منظومة تقنية متكاملة وبني تحتية تكنولوجية متطورة تعزز مكانة دبي مركزاً عالمياً لصناعة الرياضات والألعاب الرقمية المزدهرة

ت + ت - الحجم الطبيعي


في إطار الأهداف الطموحة التي حددتها "أجندة دبي الاقتصادية D33" والرامية إلى ترسيخ مكانة دبي ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية على مستوى العالم، وأن تكون عاصمةً عالمية للأنشطة الاقتصادية القائمة على الإبداع، تواصل دبي تعزيز مكانتها كمركز عالمي لأحد القطاعات الرياضية والإبداعية الجديدة والآخذة في النمو بوتيرة متسارعة في المنطقة والعالم ألا وهو قطاع الرياضات الرقمية والألعاب الإلكترونية، والذي تسعى دبي أن تكون محوراً رئيسياً لهذه الصناعة الواعدة ووجهة نموذجية للشركات العالمية الرائدة فيها، كذلك أبرز فعاليات الألعاب والرياضات الرقمية العالمية.

وتشكل الرؤية الطموحة لجعل دبي أفضل مدينة في العالم للحياة والعمل والزيارة، أحد الأسس التي انطلق منها هذا السعي الذي تعوّل فيه دبي على العديد من المقومات التي تعزز ثقتها في بلوغ أهدافه من خلال ما تتمتع به من الإمكانات والمقومات والبني التحتية المتطورة وهي من أهم العناصر اللازمة لدعم الأنشطة الاقتصادية، لاسيما تلك المرتبطة بالاقتصاد الإبداعي القائم على المعرفة والمعتمد بصورة كبيرة على التكنولوجيا التي كان لدبي السبق في إرساء بنيتها التحتية منذ وقت مبكر في مسيرتها التنموية الشاملة.

وفي إطار الخطط الطموحة لدبي لتعزيز مكانتها مركزاً عالمياً لصناعة الرياضات والألعاب الرقمية المزدهرة، ولمواكبة  النمو السريع الذي تشهده هذه الألعاب والرياضات الإلكترونية الرقمية في المنطقة، باعتبارها واحدة من أسرع أسواق الألعاب الرقمية نمواً على مستوى العالم، وفرت دبي منظومة تقنية متطورة  ومنصة مثالية وبنية تحتية تكنولوجية قوية لتطوير هذا القطاع الذي يتوقع أن يتحول في السنوات القليلة المقبلة إلى مساهم في الناتج الإجمالي المحلي للإمارة.

ومن خلال تسخير الإمكانات الكبيرة للقطاعات الناشئة والشركات والاختراقات التكنولوجية ، تعد دبي المحرك الرئيسي لآفاق اقتصادية جديدة وسياسات تركز على المستقبل. ومما لا شك فيه أن هذه الإمكانات قد ساعدت دبي على الظهور كمركز عالمي رئيسي لصناعة الألعاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث من المتوقع أن تتجاوز إيرادات الصناعة إقليميا 5 مليارات دولار بحلول العام المقبل ، كما تشكل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 15٪ من قاعدة اللاعبين العالميين. وقد أسهمت النسخة الثانية من "مهرجان دبي للألعاب والرياضات الرقمية 2023"، الذي أقيم برعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، خلال الفترة من 21 إلى 25 يونيو الماضي في "مدينة اكسبو دبي" في تأكيد المكانة المتنامية لدبي كمركز عالمي رائد لهذا القطاع، ووجهة لاستكشاف مستجدات صناعة الألعاب والرياضات الرقمية بالمنطقة، إذ يحظى المهرجان باهتمام ومشاركة واسعة من كبريات الشركات المتخصصة في هذا القطاع ونخبة من أبرز المهتمين واللاعبين المؤثرين في هذه الصناعة من شتى أنحاء المنطقة والعالم ويتضح ذلك في استقطاب الحدث ضمن ثاني دوراته لنحو 27 ألف زائر.

وتتيح دبي لعشاق الرياضات الرقمية، من المبتدئين والمتمرسين وأفضل المواهب والعقول المحلية والعالمية في هذه الصناعة، الفرصة لاستكشاف هذا العالم الرقمي الآسِر على مدار العام، وتمكّنهم من التعرف على مستجدات صناعة الألعاب الرقمية عبر مجموعة من الوجهات الترفيهية والتفاعلية المتطورة.

مركز متخصص
ويأتي "مركز الألعاب" الذي أطلقه مركز دبي للسلع المتعددة في العام 2022 تتويجاً لجهود دبي تهيئة البيئة الداعمة لقطاع الألعاب والرياضات الرقمية، وتوفير المقومات الداعمة لشركات القطاع لتحقيق النمو والازدهار، حيث يضم مركز الألعاب حالياً مجموعة من أبرز الشركات المتخصصة في قطاع الرياضات والألعاب الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويتجاوز عددها الـ100 شركة، تتنوع أنشطتها من التطوير والإنتاج إلى الرياضات الإلكترونية وتنظيم البطولات.

ويتيح مركز الألعاب الواقع في المنطقة الحرة لمركز دبي للسلع المتعددة للشركات التي تعمل من خلاله الوصول بشكل كبير إلى مجتمع أعمال نابض من شركات الألعاب ما يفتح آفاق تعاون جديدة مع الشركات المماثلة في القطاع، كما تستفيد شركات الألعاب التي تتطلع إلى توسيع حضورها وقاعدة متابعيها والمهتمين بها على مستوى العالم من الخدمات المتنوعة التي يقدمها مركز دبي للسلع المتعددة ومنها: إنشاء الشركة إلكترونياً والبنية التحتية عالمية المستوى والالتزام بشكل عام بمنح المزيد من المميزات التي تسمح بسهولة ممارسة الأعمال، وإتاحة الوصول إلى مجتمع الرياضات الرقمية الأوسع عبر الفعاليات والبطولات المنتظمة.

وحول دور المركز في تعزيز قاعدة هذه الصناعة في دبي والمنطقة قال أحمد بن سليّم، الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة: " من خلال مركز الألعاب التابع لمركز دبي للسلع المتعددة، نعمل على ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي لجميع أشكال الألعاب والرياضات الإلكترونية وأضاف: "جاء إطلاق مركز الألعاب تتويجاً لجهود مركز دبي للسلع المتعددة لتوفير بيئة مواتية وداعمة تساعد شركات هذا القطاع الواعد على تحقيق النمو والازدهار. ولا شك أن بيئة الأعمال المتطورة والبنية التحتية التكنولوجية القوية في دبي وموقعها الجغرافي المتميز كبوابة إلى منطقة الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادي، كلها عوامل دفعت العديد من أبرز مطوري الألعاب الرقمية الدوليين لإنشاء مقرات رئيسية لهم في الإمارة".

وأضاف أحمد بن سليّم "تعد الألعاب واحدة من أسرع الصناعات نمواً في العالم ، حيث يلعب ما يقرب من 3.2 مليار شخص وأنفقوا ما مجموعه 196.8 مليار دولار أمريكي في عام 2022. حجم ونمو الصناعة اليوم مذهل مقارنة عندما ظهرت ألعاب الفيديو لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي . احتلت الألعاب صدارة الترفيه على مستوى العالم ، مما أدى إلى نمو سريع خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، والتي تشكل الآن 15٪ من قاعدة اللاعبين العالميين. إن ضمان النمو المتسارع لقطاع الألعاب سيكون له تأثير كبير على مستقبل الأسواق في جميع أنحاء العالم ، وكذلك مستقبل التجارة. وفي الوقت الذي يسعى فيه مركز دبي للسلع المتعددة إلى ترسيخ سمعة دبي كمركز تجاري واقتصادي عالمي، فإن تفعيل الفرص بكفاءة في قطاع الألعاب الإلكترونية سيكون أمرا ضروريا.".

وطرح مركز دبي للسلع المتعددة في مايو الماضي تقرير "مستقبل التجارة 2023" عن الألعاب والرياضات الرقمية، متوقعاً تضاعف إيرادات القطاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول 2027، مقارنة بعام 2021، لتصل إلى 6 مليارات دولار، وأرجع ذلك إلى تنامي شريحة الشباب الشغوفين بالتقنيات الرقمية وتطوّر البنية التحتية الرقمية، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي يحظى به القطاع من قبل الحكومات، الأمر الذي عزز من مكانة المنطقة كمركز عالمي لصنّاع الألعاب واللاعبين على حد سواء. وعلى المستوى العالمي، توقع التقرير أن يصل حجم عائدات سوق الألعاب الإلكترونية إلى نحو 340 مليار دولار بحلول عام 2027 مقارنة بـ 200 مليار دولار في عام 2021.

وتشير التوقعات إلى أن عدد اللاعبين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيصل إلى حوالي 88 مليونًا بحلول عام 2026، مقارنة بـ 67.4 مليونًا في عام 2022. وتشير تقارير أخرى أيضًا إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باعتبارها واحدة من أسواق الألعاب التي تحدد وتيرة التقدم. ومع تسجيل معدل نمو سنوي يبلغ 25%، فإن طفرة سوق الألعاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كانت أسرع بثلاث مرات من الصين.
وبلغ حجم سوق الألعاب في جميع أنحاء العالم نحو 249.55 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن يرتفع من 281.77 مليار دولار في عام 2023 إلى 665.77 مليار دولار بحلول عام 2030. ومن المتوقع أن ينمو سوق الرياضات الإلكترونية على مستوى العالم من 1.72 مليار دولار في عام 2023 إلى 6.75 مليار دولار حتى عام 2030، بمعدل نمو سريع يبلغ 21.5%.

وأصبحت الألعاب نمط الترفيه الرقمي الأكثر شعبية في العالم إذ تقدم سرداً قصصياً غنياً وتجربةً غامرةً أكثر من أي محتوى آخر. وأظهرت دراسات مركز دبي للسلع المتعددة أن ثمانية من أصل 10 أفراد من "جيل زد" وجيل الألفية يمارسون الألعاب الرقمية وأن اللاعبين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و40 عاماً يقضون ما يصل إلى سبع ساعات في ممارسة الألعاب الرقمية أسبوعياً.

وتُعد الرياضات الرقمية صناعة سريعة النمو حيث يشاهد 68% من زوار الإنترنت المحتوى المتعلق بالألعاب و10% منهم هم من عشاق الرياضات الرقمية، توازياً مع اتساع شعبية الرياضات الإلكترونية حول العالم لتصبح أكثر مشاهدة من العديد من الدوريات الرياضية الفعلية.

Email