نجوم بلا تأمين للمستقبل..والأندية تدفع الثمن

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعاني نجوم معظم المنتخبات خاصة العربية، المشاركون في نهائيات كأس آسيا 2019، من مشكلة عدم التأمين ضد الإصابات والعجز، والتي يتعرض لها النجوم في مثل تلك البطولات الكبرى، ما يضع اللاعبين في موقف صعب مع أنديتهم، التي تدفع الثمن غالياً ما بين إصابة نجومها وتكبدها مصاريف باهظة لعلاجهم، علماً بأن اللاعبين مؤمن عليهم في أنديتهم خلال المسابقات المحلية، وفق لائحة أوضاع وانتقالات اللاعبين المحلية، والتي تنص على وجود تأمين شامل يغطي حالات الإصابة والعجز أو الوفاة طيلة مدة عقده مع النادي.

واشترطت لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين بالإمارات عدم قبول تسجيل أي لاعب محترف من دون التأمين عليه، ووفق النظام التأميني المحلي المعتمد يشمل اللاعبين المسجلين في الأندية المشاركة في دوري المحترفين، ولديهم بالفعل عقود احتراف مع الأندية، وأن التأمين على اللاعبين يتضمن أربع حالات هي (الإعاقة الدائمة، الإصابات، الحوادث أثناء اللعب وفى التدريبات) مع توفير العلاج والمصروفات العلاجية.

تدخُّل

وعالج الاتحاد الدولي لكرة القدم مشكلة تعرض النجوم للإصابات خلال البطولات الكبرى، بإلزام الاتحادات المحلية بتوفير تأمين طبي للاعبين خلال مشاركتهم مع المنتخبات، ويتم تعويض الأندية في حال تعرض لاعبيها إلى إصابة أثناء تمثيلهم المنتخب، والمبلغ يعتمد على قيمة عقد اللاعب مع ناديه.

«لوائح الآسيوي»

أما الاتحاد الآسيوي فترك الأمر بدون لوائح، وأي لاعب من أي منتخب يتعرض للإصابة في التدريبات أو المباريات يعالج في المستشفيات المعتمدة في البطولة مجاناً.

في إنجلترا تتبع الأندية في «البريميير ليغ» آليات تأمين خاصة بها مع شركات مختلفة، وتبدأ من لحظة إبرام العقد مع اللاعب، وتختلف شروطها وقيمتها تبعاً لأهمية اللاعب وقيمة عقده، وتتضمن تعويض النادي مالياً عند تعرض لاعبها المؤمن عليه لحادث أثناء التدريبات أو المباريات وتغطية مصاريفه العلاجية والطبية كاملة، يضاف إليها دفع راتب اللاعب الشهري أثناء فترة العلاج دون تدخل من رابطة الدوري أو الحكومة المحلية.

التجربة الفرنسية

سيناريو التأمين الطبي يختلف قليلاً في فرنسا وإيطاليا اللتين تتشابهان في أكثر من نقطة، حيث يعني بالإصابات الخطيرة والتي تتسبب بابتعاد اللاعب عن الميدان لأكثر من ثلاثة أشهر وهي متشعبة وكثيرة وتعتمد على أسباب حدوثها وعلى من تقع المسؤولية وتأثير الضرر الفني على النادي، فلو ثبت أن إهمال اللاعب أدى إلى التسبب بالإصابة، تقع عليه غرامة مالية ويحرم من راتبه، في حال ثبوت ضرر مؤقت ناتج عن ممارسة كرة القدم. تعتمد قيمة التعويض المالية على العقد المبرم بين شركة التأمين والنادي، وتشمل في معظم الأوقات دفع جزء من الراتب وتغطية المصاريف العلاجية والطبية كاملة.

ولا شك في أن التأمين على الرياضيين عامة ولاعب كرة القدم على وجه الخصوص، وهو حين يؤمن ضد الإصابة يريد أن يحافظ على بقائه في الملاعب لأطول فترة لأنها رزقه الوحيد، وليعتزل بعدها وهو سالم، لأن الإصابة مؤرقة له وبالذات أن الأندية غير قادرة على التأمين ربما لعدم وجود التأمين المختص بالرياضيين، أو لكون علاج إصابات الملاعب كالكسور يكون مكلفاً، بدءاً من التشخيص والعلاج وتهيئة ما بعد العلاج، وهي بذلك تكلف الأندية الشيء الكثير، ربما يعادل ما تصرفه على المكافآت أو يزيد.

حل للقضية

أكد محمد علي الغيثي المدير التنفيذي لنادي النصر، إن الإصابات تمثل هماً للنادي، لأنه من جهة سيخسر جهود اللاعب لفترة، ومن جهة ثانية هو مسؤول عن علاجه، ولا بد أن يتم إيجاد حل لمثل تلك القضية التي تنال الأهمية، وفي اعتقادي أنه لا بد من التأمين على اللاعب الدولي خلال وجوده مع المنتخب الوطني سواء عند التدريبات أو تأدية المباريات الودية والمنافسات الرسمية.

وأوضح أن علاج أصابات الملاعب مكلف جداً، من مرحلة التشخيص ومروراً بمراحل العلاج وانتهاء بالعلاج الطبيعي، كما أن هناك إصابات تختلف من حيث درجات الصعوبة، ودائماً نرى أن الغضروف والرباط الصليبي يمثلان عنصراً شائعاً بين الإصابات، وأضاف: لا نختلف أن العلاج مكلف مادياً لأن أي إصابة تتطلب سرعة العلاج، فالأهم سلامة اللاعب، وهنا يأتي طرح التأمين نوعاً من الحل لعلاج الإصابات ومساعدة الأندية في ذلك.

وبالذات أن بعضها قد يتطلب العلاج خارج الدولة، ولا بد من الجهات المسؤولة وأعني بها اتحاد اللعبة أن يسعى وبقوة لإيجاد مخرج يخفف من العبء المالي على الأندية، ومن خلال إحدى شركات التأمين المتخصصة للقيام بالتأمين على اللاعبين، ولفت إلى أن أي لاعب يحتاج إلى أن يكون دائماً في مأمن على مستقبله ولذا من حقه أن يطالب بعلاجه، وأضاف: لا يمكن أن تكون كرة القدم سبباً في التأثير السلبي على اللاعبين بعد الإصابة ولا بد من أن تكون سلامة اللاعبين تمثل أولوية.

مصاريف باهظة

وأوضح ناصر اليماحي رئيس مجلس إدارة نادي الفجيرة، أنه لا شيء يؤرق الأجهزة الفنية غير الإصابة، خاصة أن الجميع يريد دوماً أن يكون اللاعب جاهزاً من الناحية الصحية، والأمر نفسه للاعب الذي يريد أن يكون سالماً ولا يقع ضحية الإصابات، ولذا فلا غرابة أن الإصابات حين تحصل سيكون علاج بعضها مكلفاً، وهنا لا بد من إيجاد مظلة تحفظ للاعب الدولي حقوقه حينما يتعرض لإصابة مع المنتخب، والنادي قد لا يستطيع الدفع، أو يتكبد مصاريف باهظة ولكنه ملزم بعلاج اللاعب من أجل الاستفادة بجهده في المنافسات المحلية.

وقال: أعرف أن الأندية تسعى إلى الحصول على التأمين للاعبيها؛ رغم أن كلفتها تكون كبيرة، ولفت إلى أن الاتحادات ملزمة بتوفير علاج للاعبين الدوليين خلال تواجدهم مع المنتخبات، فالأندية عليها التحرك مع اتحاد الكرة على سبيل المثال للاتفاق مع شركة تأمين محلية أو عالمية وتدرج إصابات الملاعب ضمن توجهاتها، لا بد أن يكون اللاعب وعلاجه على رأس أولوياتها، لأن اللاعب يمكن أن يتعرض لإصابة قوية وتشخيص سريع، ومثل هذا الأمر يحتاج إلى التأمين على اللاعبين.

4

وفق لوائح التأمين، إذا كان اللاعب أقل من 25 عاماً تبلغ قيمة التأمين 4 مرات قيمة راتبه السنوي، وفي حالة العلاج خارج الدولة تبلغ المصروفات 30 ألف دولار تتكفل بها شركة التأمين، إضافة إلى 300 دولار نثريات يومية للمصاب والمرافق خلال فترة العلاج، بعد أن يتم التشخيص من قبل لجنة طبية متخصصة.

Email