح والتعايش والسلام بين الجميع.

عوامل عدة

وأضاف معاليه: إننا نعتز ونفتخر بأن الإمارات الآن، نموذج وقدوة في التسامح والتعايش السلمي على مستوى العالم كله، وهناك العديد من العوامل التي ساهمت في ذلك، أهمها الخصائص والصفات التي يتمتع بها أبناء وبنات الإمارات، والتي تشمل انفتاحهم على العالم، وشجاعتهم في مواجهة التحديات، وسعة صدورهم، واستعدادهم للاستماع إلى الآراء المختلفة، والتزامهم بتحقيق العدل واحترام حقوق كل شخص، يصاحب ذلك إيمانهم بالإسلام الحنيف، ووعيهم بتاريخهم وتراثهم، وقناعتهم القوية بأن الإمارات تعيش حاضراً مزدهراً، وينتظرها مستقبل ناجح، كل هذه الصفات انعكست في ما يتمتع به أبناء وبنات الإمارات من أخلاق حميدة، وسلوك إنساني نبيل، وحرص كبير على تنمية قيم التسامح والتعايش والسلام في الوطن والعالم.

مؤسسات فاعلة

بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضاً عوامل مهمة للغاية، جعلت من الإمارات موطناً للتسامح والتعايش، وتشمل هذه العوامل، دستور الدولة وتشريعاتها، إلى جانب ما تتمتع به الإمارات من نظام قوي، ومؤسسات فاعلة، وتلاحم متين بين الشعب وقادته، فضلاً عما يتحقق لنا من إنجازات باهرة ومتوالية في كافة المجالات – كل ذلك يمثل منظومة متكاملة، جعلت من الإمارات نموذجاً عالمياً رائداً في التسامح والتعايش، وهو نموذج يعرفه العالم كله عن دولتنا، ويدعونا دائماً إلى الفخر والاعتزاز، وما شاهدناه في المدرجات والملاعب أثناء مباريات كأس آسيا، هو شاهد حي على ذلك كله، وهو ما يبعث على السعادة والسرور، بالمسيرة الناجحة لدولتنا العزيزة.

دعم واهتمام

وثمن معاليه دعم واهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بمسيرة الرياضة والرياضيين، وهو ما تجسد من خلال تواجد سموه بين الجماهير في المدرجات خلال مباراة منتخبنا الوطني مع قيرغيزستان، فقد كانت مبادرة رائعة تجسد ما نعرفه جميعاً عن سموه، من حب الوطن، والولاء له، والحرص على أن تكون رايته دائماً، عالية وخفاقة، وكذلك الحرص على تشجيع أبناء وبنات الوطن، على أن يكونوا دوماً في المقدمة والطليعة، في كافة المجالات، وعلى أن يكونوا دائماً، مشاركين فاعلين في مسيرة الدولة والعالم، يحققون كل ما وهبه الله لهم من طاقات وإمكانات.

علاقة وثيقة

وأضاف: تواجد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في المدرجات بين الجماهير، يؤكد أنه قائد يحب شعبه، ويثق به، ويشاركه في كافة المناسبات والفعاليات الوطنية، وأن شعب الإمارات يبادله نفس الشعور، فحضور سموه تجسيد حي للعلاقة الوثيقة والتلاحم القوي بين سموه والشعب، وكيف أننا نحن أبناء وبنات الإمارات، نعتز به، ونتحمل مسؤولياتنا، بكل عزم وثقة، نسير معه ووراءه، باعتبارنا جنوده المخلصين، نلمس فيه نفسية الأخ والشقيق، وحرص الأب الحاني، صاحب الحكمة والإنجاز في كافة المجالات.

وتابع: حضور سموه أيضاً تعبير عن قناعة راسخة، بدور الأنشطة الرياضية، في بناء علاقات التعاون والانفتاح الإيجابي بين الدول والشعوب، وكيف أن التنافس في المجال الرياضي، يمثل لغة عالمية، تجسد أسمى معاني التسامح، ووحدة الهدف، وسعة الأفق، والسعي نحو التفوق والإنجاز، وبناء علاقات الصداقة والسلام، بل كذلك كيف أن الرياضة تتضمن معاني العمل الجاد، والعمل بروح الفريق، وبذل أقصى الجهد، والثقة بالنفس، والاعتزاز بالهوية، بل كذلك احترام الخصم المنافس، والاعتزاز بالاشتراك معه في حب اللعبة، وممارستها على أعلى مستوى، فالرياضة هي مجال نتعلم فيه جميعاً، الفوز بتواضع وجدارة، والخسارة بشرف، وبعزم على النجاح في المرات التالية، هذه كلها قيم التسامح والتعايش التي تمثل مبادئ أساسية في مسيرة دولتنا العزيزة.

مبادئ مهمة

وأردف: «إن اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتشجيع الرياضة والرياضيين، هو تجسيد حي لكافة هذه المبادئ المهمة، وهو كذلك تأكيد لما يتميز به سموه، من حكمة وتواضع، وحرص كبير، على أن تكون الإمارات دائماً، نموذجاً وقدوة، في بناء علاقات التعاون والمحبة والتنافس الإيجابي، مع الدول والشعوب في العالم، وأنتهز هذه المناسبة، كي أقول مع جميع أبناء وبنات الإمارات: شكراً محمد بن زايد.. نعاهدك على أن نكون جميعاً، على قدر توقعاتك وطموحاتك للإمارات، أنت قائد وطني مخلص، يضرب لنا المثل عالياً في كل يوم، في حب الإمارات، والاعتزاز بشعب الإمارات، والحرص على تحقيق الخير للجميع، وأردد مع اللاعبين في المنتخب الوطني، إننا على الوعد والعهد، بأن نكون جميعاً على قدر التحدي، وأن نكون دائماً، حريصين على تقدم الوطن، في كل ما نقوم به من عمل، أو نبذله من جهد».

روح قتالية

وعن منتخبنا الوطني ومشواره في البطولة أوضح معاليه: أود أن أنتهز الفرصة لأحيي لاعبي منتخبنا الوطني ورجاله الذين أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية والتحدي، وهو ما تجلى بوضوح خلال مباريات الأبيض في البطولة بشكل عام، وفي مواجهة أستراليا في الدور ربع النهائي بشكل خاص، حيث رأينا معاني التضحية والولاء والالتزام والروح القتالية العالية من أجل الدفاع عن اسم الإمارات ورفع رايتها عالياً في المحفل القاري.

وأضاف: منتخبنا الوطني قدم ويقدم ملحمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى في البطولة، وبمساندة ودعم الجميع وفي مقدمتهم سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الرئيس الفخري لاتحاد كرة القدم، والذي شكل حضوره دافعاً وحافزاً لمنتخبنا الوطني في تلك الملحمة وتحقيق الانتصار، والجماهير الإماراتية المحبة والعاشقة لمنتخبها الوطني بمؤازرتها الفاعلة والقوية، ما انعكس بالإيجاب على اللاعبين. ونحن على ثقة بأن رجال «الأبيض» قادرون على استكمال المشوار والتحدي بعزم وإصرار، وعلى قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم من أجل تشريف الوطن.

نشر المحبة

وعن الظواهر الإيجابية التي شهدتها البطولة وخاصة التلاحم بين جميع الجاليات المختلفة في المدرجات، قال معاليه: ما رأيناه في المدرجات، بين أفراد الجاليات المختلفة، هو تأكيد واضح أن الرياضة وسيلة مهمة، للتعارف والتعاون، ونشر المحبة والتسامح بين الدول والشعوب، الرياضة كما قلت لك تؤكد القيم والمبادئ الإنسانية التي يشترك فيها البشر في كل مكان، حب الرياضة وتشجيع الرياضيين، هي أمور نشترك فيها جميعاً، من دون تفرقة أو تمييز حسب الجنسية، أو الثقافة، أو العرق، أو الدين، نحن جميعاً نشترك في تقدير ما نراه في الملعب من التميز الفردي، والجهد الجماعي، وفوق ذلك كله، التنافس السلمي والإيجابي، والاحترام المتبادل بين أعضاء الفرق المتنافسة.

وتابع: مما يدعو للاعتزاز حقاً، أن سلوك المشاهدين في المدرجات، قد جاء تجسيداً حياً، لقيم التسامح والتعايش السلمي السائدة في مجتمع الإمارات، وكما ذكرت، فإن الظواهر الإيجابية التي شهدناها تدل على أن مجتمع الإمارات، من مواطنين ومقيمين، لديهم جميعاً الرؤية والفهم والسلوك الملتزم بقيم التسامح والمحبة والسلام – سلوكهم الإيجابي في الملاعب، هو تعبير عن اعتزازهم بوجودهم في الإمارات، والتزامهم بالقيم والمبادئ السائدة فيها، وعن حرصهم الكبير على أن يكونوا قوة دفع إيجابية، في سبيل تقدم هذه الدولة ورفعتها على الدوام.

تميز وإنجاز

واستطرد: إن ما لمسناه من الجاليات المختلفة خلال هذه المباريات، هو دليل واضح، على التكامل المبدع بين الاعتزاز بالإمارات، من جانب، وتشجيع الفرق الأخرى، من جانب آخر، وكيف أن الجميع في ذلك، من دون اعتبار للفروق بينهم، نماذج وقدوة، في المواطنة العالمية الصالحة، التي تحتفي بالتميز والإنجاز، من دون تعصب أو تشدد أو مغالاة.

وشدد معاليه أن المحبة والتآلف التي شهدناها في مباريات الإمارات وتشجيع مختلف الجاليات المقيمة على أرض الدولة قد ملأت الجميع بالسعادة والسرور، والاعتزاز بما يؤكده ذلك من علاقات متميزة بين كل الشعوب، وما أظهرته هذه المحبة في المدرجات، ليس سوى أحد جوانب العلاقات المتميزة بين الشعب الإماراتي وكل الشعوب المحبة للدولة، وهي إحدى الظواهر الإيجابية التي تؤكد نجاح الإمارات في تنظيم هذه البطولة على أعلى مستوى، ونجاح أفراد الجمهور في أن يكونوا نماذج تحتذى في العالم كله، في التشجيع المتزن، وعدم التعصب لفريق دون آخر، وتجسيد كافة مبادئ التسامح والتعايش والتعارف التي تتضمنها المسابقات الرياضية الناجحة في كل مكان.

 

فارس جمعة ضرب مثالاً في التفاني والإخلاص

قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، إن مدافع منتخبنا الوطني فارس جمعة قدم مثالاً على التفاني والإخلاص، والروح القتالية في الدفاع عن اسم الإمارات في مباراة «الأبيض» مع أستراليا، برغبة جادة وإصرار على النهوض وتجاوز الإصابة ومواصلة القتال بجانب زملائه لاعبي المنتخب الوطني، مؤكداً أن قتالية اللاعبين في أرض الملعب والروح الفدائية التي ظهروا عليها، دليل على التضحية والرغبة في رفع اسم الدولة عالياً، والسعي نحو تحقيق حلم الشعب بالحصول على البطولة، ما كان له دور كبير في تحقيق الفوز، ونأمل أن يواصل منتخبنا الوطني مسيرته ويحالفه التوفيق في التأهل للنهائي والحصول على الكأس.

أشاد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، بتغطية «البيان الرياضي» بطولة كأس آسيا «الإمارات 2019»، والحرص على إطلاق مسمى «كأس التسامح» على الملحق الرياضي الخاص الذي تصدره الجريدة لتغطية فعاليات البطولة، موجهاً معاليه الشكر إلى كل الإعلاميين على جهودهم في تقديم رسالة إعلامية هادفة من خلال البطولة.

كما أشاد معاليه بالاهتمام الإعلامي المكثف والتغطية الواسعة للبطولة من كافة وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وإبراز قيم التسامح خلال المباريات على مدار البطولة منذ بدايتها، مؤكداً أهمية دور الإعلام في التعريف بالمعاني السامية والأهداف الرئيسة للرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص في التقريب بين الشعوب.

 

 

الإمــارات قدمت نموذجـاً حضارياً في تنظيم كأس آسيا

أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، أن تنظيم البطولات والمسابقات الرياضية الكبرى أداة مهمة في دعم وتعزيز قيم التسامح والتعارف والتعايش السلمي داخل وخارج الدولة على السواء.

وقال: نحن في وزارة التسامح، نولي هذا الأمر أهمية قصوى، وقد نظمنا في العام الماضي كأس التسامح للكريكيت بين فرق متنافسة في معسكرات العمال بالدولة، كما سنقوم بإطلاق عدد من المسابقات في الألعاب المختلفة هذا العام، أيضاً يمثل الأولمبياد الخاص الذي سوف يقام في أبوظبي في شهر مارس المقبل لأصحاب الهمم، مثالاً على دور الرياضة في تجسيد أسمى معاني التسامح والتآلف بين الجميع. وأضاف: تنظيم الدولة دورة كأس آسيا، كان نموذجاً يدعو للفخر والاعتزاز، في كيفية جعل هذه المناسبات والمسابقات، مجالات حيوية لنشر قيم التعارف والتسامح والتعايش بين الجميع إنني أرى أن هذا التنظيم الجيد، وما صاحبه من سلوكيات إيجابية في المدرجات والملاعب هو نموذج حضاري رائع، يحتذى به في تنظيم الفعاليات الرياضية الدولية، على مستوى العالم أجمع.

Email