أزمة حراسة مرمى منتخب مصر في طريقها للحل قبل مونديال روسيا

الحضري.. حاضر رائع ومستقبل غامض

عصام الحضري

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تشعر جماهير الكرة المصرية بالأمان في المواجهات الكبرى، إلا في وجود الحارس المخضرم عصام الحضري، لكن بديهياً أن الحارس صاحب الـ(45 عاماً) لن يخلد في الملاعب.

ولا بد من تجهيز البديل خصوصاً مع استعداد الفراعنة لخوض غمار منافسات كأس العالم، التي تنطلق من روسيا منتصف يونيو المقبل، لذلك، كان مركز حراسة المرمى صداعاً للجماهير المصرية، ومن قبلهم الجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر، حيث في وجود الحضري حاضر المنتخب المصري جيد.

ولكن مستقبله مجهول، وبالفعل بدأ الجهاز الفني للفراعنة في تجهيز أكثر من بديل في المباريات للمنتخب المصري، أمام البرتغال ولعب بحارس الأهلي محمد الشناوي.

وأمام اليونان دفع بحارس فريق الإسماعيلي محمد عواد، إضافة لوجود حارس الزمالك الأساسي أحمد الشناوي والحضري، كان ما فعله كوبر بإشراك الوجهين الجديدين إحدى إيجابيات معسكر المنتخب المصري استعداداً لمونديال روسيا، حتى وإن كان المنتخب المصري قد خسر اللقاءين (أمام البرتغال 1-2، وأمام اليونان 0 - 1).

وقبل النسخة الأخيرة من بطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في الغابون في يناير2017، عاد الحضري إلى المنتخب بعد غياب كونه بديلاً للثنائي الشناوي وشريف إكرامي حارس الأهلي، ولعب القدر لعبته لصالح الحضري وأصيب الحارس الأساسي والبديل، ليزود هو عن مرمى الفراعنة طوال مدة البطولة التي خرج منها منتخب الفراعنة في مركز الوصيف، بعد أن تلقى الهزيمة على يد الكاميرون في المباراة النهائية.

التمسك بالفرصة

وغالباً ما سيكون المونديال هو آخر ظهور للحضري في الملاعب، ومن المعروف عن الحارس هو التمسك بالفرصة، وهو ما يسبب صعوبة في منافسته على مركز حراسة مرمى المنتخب، لدرجة أنه يغضب إذا ما احتل أحد هذا المكان في وجوده.

وهذا ما حدث عندما منح كوبر الفرصة للثنائي الشناوي وعواد، حتى إن الأخير عندما تم استبعاده من ودية البرتغال، علق غاضباً عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، ثم تراجع وحذف ما كتبه، وأظهرت تلك الأجواء حالة الغيرة التي تنتاب جميع الحراس إذا لم يقع عليهم الاختيار.

وقد كتب حارس الأهلي شريف إكرامي عبر صفحته على «تويتر» متعجباً مما فعله عواد، وأنه ليس معقولاً أن كل من يستبعد من مباراة يهاجم جهاز المنتخب، في حين أن حارس الأهلي نفسه، يلعب والده إكرامي الشحات، حارس مرمى وقائد فريق النادي الأهلي السابق، الدور نفسه ويخرج مهاجماً إذا تم استبعاد نجله من تشكيلة الأهلي أو المنتخب.

لكن بعيداً عن الأمنيات والأهواء الشخصية ورغبة أي لاعب في المشاركة في المونديال، فإن التقييم هو حق أصيل للمدرب، ولعل تألق أي من الحارسين الجديدين قد يعيد الحضري إلى مقاعد البدلاء في المونديال، خصوصاً أن مدرب حراس مرمى الفراعنة أحمد ناجي، نجح فعلياً في تجهيز أكثر من بديل، بعد أن سبب مركز حراسة المرمى قلقاً للجماهير منذ ابتعاد الحضري، بسبب عدم الثبات وتذبذب المستوى.

أداء مبشر

وقد أكد ناجى رضاه التام عن أداء الثنائي محمد الشناوي ومحمد عواد، أمام البرتغال واليونان على الترتيب، وأوضح ناجي في تصريحات خاصة لـ«البيان الرياضي»: «عواد أدى أداء جيداً في المشاركة الدولية الأولى له، خصوصاً أنه خاض المباراة تحت ضغط كبير، بسبب التصريحات الإعلامية التي تحدثت عن استبعاده من مباراة البرتغال».

وأضاف ناجي: «أما بالنسبة لمحمد الشناوي، فهو حارس يمتلك شخصية داخل الملعب ويتميز بالثقة والثبات، هو كاريزما جيدة، وقد يشهد المعسكر الثاني للفراعنة في مايو المقبل، وجود أربعة حراس مرمى أيضاً، خصوصاً أن هذا المعسكر سيتحدد على أثره القوام الأساسي للمنتخب في المونديال».

وتعرض عواد لضغط شديد بسبب التصريحات الإعلامية التي جاءت ضده، رغم أن من كتبوها قصدوا دعم حارس الإسماعيلي، واستنكروا استبعاده أمام البرتغال، وهو ما حمّل اللاعب مسؤولية مضاعفة أمام اليونان.

وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، اعتمد الجهاز الفني للمنتخب المصري على ثلاثة حراس مرمى هم، الحضري والشناوي وإكرامي، غير أن وجود إكرامي على مقاعد البدلاء مع ناديه، وتذبذب مستوى الشناوي مؤخراً، دفع ناجي للاستعانة بكل من محمد الشناوي ومحمد عواد، تحسباً لأي ظروف خلال الفترة المقبلة على مستوى حراسة المرمى.

الأنسب

وحول حراسة المرمى والأفضل للمنتخب المصري في كأس العالم 2018، قال مدرب حراس مرمى فريق نادي وادي دجلة، فكري صالح لـ«البيان الرياضي»، إن الشناوي ظهر أمام البرتغال بمستوى فني راق، ونجح في التعامل مع الكرات العرضية وبداية الهجمات، وكذلك تميزه بالثبات الانفعالى.

وينقصه فقط التمركز الصحيح وزيادة خبرة المباريات الدولية، أما بالنسبة لعواد أوضح صالح أنه أدى مباراة جيدة لكنه لم يتحمل الضغط العصبي، وهي أمور سيعتاد عليها مع الوقت، قائلاً: «من المبكر الحكم على الأنسب لحراسة مرمى المنتخب في كأس العالم، لا يزال الوقت طويلاً للاختبار وإكساب الخبرات لاختيار الأنسب والأكثر ثباتاً وتحكما في أعصابه».

مراكز ناقصة

ويتبقى على كأس العالم 2018 المقام في روسيا أقل من ثلاثة أشهر، حيث يواجه الفراعنة الكثير من الانتقادات على شكل الأداء، وربما أيضاً على نتائج المباريات الودية، ولكن أبرز الانتقادات كانت موجهة لمركز حراسة المرمى، وهي الأزمة التي تم تداركها، أو في سبيلها للحل بشكل قطعي.

ويتبقى للمنتخب المصري مركزي لاعب الوسط المهاجم، الذي لا يجد الجهاز الفني فيه بديلاً لعبد الله السعيد «متذبذب المستوى»، وأيضاً مركز رأس الحربة الصريح، الذي لم يقنع فيه أحمد حسن كوكا، المحترف في الدوري البرتغالي، أحداً، ولا يوجد في هذا المركز حالياً سوى مروان محسن العائد من إصابة طويلة ولا يشارك بانتظام مع فريقه الأهلي، وكذلك مركزا الظهير الأيمن والأيسر، اللذان يبحث الجهاز الفني لإيجاد بديلين لأحمد فتحي لاعب الأهلي المصري ومحمد عبد الشافي المحترف في الدوري السعودي، لدعم الجبهتين تحسباً لأي ظروف طارئة.

مكسب

كسب منتخب الفراعنة حارسين جديدين، ربما يتواجد أحدهما بصورة أساسية في المونديال، وربما يتمكن من تسطير تاريخ مليء بالإنجازات، مثلما فعل الحضري من قبل، وربما يظل «السد العالي»، كما تلقب الصحافة المصرية عصام الحضري، الحارس الأساسي والتاريخي للمنتخب المصري في المونديال، ليحقق ما لم يحققه أي لاعب مصري في التاريخ سواء من حيث عدد المشاركات أو الألقاب أو الاستمرارية في الملاعب.

 

Email