الدور 16.. صدمة وخروج وبصمة التقدم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن الدور 16 من بطولة كأس الأمم الآسيوية 17 المتواصلة حالياً في الإمارات، إلا فرصة لتكريس الصدمة والخروج والتقدم والبصمة، 4 معطيات تصلح لأن تكون عنواناً بارزاً لخلاصة 8 مباريات شهدها ذلك الدور، وأسفرت عن المعطيات الـ4.

الصدمة، ونعني بها، المستوى العام لمباريات الدور 16 من أكبر بطولات القارة الأكبر في العالم، غالبية إن لم يكن كل المباريات الـ8 لم تشهد مستوى باهراً باستثناء بعض اللمحات التي لا يمكن البناء أو التعويل عليها في قراءة المشهد العام للدور 16.

أما الخروج، فنعني به، الوداع شبه الجماعي للمنتخبات العربية من النسخة 17 التي شهدت مشاركة 11 منتخباً عربياً، وهو رقم قياسي بدأ تحطيمه من الدور الأول بخروج 4 منتخبات، لبنان وفلسطين واليمن وسوريا، قبل أن يتبعهم في مسلسل الخروج الحزين 5 منتخبات أخرى من دور الـ16، السعودية والعراق والبحرين وعمان والأردن.

فيما نعني بالتقدم، مواصلة المنتخبات الكبرى، خصوصاً من شرق القارة الصفراء مسيرتها نحو مربع الأربعة الكبار، والمنافسة بقوة على لقب النسخة 17، حتى وإن جاءت تلك المواصلة بدون إبهار حقيقي في الأداء، لكنها جاءت وللأسف الشديد في أغلبها على حساب المنتخبات العربية التي رسمت لوحة وداع حزين و«بانوراما» آمال ضائعة!

أما البصمة، فنعني بها أن منتخبات شرق القارة الآسيوية، وضعت بصمتها المعتادة الواضحة على أنها ما زالت صاحبة الكفة الأعلى في مقابل منتخبات غرب القارة الصفراء، وهذه الحقيقة لا تحتاج إلى دليل حتى نثبت صحتها، حيث يكفي النظر إلى أضلاع ربع نهائي النسخة 17، لنتأكد من تلك الحقيقة المرة، 3 منتخبات فقط من غرب القارة، في مقابل 5 من شرقها، أليست هذه حقيقة مرة؟!

تحقيق الأهم

ورغم تأهله إلى ربع نهائي البطولة، إلا أن الأمانة تقتضي الإشارة إلى أن الأبيض الإماراتي لم يظهر بالصورة المتوقعة منه في مباراته أمام نظيره القيرغيزستاني في دور الـ16 رغم أنه حقق الأهم بالفوز والتأهل إلى ربع النهائي، لكنه تأهل لم يحظَ برضا تام من محبيه الذين ما زالوا يمنون النفس بمستوى أفضل مقرون بنتيجة إيجابية في مباراة أستراليا غداً.

وبدأت معطيات دور 16، بصعود منتخب فيتنام إلى دور الثمانية على حساب نظيره الأردني، وخروج المنتخب السعودي على يد منافسه الياباني، إضافة إلى فوز منتخب أستراليا على نظيره الأوزبكي الذي كان الأفضل طوال المباراة، وفوز المنتخب الإيراني على منافسه العماني، وأيضاً الفوز الصعب لمنتخب الإمارات على نظيره القيرغيرغستاني، والفوز الصعب جداً للمنتخب الكوري الجنوبي على نظيره البحريني في الوقت الإضافي، وأيضاً وداع منتخب العراق بخسارته من نظيره القطري بهدف دون رد، فيما جاءت نتيجة مباراة الصين وتايلاند في الإطار المتوقع بتأهل التنين إلى ربع نهائي البطولة.

ورغم الكم الكبير من السلبية التي شهدتها مباريات دور الـ16، إلا أن هناك مباريات شهدت وجوداً لجماليات كرة القدم، وهذا لمسناه في مباراة عمان وإيران، حيث قدم المنتخبان مباراة جيدة المستوى فيها الكثير من الجماليات واللمسات الساحرة، في ظل إظهار مدى مقدرة المنتخب الإيراني على استثمار خبرة لاعبيه في التعامل مع مثل هذه المباريات الحاسمة التي تحتاج إلى الصبر والخبرة.

 

الأبيض يتخطى قيرغيزستان

بدأ منتخب الإمارات بتشكيلة جيدة اختلفت قليلاً عن المباريات السابقة بتغيير، بدخول إسماعيل مطر من بداية المباراة والذي أعطى ثقلاً هجومياً مع علي مبخوت، حيث بدأ المباراة بروح قتالية وإصرار على انتزاع هدف مبكر، وتحقق له ما أراد من ضربة ركنية سجل منها خميس إسماعيل الهدف الأول للأبيض بعدها نشط منتخب قيرغيرستان بالسيطرة على وسط الملعب، ومن هجمة منظمة من الجهة اليمنى، سجل المنافس هدف التعادل من غفلة من مدافعي الأبيض الإماراتي.

وفي الشوط الثاني، دفع الإيطالي زاكيروني مدرب الأبيض إلى إجراء تغيير شكل الأبيض باللعب بثلاثة مهاجمين، ما أسفر عن تسجيل الهدف الثاني لمنتخبنا، قبل أن يشن يتعادل قيرغيرستان في الدقيقة الأخيرة من المباراة، وفي الشوط الإضافي الأول يحسم أحمد خليل الفوز بتسجيله الهدف الثالث من ركلة جزاء.

 

الساموراي يحسم لقاء الأخضر

لم يشفع للمنتخب السعودي سيطرته على مجمل وقت مباراته مع نظيره الياباني، فخسر وودع، بعدما عجز عن هز الشباك وافتقد إلى اللمسة الأخيرة نتيجة العقم الهجومي في ترجمة العمل الجماعي، رغم التراجع الكبير في مستوى أداء المنتخب الياباني طوال المباراة، لكنه استغل كرة عرضية سجل منها هدف الفوز والتأهل إلى ربع نهائي البطولة.

وحاول المنتخب السعودي تعديل النتيجة، إلا أنه لم يحسن التسجيل، وهي المشكلة الأساسية في الأخضر الذي لم يسجل في مباراتين متتاليتين، إضافة إلى كثرة الأخطاء من المدافعين، خصوصاً في الكرات العرضية، رغم أن المنتخب السعودي ظهر جيداً من ناحية الاستحواذ، لكن لم يكن فعالاً في إنهاء الهجمات نتيجة افتقاده المهاجم القناص في ترجمة عمل زملائه في مباراتين على التوالي، في المقابل، كان المنتخب الياباني الأكثر انضباطاً بالملعب. وربما يعتبر خروج المنتخب السعودي من دور الـ 16 للنسخة 17، الأكثر مرارة لعشاق الأخضر الذين اعتادوا على الإبداع من منتخبهم في هذه البطولة بالذات.

 

شمشون يعبر البحرين

بدأت المباراة بتحفظ من جانب المنتخب البحريني، الذي مال كثيراً إلى تطبيق الطريقة الدفاعية المبالغ فيها، خصوصاً في الشوط الأول الذي أعطى مساحة كبيرة لنظيره الكوري الجنوبي في التقدم والاستحواذ، ما أسفر عن تسجيل الشمشون هدف التقدم في توقيت مناسب له.

وفي الشوط الثاني، تخلى المنتخب البحريني عن أسلوبه الدفاعي، وهاجم بهدف تسجيل هدف التعادل، وقد تحقق له ذلك، وكان على الأحمر البحريني أن يعود إلى الشق الدفاعي لعدم إعطاء منافسه فرصة التسجيل في ظل خبرة لاعبي المنتخب الكوري الجنوبي الكبيرة في التعامل في مثل هذه المباريات الحاسمة، لينتهي الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل الإيجابي 1/‏1.

في الشوط الأول من الوقت الإضافي، من خلال تكثيف هجماته سجل " شمشون" الهدف الثاني في توقيت جداً مؤثر لمسار المباراة، ليتابع مشواره إلى ربع نهائي البطولة، فيما ودع المنتخب البحريني الذي كان نداً قوياً جداً في أوقات كثيرة من زمن المباراة.

 

فيتنام توقف النشامى

خاض المنتخب الأردني المباراة بأفضلية واضحة في الشوط الأول بفضل التحضير الجيد والروح التي لعب فيها من البداية، حتى سجل بهاء عبدالرحمن هدف التقدم، حيث لعب النشامى بتنظيم أكثر من جيد وبتوازن في استخلاص الكرة في وسط الملعب وإنهاء الهجمة بسرعة.

ودخل المنتخب الأردني في الشوط الثاني بأداء متراجع إلى حد واضح، حيث تدنت خطورة النشامى، وغاب التركيز، ما سمح للمنتخب الفيتنامي بالنشاط والإمساك بزمام الأمور في المباراة، حيث لعب بشكل أسرع وكثف خط الوسط والإجادة في الشق الهجومي إلى أن سجل هدف التعادل الذي أكسبه الثقة بإدارة المباراة، واستطاع التعامل الجيد في الكرات الطويلة وعدم ترك المساحات واللعب على الهجمات المرتدة.

وفي الشوط الثالث والرابع من الوقت الإضافي، وضح الإرهاق على منتخب الأردن، خصوصاً لاعبي وسط الملعب الذين لم يستطيعوا الحد من مواجهة لاعبي منتخب فيتنام من ناحية السرعة وقطع الكرة إلى أن وصلت المباراة إلى ركلات الترجيح؟

 

الكانغارو يقفز للأمام

يدين المنتخب الأسترالي في تأهله إلى ربع نهائي البطولة الآسيوية، إلى حارس مرماه راين الذي نجح في صد ركتي ترجيح من أقدام لاعبي المنتخب الأوزبكي، ونجح في قيادة الكانغارو إلى ربع النهائي، ومواصلة مشوار الدفاع عن اللقب القاري. وشكل الفوز تأكيداً جديداً على رجحان كفة المنتخب الأسترالي على نظيره الأوزبكي بعد فوزه في 3 مباريات سابقة في تصفيات مونديال 2010 ذهاباً وإياباً، وفي نصف نهائي كأس آسيا في العام 2011.

كما أثبت المنتخب الأسترالي عزمه على مواصلة حملته في الدفاع عن اللقب الذي أحرزه لأول مرة في النسخة 16 التي أقيمت بأستراليا، رغم أن الكانغارو بدأ النسخة الحالية في الإمارات بهزيمة أمام نظيره الأردني، وهي النتيجة التي جعلت الكثير من المتابعين يخرجون المنتخب الأسترالي من لعبة المنافسة على اللقب القاري.

 

التنين يصطاد الأفيال

رغم تقدم المنتخب التايلاندي بهدف السبق، إلا أن نظيره الصيني عرف من أين تؤكل الكتف، ففاز بالمباراة وخطف بطاقة التأهل إلى ربع نهائي البطولة، ملتحقاً بكبار القارة الصفراء، حيث كان المنتخب التايلاندي هو الأفضل انتشاراً وتنظيماً ونجح بشن العديد من الهجمات الخطيرة على المرمى الصيني لإنهاء الشوط الأول بأكثر من هدف، إلا أن ذلك لم يتحقق للتايلانديين.

وفي الشوط الثاني، تحسّن أداء المنتخب الصيني، وسيطر على مجريات المباراة، بعدما أجرى مدربه الإيطالي مارشيللو ليبي، العديد من التغييرات في وسط الملعب، إضافة إلى تغيير التكتيك من خلال اللعب بثلاثة مهاجمين، ما مكّنه من تسجيل هدفين للمنتخب الصيني، ضامناً التأهل، في ظل ظهور المنتخب التايلاندي بشكل متواضع في أغلب دقائق الشوط، حيث لم يمتلك الأوراق الرابحة على دكة الاحتياط في زيادة الفاعلية الهجومية.

 

إيران تبدد حلم عُمان

كانت بداية المنتخب العُماني جيدة، حيث حصل على ركلة جزاء تقدم لها اللاعب أحمد كانو، لكنه أهدرها، ولو سجلها لكان للمنتخب العماني رأي آخر بالمباراة في ظل مستوى الندية بين المنتخبين، إلا أن المنتخب العماني افتقد إلى اللمسة الأخيرة بعدها استطاع نظيره الإيراني الإمساك بوسط الملعب وتحويل المباراة لصالحه بتسجيل هدف في الدقيقة 32، مع استمرار الأخطاء من جانب المنتخب العماني، لاسيما في الشق الدفاعي.

وتعتبر المباراة، واحدة من أجمل مباريات دور الـ 16، حيث ظهر المنتخبان بأسلوب جيد، خصوصاً من جانب المنتخب الإيراني الذي يعتبر الأفضل بفضل مدربه الذي أكمل 8 سنوات معه، إضافة إلى القدرات الفنية التي يمتلكها لاعبوه في جميع المراكز. وفي الشوط الثاني.

 

أسود الرافدين.. وداع حزين

لعب منتخب العراق بطريقة 4/‏‏3/‏‏2/‏‏1، معتمداً على الارتداد القوي في الحالة الدفاعية واللعب على الهجمات المرتدة، وهذه الطريقة التي يجيدها السلوفيني كاتانيتش المدير الفني لمنتخب العراق على الرغم أن أسود الرافدين ضغطوا من البداية وكانت لهم الأفضلية، ولكن دون هز شباك المنافس القطري.

أخذت المباراة منحى آخر من الخشونة الزائدة في وسط الملعب من لاعبي المنتخبين، في الوقت الذي كان أسود الرافدين لهم الأفضلية في الاستحواذ، قبل أن يتعرض نجمهم همام طارق إلى الإصابة، ما اضطر مدربه إلى تغييره باللاعب علي حصني.

وظهر واضحاً تأثر منتخب العراق بالإصابات التي تعرض لها عدد من نجومه خلال المباراة، في المقابل، لم يكن منافسه مقنعاً منذ البداية، إلا أنه لعب بتوازن في الشوط الثاني، ونجح بتسجيل هدف التأهل إلى ربع النهائي، رغم أنه كاد أن يسجل هدفاً آخر، لكن رعونة المهاجمين حالت دون ذلك.

Email