ولاء البوشي أول امرأة تقود الشباب والرياضة

لقاء أوباما يمهد طريق الوزارة لشابة سودانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يدر بخلد الطالبة، ولاء البوشي ان يكون لقائها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في صيف 2016 قبل شهور معدودة من انتهاء ولايته، بداية الطريق لها للدخول إلى مجلس الوزراء السوداني وأن تنال شرف أول امرأة تتقلد منصب وزير الشباب والرياضة في بلدها، رغماً عن تخصصها في الهندسة الميكانيكية، فبعد 3 سنوات من هذا اللقاء التاريخي لمع اسمها كناشطة شابة، وفاعلة في التغيير الذي يحدث حالياً في السودان، وظهر اسمها ضمن مجموعة من الرياضيين في أول قوائم الترشيحات، وأشفق الكثيرون عليها في كونها تنافس رياضيين كبار في ملعبهم وزارة الرياضة وهي البعيدة عن الرياضة سواء بتخصصها الاكاديمي أو نشاطها مجالات أخرى، ولكن الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء الجديد، خالف هذه التوقعات فأختارها وزيراً للشباب والرياضة لتصبح أول امرأة تتقلد هذا المنصب في بلادها.

ورغم ان التشكيل الوزاري سيعلن خلال الساعات المقبلة، إلا ان البوشي وحدها من تأكد اختيارها، حيث أعلنت ذلك بنفسها في رسالة وجهتها للشباب والشابات جاء فيها "الطريق ليس بسهل لكن معاً يمكن أن نصنع وننجز المستحيل كما فعلنا في الشهور الفائتة، ونحن في مقتبل عهد جديد تحقق بمجهود الشباب وتضحياتهم، وسيستمر بنا وسيقوده الشباب، عبر هذه الوزارة لنصنع التاريخ القادم، لتكون أول حكومة ديمقراطية منتخبة بعد الفترة الانتقالية غالبيتها للشباب، ولنعيد للسودان سيرته الأولي في مجال الرياضة، فمجال الرياضة في السودان عبر اتحاداته وأجسامه المستقلة الرائدة كان في مصاف الدول في إفريقيا والعالم العربي وسيظل مع القليل من العمل ، لنكون شركاء معا لنحقق التغيير فالمرحلة حرجة تحتاجنا جميعا، لنري السودان الذي طالما حلمنا به واقعا معاش".

التأكيد على اختيارها لم يأت فقط بهذه الرسالة، فقد أوضح والدها البروفسير عصام عبد الرحمن البوشي عبر اتصال هاتفي مع "البيان" من السودان، ان كريمته ولاء بالفعل تم اختيارها لمنصب وزير الشباب والرياضة وأبلغها بذلك رئيس الوزراء وهي في مهمة عمل حالياً في الجزائر.

بداية الشهرة
وبدأت شهرة ولاء البوشي بعدما اقتنصت الفرصة وهى في بعثتها الدراسية بواشنطن لزمالة مانديلا للقادة الشباب والتقت الرئيس اوباما قبل أكثر من 3 سنوات فأخبرته عن العقوبات الاقتصادية الأمريكية وأثرها على السودان وظلالها القاسية التي تقع على المواطن السوداني أكثر من الحكومة، خاصة في الدواء والغذاء والتكنولوجيا وقطع الغيار، وطالبته بضرورة رفع العقوبات التي تضر بالمواطن ولا تؤثر على الحكومة، استمع اليها الرئيس أوباما جيداً، وربت على كتفها وقال: "سينظر في الامر وانهم يعملون على ذلك".

هذا اللقاء كان نقطة تحول في مشوار ولاء البوشي المولودة في عام 1986 في مدينة مدني عاصمة ولاية الجزيرة في وسط السودان، حيث دفعها لمبادرات عديدة في مؤسسات المجتمع المدني بمساندة من والدها البروفسير عصام البوشي ووالدتها سلمى مجذوب، ساهم نبوغها الاكاديمي في تحقيق أهداف عديدة حتى وصلت لمنصب وزاري في عمر مبكر، وهي مهندسة ميكانيكية، تحصلت علي درجة الماجستير بالامتياز من جامعة إمبريال كولج لندن في الهندسة الميكانيكية المتقدمة مع التركيز علي السوائل النانونية ومحركات الطائرات.

تحصلت علي منحة الحكومة البريطانية للقادة من أنحاء العالم لدراسة الماجستير وعلي منحة جامعة إمبريال كولدج لندن للتميز الأكاديمي، ونالت البكالوريوس بمرتبة الشرف الأولي من كلية الهندسة والعمارة، قسم الهندسة الميكانيكية جامعة الخرطوم، وعملت في مجالات متعددة ما أسهم في كسبها لخبرات متنوعة داخل وخارج السودان وتم اختيارها لزمالة مانديلا للقادة الشباب الافارقة برنامج الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقته، والتحقت ببرنامج تدريبي وعملي مكثف بجامعة أريزونا الأمريكية، حيث درست عن قيادة المجتمع المدني، عملت مع خمسين شاب وشابة أفريقية من اثنين وثلاثين دولة، ومع منظمات مجتمع مدني أمريكية وقادة سياسين بأمريكا، ثم تدربت بشركة ديلويت الاستشارية بواشنطن كجزء من برنامج قادة شباب القرن، عملت في سياسات التغيرات المناخية وسوق العمل الخاص بالطاقة.

ولاء تؤمن بالعمل الجماعي والشراكة العالمية والإقليمية وتم انتخابها كرئيسة للمجلس الاستشاري لشرق ووسط أفريقيا لزمالة القادة الشباب الافارقة، ترأست  أربعة عشر دولة، مثلت السودان وجنوب السودان، ترأست فريق عمل من 10 أعضاء يمثلون 10 دول.

في العام 2018 تم اختيارها ضمن برنامج الاتحاد الأفريقي للشباب وتدربت مع مئة شاب وشابة من 40 دولة إفريقية بعاصمة رواندا كيغالي، تعمل الآن بمدينة الجزائر كباحثة في مجال سياسات الطاقة، وتعمل في خمس برامج استراتيجية رئيسية تخدم حقل الطاقة، الطاقة المتجددة والنظيفة في كل الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي. قبلا عملت بمركز دال للتدريب التقني بدرجة مشرف، عملت كذلك كمحاضر بقسم هندسة نقل وتكرير النفط بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا.

وهي حديثة التخرج تم تعيينها كأول امرأة مهندسة ميكانيكية في ورش مصانع السكر السودانية.

 

Email