خبراء اقتصاديون: كأس آسيا نجاح سياحي وتجاري ورياضي

تصوير - عيسى البلوشي

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمّن خبراء اقتصاديون نجاح بطولة كأس آسيا «الإمارات 2019» في جانب «السياحة الرياضية» كونها واحدة من الإيجابيات، التي تحققت من خلال تنظيمها بالدولة من 5 يناير الحالي وتتواصل حتى الأول من فبراير المقبل.

وأكد عدد من الخبراء والمهتمين بالشأن الاقتصادي لـ«البيان الرياضي» أن تواجد 24 منتخباً في الدولة من بعثات رسمية وحضور آلاف المشجعين يسهم في حركة السوق ويحقق فوائد اقتصادية مستقبلية، مؤكدين تميز الإمارات في جانب تنظيم الفعاليات الرياضية والمؤتمرات وغيرها من التجمعات العالمية الحاشدة، التي تحظى بأفضل معاملة في أرض الإمارات مع توفر كل الخدمات ودرجات عالية من الأمن والأمان، إضافة إلى أن البطولة تعكس قيم التسامح التي يعيش عليها المتجمع الذي يضم كل جنسيات العالم.

تنظيم

وقال وضاح الطه الخبير اقتصادي، إن الدول التي تتواجد في الإمارات يفوق عدد الدول المنضوية تحت لواء الأمم المتحدة، وإن ذلك وحده يؤكد أن تنظيم أي بطولة رياضية خاصة إذا كانت في لعبة شعبية مثل كرة القدم يمكن أن تحقق النجاح لأن الجميع يتفاعل معها وأضاف: بالنسبة للبطولة من الجانب اقتصادي من المؤكد أنها مفيدة جداً لأن هنالك آلاف المشجعين حضروا إلى الإمارات في الفترة الماضية من أجل تشجيع منتخباتهم مثل الجمهور السعودي وهذا أولاً يزيد من إيرادات المباريات عبر بيع التذاكر، بجانب فائدة تقديم إعلان سياحي عن دولة الإمارات خاصة مع نجاح التنظيم الذي يعكس جانباً حضاريا للدولة ويشجع السياح على العودة، كما أن البطولة تخلق بيئة لاستضافة العديد من الأحداث المستقبلية بعد تهيئة الملاعب للبطولة حالياً على أعلى مستوى وكلها نواح رياضية واقتصادية جيدة.

وقال وضاح الطه: إن البطولة قدمت ترويجاً بقيمة مالية ضخمة جداً، وأنعشت حركة الطيران التي زادت من عدد رحلاتها أو حققت عائداً مادياً جيداً، وكذلك زادت من نسبة إشغال الفنادق وحركة النقل بمختلف وسائلها المحلية.

وأكد الخبير الاقتصادي أنه من الصعب تحديد مبلغ ليحسب عليه عائد البطولة لأن فوائدها عديدة سواء آنية أو مستقبلية.

إقبال

بدوره قال طارق قاقيش إن البطولة حظيت بإقبال كبير ومعظم المباريات شهدت حضوراً يصل إلى 15 ألف في المدرجات، وسيكون العدد أكثر في المراحل الختامية من البطولة وأضاف: تابعت مباراة الأردن وفيتنام من الملعب ولاحظت الحشد الكبير الذي كان متواجداً في الاستاد وهذا الحشد لم يكن من جمهور الإمارات أو المقيمين في الدولة ولكن من بينه أعداد كبيرة حضرت من الخارج للوقوف على المنتخبين، وكل هؤلاء دفعوا قيمة تذاكر الدخول وهي مبالغ بشكلها الإجمالي تعتبر عالية وجيدة جيداً، أيضاً الحضور الكبير للجمهور من خارج الدولة له انعكاس إيجابي على حركة الطيران والنقل والفنادق والمطاعم وحركة السوق بشكل عام، ذاكراً أنها تشكل رافداً مالياً إضافياً للعديد من أصحاب الخدمات المختلفة.

وقال قاقيش إن الرياضة جزء لا يتجزأ من الاقتصاد وهما مرتبطان ببعضهما البعض وكل منهما ينعكس على الآخر سواء سلباً أو إيجاباً، ذاكراً أن نجاح البطولة بشكلها الحالي لا بد أن يكون قد حقق فوائد اقتصادية بتأثير إيجابي على كل مناحي الحياة.

وأضاف: البطولة أيضاً كانت سبباً في حضور جنسيات مختلفة لم يسبق لها زيارة الإمارات وهى بالتأكيد من واقع بيئة الدولة الجيدة والأماكن الترفيهية العديدة ستكون حريصة على العودة مرة أخرى أو نقل هذه الصورة الجميلة إلى دولهم ما يجذب السياح.

وقال: إن ما يساعد في تحقيق الفائدة الاقتصادية للبطولة أنها كانت منظمة بشكل رائع، ولم يواجه أي أحد مشكلة حتى الجماهير الغفيرة التي تدافعت نحو الإستادات كانت تدخل وتخرج بانسيابية ما يمنح راحة نفسية ويشجع على رحلة مستقبلية للسياحة بخلاف المبالغ التي صرفها الآلاف من خلال تواجدهم في فترة البطولة.

حراك اقتصادي

بدوره أوضح حمد العوضي عضو مجلس إدارة غرفة وصناعة أبوظبي أنه دون شك فإن الحدث الرياضي القاري الضخم في الدولة مفيد للاقتصاد الوطني مثل كل المهرجات الرياضية أو المؤتمرات العالمية، وقال: إذا نظرنا للبطولة من منظور شامل فإنها تحقق فائدة كبيرة حتى في تشييد الملاعب والأندية وتنعش حركة السوق في المراكز التجارية وتأجير السيارات وتذاكر الطيران والفنادق، وغيرها من الأشياء التي تحقق تأثيراً إيجابياً كبيراً خاصة على قطاعات التجزئة لأن كل المنتخبات المشاركة مع آلاف الجماهير يتبضعون من هذه الأسواق سواء بشراء احتياجاتهم الخاصة أو الهدايا، لذلك أعتبر أن تنظيم بطولة كأس آسيا في الإمارات مفيد جداً من الناحية الاقتصادية.

وأشار العوضي إلى أن مشاركة 24 منتخباً يعتبر عدداً كبيراً وإذا حصرنا العدد الرسمي فقط للبعثات وحركتهم في السوق سنجد أنها إيجابية، وأضاف: أمثال هؤلاء نحن نسميهم سياحاً رياضيين لديهم القدرة والكفاءة المالية على دخول الأسواق والشراء ويسببون حركة نوعية في أحياء القطاع التجاري.

وقال حمد العوضي الخبير الاقتصادي إن البطولة أيضاً تسام في الترويج للسياحة وتعكس العديد من الجوانب الإيجابية، ذاكراً أن اللجنة المنظمة لأي حدث رياضي يفترض أن تعمل على الترويج لأهم الأسواق والأماكن السياحية وإرشاد الضيوف لها، وأضاف: عندما نذهب للمؤتمرات خارج الدولة يكون هنالك تعريف لنا بأبرز الأماكن وأفضل الأسواق التي يمكن الشراء منها، وهذا يمكن أن يتم في البطولات الرياضية أيضاً حتى تتحقق الفائدة الاقتصادية المطلوبة على أكمل وجه.

 

خطوة متميزة

أما أحمد الخاجة، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة فأشار إلى أن استضافة الإمارات لبطولة أمم آسيا 2019 تعتبر خطوة جيدة ومتميزة، مؤكداً أن احتضان دبي عدداً من مباريات البطولة يمثل إحدى أهم الفعاليات الرياضية المدرجة على جدول فعاليات الإمارة هذا العام باعتباره واحداً من الأحداث المهمة التي لها انعكاس إيجابي على العديد من القطاعات الاقتصادية.

وأضاف: لا شك في أن استضافة أي دولة أو مدينة لبطولات دولية يؤكد مكانتها العالمية، بالنظر إلى ما يتطلّبه ذلك من بنية تحتية متطورة ومقوّمات وإمكانات تنظيمية هائلة لتحقيق النجاح.

وذكر المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجات والتجزئة أن دبي تمكنت خلال السنوات الماضية من استقطاب العديد من البطولات والأحداث العالمية المهمّة التي رسّخت من موقعها كونها أفضل مدينة للمهرجانات والفعاليات العالمية، إضافة إلى مكانتها إحدى أفضل المدن الرياضية في العالم، هذا إلى جانب تميّزها باستضافة فعاليات الأعمال أيضاً، وقال الخاجة: إن استضافة مثل هذه البطولات القارية والعالمية واستقبال الفرق المشاركة وآلاف من الجماهير المشجعين لتلك المباريات يسهم في تسليط الضوء على دبي بشكل كبير، ولا سيما على مراحل تطوّرها وثقافتها وتراثها ومعالمها، وهو الأمر الذي ينعكس إيجابياً على العديد من القطاعات الاقتصادية في المدينة سواء كان قطاع الطيران أو الفنادق أو تجارة التجزئة ومراكز التسوق أو المواصلات أو غيرها من القطاعات الأخرى.

Email