جولة أولى.. عنوانها التسامح

الكبار عبروا بقوارب الخبرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حقاً، يكفي أن يكون التسامح هو العنوان الأوحد والأكثر تميزاً في ختام الجولة الأولى من النسخة 17 لبطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم المتواصلة بضيافة الإمارات، تسامح أضفى نوعاً من الراحة والهدوء والرقي على مجمل أجواء مباريات الجولة، رغم أن تلك المباريات، لم تقدم إجابات صريحة عن الكثير من التساؤلات، خصوصاً ما يتعلق بتحديد هوية البطل، والمتأهلين عن دور المجموعات وغيرها.

6 مجموعات

وخاضت المنتخبات المشاركة في البطولة، والمقسمة إلى 6 مجموعات بواقع 4 منتخبات في كل مجموعة، 12 مباراة أسفرت عن تعادلين فقط، الأول إيجابي بين الإمارات والبحرين 1/‏‏1 في مباراة الافتتاح، والثاني سلبي بين سوريا وفلسطين، بينما انتهت 10 مباريات بفوز مستحق للأردن على نظيره الأسترالي بهدف دون رد، وكاسح للهند على تايلاند 4/‏‏1، وصعب للصين على قيرغستان بهدفين لهدف، وباهت لكوريا الجنوبية على الفلبين بهدف نظيف، وكاسح لإيران على اليمن بخماسية دون رد، وصعب للعراق على فيتنام 3/‏‏2، ومريح للسعودية على كوريا الشمالية برباعية دون رد، وبشق الأنفس لكوريا الجنوبية على تركمانستان بهدفين لهدف، ومثير لقطر على لبنان بهدفين دون رد.

مطب البداية

ورغم أن مباريات الجولة الأولى، لم تفصح عن الكثير من المعالم، وتفاصيل الصورة التي غالباً ما يبحث عنها المتابعون والمراقبون والجمهور، إلا أن ذلك لا يلغي حقيقة أن كبار القارة الصفراء قد عبروا «مطب» البداية بقوارب الخبرة التي كثيراً ما تكون حاضرة لإنقاذ أولئك الكبار ليس في البطولة الآسيوية فحسب، بل في كبرى بطولات كرة القدم، وهذه الحقيقة لا تبدو جديدة في عالم «المستديرة».

ملامح قوى

ومثلما عبر كبار آسيا بقوارب الخبرة، ونجوا من فخ البداية باستثناء المنتخب الأسترالي الذي تجرع مرارة الهزيمة على يد نظيره الأردني بهدف دون رد، فإن الجولة الأولى من البطولة الآسيوية، قد كشفت عن حقيقة ظهور ملامح قوى صاعدة في القارة الصفراء، تمثلت بالمنتخب الهندي تحديداً، وبقدر أقل، نظيره الفيتنامي، إضافة إلى التنامي المتصاعد في مستوى المنتخب الفلبيني، إلى جانب توقعات بأن يكون منتخبا قيرغستان وتركمانستان من بين المنتخبات الصاعدة قريباً.

الحصاد العربي

ولم تخيب المنتخبات العربية، الآمال المعقودة عليها في الجولة الأولى من كأس الأمم الآسيوية، بعدما جاء حصاد العرب مقنعاً إلى حد كبير بجمع 16 نقطة من أصل 24، مع عدم إغفال النظر إلى أن 6 منتخبات عربية قد التقت مع بعضها، الإمارات والبحرين، وسوريا وفلسطين، وقطر ولبنان، ما أدى إلى أن يأتي الحصاد العربي بهذه المحصلة المقنعة.

لسعة الشرق

ومن بين أهم إفرازات الجولة الأولى للبطولة، تلك اللسعة التي وجهتها 3 منتخبات عربية من غرب القارة الآسيوية إلى مثيلاتها من شرق القارة، الأردن قهر أستراليا، العراق هزم فيتنام، والسعودية أذاقت كوريا الشمالية مرارة الهزيمة، ولكن تلك اللسعة الموجعة لا تعني أن ميزان القوى قد اختل لمصلحة الشرق بقدر ما أنها تمثل نوعاً من التحول الإيجابي في ظل حقيقة أن العبرة دائماً وأبداً بالخواتيم وليس بنتيجة مباراة حتى أو اثنتين!

دائرة الحالمين

وفي ظل معطيات مباريات الجولة الأولى، فإن الحديث عن تحديد هوية بطل النسخة 17 لبطولة الأمم الآسيوية، ما زال مبكراً جداً وسابقاً لأوانه كثيراً، نظراً لأن منصة التتويج باللقب القاري الكبير حق متاح ومشروع لكل المنتخبات الـ 24، ما يعني اتساع دائرة الحالمين، وعدم اقتصارها على منتخب أو منتخبين أو حتى ثلاثة!

صور باهرة

وبعيداً عن النتائج والأهداف والمباريات والمستويات الفنية، فإن الجولة الأولى من البطولة قد أفرزت الكثير من الصور الباهرة التي لم ولن تفارق ذاكرة ومخيلة جماهير البطولة، لعل أبرزها تلك الحالة الراقية من مستوى الوئام والتوافق والانسجام بين مختلف جماهير المنتخبات المشاركة في النسخة 17 لبطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم في الإمارات، وئام أعطى صورة راقية لكرة قدم جميلة يعمل الجميع على أن تكون عنواناً بارزاً في عالم المستديرة الساحرة.

تنظيف المدرجات

ولم يقتصر مشهد الجولة الأولى من البطولة على صور الوئام فحسب، بل شمل صوراً أكثر بهاء وجمالاً تمثلت في مبادرات جماهير الكثير من المنتخبات بتنظيف مكان الجلوس في مدرجات الملاعب بعد انتهاء المباريات، وكتابة عبارات راقية، كلها تؤشر إلى أن البطولة ستكون مختلفة في كل شيء.

Email