الدور الأول دون المستوى !

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم العدد التاريخي في النسخة 17 لكأس الأمم الآسيوية لكرة القدم المتواصلة بضيافة الإمارات بمشاركة 24 منتخباً لأول مرة في تاريخ البطولة القارية الكبيرة في القارة الأكبر في العالم، ووجود المنتخبات الكبيرة التي لها النصيب الأكبر من ترشيحات الفوز باللقب، خصوصاً تلك المنتخبات التي استبشرنا بمقدرتها على تقديم المستوى والنتائج الجيدة، إلا أن مباريات الدور الأول من البطولة، والبالغة 36 مباراة، كشفت عن حقيقة أن الأداء الفني بصورة عامة جاء دون المستوى المطلوب، وأقل من حجم الطموحات التي عقدت على الكثير من المنتخبات المشاركة.

نحو التطور

وكشفت مباريات الدور الأول من البطولة الآسيوية، حقيقة جهود بعض المنتخبات نحو التطور، وهذا ما لمسناه تحديداً في منتخبات السعودية والعراق والهند وفيتنام والفلبين والأردن وعمان ولبنان، التي عمل القائمون على شؤونها على تكوين نظام يبدو جيداً يتمثل في الاهتمام بفرق المراحل العمرية لجني الثمار المتوقعة خلال الأعوام القليلة القادمة، وبما يقود تلك المنتخبات إلى تغيير حقيقي في الخارطة الرياضية على الصعيد الآسيوي والتي تسيطر عليها قوى كروية معروفة، اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران.

 36 مباراة

وبعد 36 مباراة شهدها الدور الأول من كأس آسيا 17 في الإمارات، فإن تلك المباريات لم ترتق إلى المستوى الفني المطلوب، خصوصا من جانب المنتخبات التي حصلت على هالة إعلامية كبيرة قبل انطلاق البطولة، رغم أن معظم نجومها قادمون من الدوريات الأوروبية الكبيرة، حيث استدعت كوريا الجنوبية أكثر من 12 لاعباً لخوض غمار كأس آسيا مع "الشمشون".

ضعيف جداً

ولا شك أن المستوى الفني في الدور الأول للبطولة يبدو ضعيفاً جداً، إلا في بعض المباريات، حيث ظهرت بعض المنتخبات بشكل جيد، خصوصاً المنتخب العماني الذي أبلى بلاءً حسناً أمام أوزبكستان في الجولة الأولى، وكان هو الأفضل، وأضاع العديد من الفرص، لكن المباراة انتهت بفوز نظيره الأوزبكي، وفي المباراة الثانية أمام اليابان، لم يكن المنتخب العماني محظوظاً، خصوصاً أن له ركلة جزاء واضحة لم يحتسبها الحكم، ليكون المنتخب العماني وشقيقاه السعودي والأردني، أفضل المنتخبات في ختام الدور الأول من البطولة القارية.

 ظهور رائع

وسجل المنتخب السعودي ظهوراً رائعاً في الجولتين الأولى والثانية بقيادة مدربه الأرجنتيني بيتزي من خلال تكوين شكل أداء مميز داخل الملعب من خلال تغليب اللعب الجماعي في الأداء المتوازن، والتنوع في تسجيل الأهداف في كلتا المباراتين قبل خسارته في المباراة الثالثة واحتلاله المركز الثاني في مجموعته.

جدارة واستحقاق

كما أن المنتخب الأردني، قدم صورة ناصعة ليس لأنه حقق فوزاً مستحقاً على حامل اللقب نظيره الأسترالي في الجولة الأولى فحسب، ولكن لأن النشامى جمعوا بين الأداء القوي والتنظيم الجيد، إضافة إلى توزيع العامل البدني طوال وقت المباريات بشكل مميز، بما أثمر عن اعتلاء النشامى قمة ترتيب منتخبات مجموعته، والتأهل إلى الدور الثاني بكل جدارة واستحقاق.

أمل الجميع

وبالنسبة للأبيض الإماراتي، فإن الجميع كان يأمل أن يظهر المنتخب الوطني بالشكل الفني الجيد، خصوصاً بعد سلسلة من المباريات القوية في مرحلة الإعداد، وربما الجهاز الفني بقيادة الإيطالي زاكيروني لم يحسن التعامل في المباراة الأولى أمام البحرين، خصوصاً وأن المنتخب البحريني ليس بالمنتخب الأفضل، إلا أنه ظهر أكثر ندية، ولعب على بعض الأخطاء من المدافعين التي تتكرر من مباراة إلى أخرى، واستمر حال الأبيض أمام الهند، وإن كان أفضلية المنتخب الهندي في الشوط الأول بضياع العديد من الفرص لولا بسالة حارس مرمى الأبيض خالد عيسى الذي منع العديد من الأهداف الهندية.

15 دقيقة

منتخب الإمارات مع الإيطالي زاكيروني لم يظهر بالصورة المتوقعة، هناك حالة من الجدل على طريقة اللعب، ظهرت بوضوح في المباراة الأولى أمام منتخب البحرين والتي كانت فيها الأفضلية للمنتخب البحريني الشقيق التي أجاد فيها في اللعب على الهجمات المرتدة ونجح في التقدم على منتخبنا، وفي المباراة الثانية أمام المنتخب الهندي، أضاع الضيف ثلاثة أهداف مؤكدة كادت أن تتأزم الأمور بسببها، قبل أن يحسم الأبيض اللقاء بهدفين نظيفين لخلفان مبارك وعلي مبخوت.

وفي المباراة الثالثة، أمام تايلاند قدمنا أفضل 15 دقيقة في البطولة، وبالرغم من ذلك قد يفاجئنا الأبيض باستعادة مستواه الحقيقي لا سيما بعد الراحة التي نالها وعمل خلالها الجهاز الفني على تصحيح الأوضاع وتهيئة اللاعبين نفسياً.

القوى الكروية

وفيما يتعلق بالمنتخبات الكبيرة، أو القوى الكروية الكبرى في القارة الآسيوية، فإن أولئك الكبار سجلوا ظهوراً خجولاً واضحاً، المنتخب الأسترالي بطل النسخة السابقة، تلقى هزيمة مستحقه في مباراته الأولى أمام نظيره الأردني، المنتخب الأسترالي حالته الفنية ليست جيدة، لا سيما في ظل اعتزال نجمه تيم كاهل واستبعاد ارون موي لاعب الوسط الذي يلعب في الدوري الانجليزي، الكنغارو وقع في مجموعة فلسطين والأردن وسوريا، وحل ثانياً بعد المتصدر منتخب الأردن، وعلى الرغم من أن المنتخب الأسترالي لم يظهر بالشكل الفني الجيد إلا أن الخبرة حسمت أمر تأهله.

 والمنتخب الياباني حقق فوزين بشق الأنفس، والمنتخب الكوري الجنوبي هو الآخر، لم يقدم أداء مقنعاً في مبارياته الثلاث، المنتخب السعودي ربما يكون الوحيد من بين كبار آسيا إلى جانب نظيره الإيراني، اللذين قدما مستويات مقنعة، خصوصاً في الجولتين الأولى والثانية من الدور الأول للبطولة.

Email