رئيس الاتحاد العربي: نعاني من المفاهيم الخاطئة ونطالب بالمساواة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد علي حرز الله رئيس الاتحاد العربي للفئات الخاصة، أن إنجازات الرياضة العربية في الألعاب البارالمبية يجب أن لا تحجب العديد من الصعوبات والظروف الصعبة التي تواجهها هذه الرياضة في وطننا العربي بالرغم من كونها لعبت دوراً مهماً في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع وأخرجتهم من العزلة والانطواء بعد أن كانت نظرتهم إلى الحياة ضيقة يلفها اليأس والقنوط والكآبة.

وقال: البعض استطاع أن يقضي على هذه النظرة، ويحطم أسوار اليأس والعزلة وقيود الخوف والرهبة، ويتبوأ مكان الصدارة على صفحات التاريخ، وينتزع نظرات الإعجاب والتقدير من الجميع بفضل العزيمة والإصرار وقهر المستحيل.

علي حرز الله ذكر أن أغلب الحكومات العربية بذلت جهوداً كبيرة لتطوير الرياضة البارالمبية لكنها لم ترق إلى المستوى المطلوب لأسباب متنوعة تتعلق بضعف الإمكانات المرصودة لهذه الرياضة في بعض الدول، موضحاً أن الدعم والاهتمام يختلف من منطقة إلى أخرى وأن هناك تفاوتاً كبيراً بين الدول.

وقال: للأسف المجتمع العربي لم يدرك بعد المعنى الحقيقي لرياضة أصحاب الهمم، أغلب الناس ينظرون إليها كمجرد نشاط ترفيهي، وهو اعتقاد خاطئ لأنها رياضة مليئة بالتحدي وتعكس الإصرار وإثبات الذات وهي رياضة تحتاج إلى قوة بدنية وتدريبات يومية ومدرجة تحت مظلة اللجنة البارالمبية الدولية على الدرجة نفسها مع اللجنة الأولمبية الدولية.

رئيس الاتحاد العربي شدد على ضرورة المساواة في الحقوق المادية بين أصحاب الهمم والأسوياء، موضحاً أن إنجاز الرياضي البارالمبي لا يقل قيمة عن الرياضي السوي وأن أعلام الدول ترفع في المحافل البارالمبية مثلما هو الشأن في الألعاب الأولمبية، مثمناً الخطوات التي تبنّتها بعض دول المنطقة العربية في هذا الإطار عندما قامت بتغيير اللوائح من أجل مساواة لاعبي ذوي الاحتياجات الخاصة مع نظرائهم الأسوياء على مستوى منح الفوز في البطولات الكبرى مثل بطولات العالم والألعاب البارالمبية.

جهود الإمارات

أضاف أن الاتحاد العربي يعي تماماً الصعوبات التي تواجهها رياضة المعاقين في الوطن العربي، مشيراً إلى أنه باستثناء بعض الدول مثل الإمارات التي قامت بجهود جبارة للارتقاء بها على مستوى البنية التحتية المهيأة والتجهيزات المتطورة وتنظيم العديد من الملتقيات والدورات الرياضية الدولية مثل بطولة فزاع الدولية فإن دولاً أخرى ما زالت بعيدة عن تحقيق تطلعات هذه الفئة ولم تتخذ خطوات جريئة في هذا المجال.

علي حرز الله ثمّن جهود دولة الإمارات في النهوض برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، وقال إنه رغم مشاركتها بوفد صغير مقارنة بدول عربية أخرى في دورة «ريو 2016» فإن نتائجها كانت مشرفة جداً، ما يعكس الاهتمام والدعم الذي تحظى به هذه الفئة، ويبرز ذلك بشكل خاص على مستوى البنية التحتية.

وأضاف قائلاً: المنشآت الرياضية في أبوظبي ودبي والعين والشارقة وفي الإمارات بشكل عام تتلاءم مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي من أرقى المنشآت الرياضية في الوطن العربي، ومثال يحتذى به، أتمنى أن تسلك حذوه كل دول المنطقة.

وأكد رئيس الاتحاد العربي أن أبرز مشكلات تواجه رياضة المعاقين في الدول العربية تتمثل أساساً في غياب المنشآت الرياضية المهيأة لهم وقلة الدعم المادي، وأضاف قائلاً: للأسف، واقع البنية التحتية في أغلب الدول العربية لم يأخذ بعين الاعتبار هذه الفئة.

وعزا علي حرز الله قلة عدد الرياضيين العرب في بعض الألعاب إلى ارتفاع تكلفة التجهيزات، حيث يصل ثمن الكرسي المتحرك إلى 30 ألف دولار والأطراف الاصطناعية باهظة الثمن كذلك.

Email