أحرز هدفاً عالمياً هز أرجاء استاد الحسن في إربد

صاروخ الأردني سليمان السلمان يدخله التاريخ

سليمان السلمان ومراوغة لمدافع منتخب اليابان البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدد نجم نادي الرمثا سليمان السلمان مشاعر حالة الملل، التي تعيشها جماهير كرة القدم الأردنية خلال مشاهدتها للمستويات المتواضعة لفرق بطولة الدوري العام، عندما أحرز هدفاً عالمياً في مرمى العربي بالمباراة التي شهدها استاد الحسن بمدينة أربد لحساب الجولة الحادية عشرة للمسابقة.

قصة الهدف بدأت عندما لمح السلمان حارس العربي متقدماً مسافة لا بأس بها عن مرماه، وهنا كان يستغل المشهد مرسلاً قذيفة هائلة قبل خط المنتصف مضت من فوق الحارس لترتد من العارضة وتعانق الشباك هدفاً كفل لفريقه خطف نقاط المباراة.

وعند تناول إبداعات هذا اللاعب الذي يحتل مركز الظهير الأيمن فإن الحديث يطول عنه، بزغ نجمه موسم 2011، عندما قام المدير الفني العراقي عدنان حمد باستدعائه إلى صفوف النشامى ليشارك أساسياً أمام أعتى المنتخبات القارية في نهائيات كأس آسيا التي استضافتها الدوحة، حيث طالت الانتقادات في ذلك الوقت المدرب بداعي تواضع خبرات السلمان، لكن الأخير استطاع تجاوز ذلك بكل اقتدار، حيث كانت المباراة الدولية الرسمية الاولى له أمام المنتخب الياباني بالنهائيات بعد مواجهتين وديتين أمام البحرين وأوزبكستان.

عشق السلمان لكرة القدم اضطره إلى ترك مقاعد الدراسة والتفرغ للعبة، رغم أن هذا الأمر يعتبر من المغامرات التي لا يقبل عليها لاعبو الكرة في الأردن نظراً للفقر المدقع الذي تعاني منه اللعبة، إذ كان السلمان قد التحق بجامعة العلوم والتكنولوجيا لدراسة التمريض لكنه سرعان ما ترك الجامعة ليتفرغ بشكل كامل للعبة، رغم أن هذا الأمر أثار حزن عائلته التي سرعان ما سعدت بما يحققه نجلها في عالم كرة القدم.

اوكازاكي

القصة الأجمل في حياة السلمان الرياضية والتي يرويها جميع من عاصروها جاءت في مباراة النشامى مع اليابان بنهائيات الدوحة، والتي قدم فيها اللاعب جهوداً جبارة تفوق طاقته، ففي الوقت الذي كان فيه الأردن متقدماً من شوط المباراة الاول بواسطة حسن عبدالفتاح، ولاعبو المنتخب الياياني يهاجمون بضراوة في سبيل تحقيق التعادل بالشوط الثاني، لاحظ الجميع أن السلمان كان على وشك أن تخور قواه جراء الجهد الكبير الذي بذله.

وهنا كان زاكيروني المدير الفني الإيطالي لليابان يدفع بشينجي اوكازاكي لاعب شتوتجارت الألماني في الجهة التي يتواجد بها السلمان، ليضطر الأخير إلى بذل جهد جبار لايقاف الهجمات التي يقودها النجم الياباني من هذه الجهة لينجح في ذلك وبشكل كبير، قبل أن يسقط على أرض الميدان بعد صافرة النهاية ويدعو على مرأى من الجميع قائلاً (الله لا يسامحك يا أوكازاكي) وهي المقولة التي صار يرددها اللاعبون وأعضاء الوفد المرافق في أوقات المرح وخلال مراجعتهم لذكريات هذه المباراة التاريخية.

رهاب الطائرات

وللمصادفة فإن أول مرة يستقل فيها السلمان الطائرة كانت مع المنتخب الأردني في رحلته إلى إمارة دبي بشهر ديسمبر من عام 2010 وذلك للانخراط في معسكر تدريبي.

الأيام التي سبقت موعد الرحلة إلى دبي كانت فيها القنوات الفضائية تعج بالأخبار والافلام الوثائقية التي تتناول حوادث الطائرات وهي القنوات التي دأب السلمان على متابعتها، ومن هنا فإن رحلته الاولى بالطائرة كانت حافلة بمشاعر الخوف والرهبة، في حين كان زملاؤه بالمنتخب يستغلون هذه الحالة بالحديث عن احتمالات سقوط الطائرة في أي وقت، وتناقل الروايات المتعلقة بحوادث الطائرات بهدف زيادة قلق اللاعب الذي انفرجت اساريره عندما هبطت بسلام على المدرج، لكن مع توالي رحلاته مع المنتخب أصبح ركوب الطائرة لا يشكل له أي قلق كما في السابق.

بعيداً عن المنتخب

ورغم المستوى الجيد الذي يضطلع به السلمان إلا أن الاصابات التي لحقت به وخوضه تجارب احترافية متواضعة حالت دون استدعائه إلى المنتخب بعد ذلك، قبل أن يعود إلى الرمثا مجدداً ليقدم مستوى لافتاً ويتصاعد حضوره الفني في العديد من المواجهات المحلية، وهنا كانت الاصوات تتعالى مطالبة بأن يتم منحه فرصة التواجد مع المنتخب مستقبلاً رغم أن مركز الظهير الايمن يشغله حالياً لاعب نادي شباب الاردن عدي زهران والذي يتمتع بمستوى مميز حيث يعتبر من العناصر الاساسية التي يعتمد عليها المدير الفني حسام حسن منذ أن تولى مهام عمله مع الاتحاد الاردني، ومن يدري فإن هدف السلمان في مرمى العربي قد يفتح الباب على مصراعيه أمامه للتواجد في تشكيلة المنتخب الاردني من جديد.

Email