الجماهير السورية.. في انتظار غودو

تذكرنا الحالة التي تمر بها كرة القدم السورية من تغيير للمدرب كل شهرين أو ثلاثة، بالمسرحية الشهيرة «في انتظار غودو» للكاتب الإيرلندي صمويل بيكت، والتي تدور أحداثها حول رجلين يدعيان «فلاديمير» «واستراغون» ينتظران شخصاً يدعى «غودو»، إلا أن الطامة الكبرى تتمثل في أن «غودو» هذا لا يصل أبداً، وفي أثناء انتظارهما، ينخرطان في مجموعة متنوعة من المحاورات والمناقشات والجدالات.

تنطبق المسرحية بصورة كبيرة على الجمهور السوري وتعكس أزمة المشجع المتمثلة في لا جدوى انتظار المخلّص، الجمهور الذي يبقى دائماً في حالة ترقب ولحظات انتظار، ويغيب عن سمائه أي أمل إلا من عودة شخص يدعى غودو «المدرب»، كي يحول واقع الكرة السورية إلى الأفضل، ويبدل آهاتهم أفراحاً وحسراتهم سعادة.

انتظار بلا طائل فلا شيء سوف يحدث، و«تيتي تيتي مثل مارحتي جيتي» هي مقولة شهيرة في سوريا تعني أن النتائج واحدة ولا شيء سيتغير، عمل السوريون على تغيير طفيف في المقولة حين استبدلوا أول كلمة بـ«تيتا»، لتصبح «تيتا تيتي مثل ما رحتي جيتي» نسبة إلى اسم المدرب الروماني الذي تمت إقالته بالأمس بعد أقل من ثلاثة أشهر على تعيينه بدلاً من المحروس الذي أقيل هو الآخر بعد أقل من أربعة أشهر على تعيينه بديلاً للتونسي نبيل معلول.

تتفق الجماهير السورية على أن المشكلة لم تكن يوماً في المدرب أو الجهاز الفني والإداري، بل في المنظومة التي تدير الرياضة بشكل عام، وما يرافق ذلك من محسوبيات وتدخلات في قرارات سواء الاتحاد أو الكادر التدريبي.

كلمات تغيب وتحضر، تعابير تقف عاجزة عن وصف ما تتعرض له الكرة السورية من خراب ودمار، لكن يبقى لدى نسبة من الجماهير بصيص أمل بوصول «غودو» لانتشال كرتهم من القاع وانتشال أوجاعهم وآهاتهم معها، إلا أن لسان أغلبهم يقول: يا خوفنا من انتظار الذي لا يأتي.