منتخب سوريا.. أخطاء إدارية و«طق براغي» واستبعاد لاعبين

رغم حرص الكادرين الفني والتدريبي للمنتخب السوري على إظهار المنتخب بحالة جيدة والتأكيد على أن كل الأمور تسير على ما يرام، إلا أن الخلافات والأخطاء الإدارية بدأت تطفو على السطح من خلال مجموعة من البيانات الصحافية عبر الحساب الرسمي للاتحاد السوري لكرة القدم على فيسبوك، الذي ما يلبث أن يتخلص من تداعيات مشكلة حتى تظهر مشكلة جديدة، محاولاً بهذه البيانات تهدئة الأمور داخل أروقة المنتخب وخارجها، وطمأنة الجماهير السورية، التي تعودت على مثل هكذا «بيانات» خصوصاً قبل كل لقاء حاسم أو مباراة مصيرية.

المشكلة الأولى

خرج بعض الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا وكما هو معتاد قبل كل استحقاق للصيد في الماء العكر، حين تحدثوا عن معلومات حول وجود خطأ إداري ارتكبه أحد أعضاء اللجنة المؤقتة أو عضو في المنتخب، وهي عادة حفظتها الجماهير السورية عن ظهر قلب، حيث يفتش كل واحد من هؤلاء على أخطاء الآخرين وكأنهم يبحثون عن كنز، تؤكد هذه المعلومات أن المنتخب السوري كاد أن يفتقد لجهود أربعة من محترفيه بسبب نسيان جوازات سفرهم السورية في مقر الاتحاد في دمشق، لولا تدخل أمين سر اللجنة المؤقتة توفيق سرحان الذي قدم إلى دبي حاملاً معه هذه الجوازات.

ورد الاتحاد في بيان له: «تؤكد إدارة المنتخب الوطني الأول أن ما نشر عبر صفحات التواصل الاجتماعي بشأن مسؤولية مدير قسم المنتخبات الوطنية أصلان كنجو عن نسيان عدد من جوازات السفر في مقر اتحاد الكرة بدمشق هو أمر عارٍ عن الصحة، علماً أن مسؤولية جوازات السفر محصورة بإداري المنتخب. حيث ستتم محاسبة إداري المنتخب عن هذا الخطأ الإداري الذي تم تداركه فور العودة إلى دمشق عقب مباراتي الإمارات وكوريا الجنوبية ضمن التصفيات التأهيلية لكأس العالم 2022.

وتهيب إدارة المنتخب الوطني بجميع الإعلاميين والغيورين على مصلحة المنتخب الوطني التحلي بالمزيد من الحرص والمسؤولية قبل نشر أية أخبار من شأنها التشويش على الأجواء الإيجابية التي تحيط بمعسكر المنتخب وتحضيراته لخوض مباراتين غاية في الأهمية ضمن التصفيات المونديالية».

حالة غليان

الجماهير السورية في حالة غليان خصوصاً مع تبقي أقل من 48 ساعة على موعد المباراة، الأشخاص الذين سربوا الخبر تغمرهم سعادة كبيرة لأنهم استطاعوا تشتيت المنتخب وتقليب الشارع الرياضي ضد إدارييه الذين يخوضون معركة بقاء ووجود ضد هؤلاء الأشخاص، حيث «القوي يأكل الضعيف» والوصول لمنصب في الاتحاد مهم جداً بغض النظر عن كيفية أو طريقة الوصول.

المشكلة الثانية

بعد أربع ساعات من البيان الأول حول «أزمة الجوازات»، يعود الاتحاد السوري لكرة القدم وعبر صفحته على فيسبوك ببيان صحافي ثانٍ، يؤكد فيه استغناء الجهازين الفني والإداري عن خدمات اللاعب إياز عثمان، محترف يونيكوس اليوناني، بسبب شروطه غير المنطقية وربط تواجده مع المنتخب بلعبه أساسياً، وذلك «تكريساً لمبدأ الالتزام والأخلاق الرياضية وحرصاً على تماسك ووحدة المنتخب الوطني»، بحسب ما جاء بالبيان الصحافي لاتحاد الكرة، الذي تابع «وهذا أمر غير مقبول في العرف الرياضي ولم يسبق أن حدث من قبل، إشارة إلى أن المدير الفني وحده صاحب القرار في اختيار تشكيلته الأساسية التي تخدم خطة اللعب بعيداً عن أي أمر آخر».

أعراف وتقاليد تعود عليها الجمهور السوري تطل من جديد تسبب بها إداريو منتخب غير مؤهلين لهذا المنصب، واستغلها بشكل جيد أشخاص يحترفون مهنة «طق البراغي» سعياً منهم لإزاحة القديم من منصبه والوصول إلى مصالحهم الشخصية، ويبقى الجمهور السوري هو الخاسر الأول والأخير في هذه المعركة.

و«طق البراغي»، لمن لا يعرفه، هو مصطلح يقوم فيه فاعله بوسائل وأساليب التفافية، بغية أن ينال ما لم يستطع نيله بالطرق المباشرة. والهدف منه إما الترقية الوظيفية أو الإيقاع بالزملاء أو إحداث شرخ في علاقة متينة أو لمجرد الأذى.

الأكثر مشاركة