دياز يخوض رحلة البحث عن النجاح مع المغرب لإثبات خطأ إسبانيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل توهج إبراهيم دياز مع ريال مدريد مؤخرا وحصوله على جائزة أفضل لاعب في النادي الإسباني لشهر فبراير الماضي، كان من المتوقع انضمامه إلى تشكيلة منتخب إسبانيا التي تستعد لخوض بطولة أوروبا لكرة القدم 2024 لكنه وفي خطوة مفاجئة، فضل تمثيل بلده الأصلي المغرب حيث يتطلع ليثبت أنه الرهان الناجح.

وانضم جناح ريال مدريد، الذي سجل تسعة أهداف في 33 مباراة بكل المسابقات هذا الموسم، إلى تشكيلة المدرب وليد الركراكي التي ستواجه أنجولا وموريتانيا وديا الشهر الحالي.

واستفاد دياز بذلك من قرار الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) الذي يسمح للاعب مزدوج الجنسية بتغيير الولاء الرياضي إذا خاض أقل من ثلاث مباريات مع منتخب ما وهو دون 21 عاما أو لم يشارك في مسابقة رسمية.

وأبلغ مصدر من الاتحاد المغربي رويترز "مسؤولون على مستوى رفيع بالإضافة للمقربين من الملك محمد السادس لعبوا دورا في قرار دياز".

وقال دياز بمجرد انضمامه لتشكيلة المغرب "أود التقدم بالشكر لجلالة الملك للدعم الذي قدمه لي".

ودياز (24 عاما) وُلد في ملقة لأب تنحدر أصوله من المغرب، لكنه مثّل إسبانيا في مختلف المراحل السنية وقادته الصدفة للعب مع المنتخب الأول عام 2021 قبل أسابيع من انطلاقة بطولة أوروبا التي تأجلت إقامتها لعام واحد بسبب جائحة كورونا.

وكان دياز ضمن منتخب الشباب بقيادة لويس دي لا فوينتي، المدرب الحالي لإسبانيا، الذي اضطر لمواجهة ليتوانيا بدلا من المنتخب الأول بعد تعرض عدد من لاعبيه للإصابة بفيروس كورونا.

وشارك دياز، الذي كان معارا إلى ميلان وقتها، منذ البداية وسجل هدفا في الفوز 4-صفر لكنه لم ينضم للتشكيلة النهائية التي اختارها لويس إنريكي لبطولة أوروبا.

وحتى مع مساعدة فريقه على الفوز بالدوري الإيطالي موسم 2021-2022، لم يعد دياز لتمثيل إسبانيا.

ورغم استعادة ريال مدريد لخدماته مطلع الموسم الحالي ظل بعيدا عن تشكيلة إسبانيا رغم وجود دي لا فوينتي الذي أشرف على تدريبه مع منتخب الشباب في الفترة من 2016 وحتى 2018.

وظهرت مساعي المغرب لإقناعه باللعب له بعدما أصبح أول منتخب أفريقي يبلغ الدور قبل النهائي لكأس العالم 2022.

وقال الركراكي إن بلاده مهتمة بدياز. كما حضر المدرب مباراة من مدرجات ملعب سانتياغو برنابيو من أجل توطيد علاقته مع مهاجم ريال مدريد.

رهان ناجح
بدت عودة دياز للعب في إسبانيا فرصة لعودته للمنتخب لكن دي لا فوينتي فضل الاعتماد على لاعب آخر لديه أصول مغربية أيضا هو الأمين جمال جناح برشلونة، الذي أصبح ركيزة أساسية في هجوم فريق المدرب تشابي هرنانديز.

وأصبح جمال أصغر من يمثل إسبانيا في سن 16 عاما و57 يوما بعدما سجل في فوز ساحق 7-صفر على جورجيا في تصفيات بطولة أوروبا في سبتمبر.

وبعدما شارك جمال مع إسبانيا، انتشرت تقارير صحفية أن الاتحاد المغربي للعبة سيحاول رد الضربة وإقناع دياز باللعب للمنتخب الملقب بأسود الأطلس.

وبعدها تحول مستوى دياز مع ريال مدريد ومع إصابة جود بلينغهام تحول للاعب رئيسي وتوج جهوده بتسجيل هدف الفوز على رازن بال شبورت لايبزيغ في إياب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا ليواصل نجاحه بعدما فاز بجائزة أفضل لاعب في ديسمبر.

وازدادت التقارير الصحفية الإسبانية بأن دياز المتألق سيكون ضمن تشكيلة دي لا فوينتي في أقرب توقف دولي، لكن محاولات المغرب لم تتوقف ورد فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي قائلا "هل يوجد في تاريخ إسبانيا لاعب اسمه إبراهيم؟".

ورغم أن تمثيل دياز للمغرب يبدو وكأنه ضربة لإسبانيا بعد إقناع جمال باللعب لها، قال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه إن "الأمر ليس له علاقة بذلك".

وأضاف المصدر لرويترز "الاتحاد المغربي كان يعمل على ملفين جمال ودياز في نفس الفترة".

لكن المصدر كشف عن محاولات ريال مدريد وتدخله لإقناع دياز بعدم اللعب للمغرب "بسبب إقامة كأس الأمم الأفريقية في يناير وفبراير".

وتابع المصدر "تم عرض مشروع المغرب على دياز. حيث ينتظر المنتخب استضافة كأس الأمم العام المقبل قبل تنظيم كأس العالم 2030 وهو ما أقنعه للغاية".

ويبدو أن دياز قد وافق على اللعب للمغرب لإثبات خطأ قرار إسبانيا بتفضيل جمال عليه وإبداء امتنانه لجماهير البلد الذي فتح له ذراعيه.

وكان القرار بمثابة صدمة لإسبانيا، حيث قال دي لا فوينتي إنه ضم دياز لقائمة مبدئية للتشكيلة قبل تلقي الاتحاد الإسباني خطابا يفيد بتغيير لاعب ريال مدريد لولائه الرياضي.

وكشف دياز عن تطلعاته وقال "سأقوم بشكر كل الجماهير المغربية على ما قدمته لي من دعم من خلال ما سأقدمه داخل الملعب".

 

Email