بيئة طاردة للمرأة

260 لاعبة بارالمبية في نصف قرن

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يكشف سجّل الألعاب البارالمبية مشاركة ضعيفة للمرأة العربية مقارنة بحضور نظيرتها الأوروبية أو الأميركية، حيث وصل عدد اللاعبات العربيات منذ 1972 تاريخ أول مشاركة عربية حتى الدورة الأخيرة في البرازيل «ريو 2016» إلى 260 لاعبة فقط، في المقابل شاركت أميركا وحدها بـ1003 لاعبات عبر تاريخها البارالمبي.

ويعكس الحضور الضعيف الواقع الأليم لرياضة المرأة ضمن فئة الاحتياجات الخاصة في وطننا العربي، رغم الجهود المقدرة التي قامت بها بعض الدول في السنوات الأخيرة حتى لا تظل الرياضة البارالمبية بيئة طاردة لها.

وتعود المشاركة الضعيفة للمرأة العربية إلى عدة أسباب من بينها قلّة الوعي وغياب عوامل التحفيز والنظرة السلبية للمجتمع تجاه المرأة ذات الإعاقة التي تتسبب في إقصائها بالعديد من القضايا، خاصة في النشاط الرياضي الذي يعتبر بدوره مجالاً محتكراً من الرجال في أغلب الدول العربية.

ونظراً للدور المهم الذي تلعبه الرياضة في النهوض بوضع المرأة وإبراز قدراتها، وتطوير واقعها إنسانياً واجتماعياً واقتصادياً، والتعامل معها على أساس ما تملكه من قدرة على العطاء وتأهيلها التأهيل المناسب، بات من الضروري البحث عن الحلول الناجعة التي تساعدها على ممارسة الرياضة والمشاركة فيها بشكل أكبر بما يتيح لها الفرصة لتحقيق ذاتها، والاعتماد على نفسها في توفير احتياجاتها المادية وشد أزرها لتتجاوز الإعاقة ومواجهة التمييز والتهميش.

ومازالت المرأة غائبة عن الدورات البارالمبية في 6 دول عربية هي: السعودية ولبنان واليمن والصومال وجزر القمر وجيبوتي، وهناك دول شاركت بلاعبة واحدة مثل عمان وفلسطين، بينما تعتبر مصر والكويت أول دولتين عربيتين تشاركان بوفد رياضي يضم لاعبات في الألعاب البارالمبية في دورة آرنم بهولندا 1980، حيث شاركت مصر بـ7 لاعبات والكويت بلاعبتين.

وتحتل مصر المرتبة الأولى في عدد اللاعبات العربيات المشاركات في الألعاب البارالمبية بـ69 لاعبة ثم تونس بـ53 لاعبة وتأتي خلفهما الجزائر بـ45 لاعبة والمغرب والكويت بـ17 لاعبة والكويت 16 ثم الإمارات 11.

وأكد محمد فاضل الهاملي، رئيس اتحاد الامارات لاصحاب الهمم، وعضو اللجنة البارالمبية الدولية، أن ضعف المشاركة العربية في الألعاب البارالمبية وفي رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، يعود لسببين: الأول تأخر الاهتمام بهذه الرياضة في الوطن العربي ووجود تفاوت كبير بين الدول، وثانياً عدم توافر البيئة المناسبة حتى تمارس المرأة رياضتها بكل حرية وإلى التكلفة الباهظة للتجهيزات التي تحتاجها اللاعبات لممارسة هذه الرياضة، وقال: «حضور المرأة الضعيف لا يقتصر على الرياضة البارالمبية بل في كل الرياضات في وطننا العربي، والاهتمام يتوقف على ما تقوم به الدولة لتطوير لهذه الرياضة».

وصرّح الهاملي بأن اللجنة الأولمبية الدولية فرضت مشاركة المرأة في الدورات الأولمبية، وهو الإجراء نفسه الذي اتخذته اللجنة البارالمبية الدولية بتوجيه الدول الأعضاء إلى الاهتمام برياضة المرأة وضرورة وجود فرق نسائية في الألعاب البارالمبية وبطولات العالم، وتمكين الدول الأعضاء من بطاقات دعوة للاعبات اللاتي لا يحققن أرقاماً تأهيلية بهدف إتاحة الفرصة إليهنّ للمشاركة في الدورات البارالمبية.

أضاف: «موضوع ممارسة المرأة الرياضة يتعلق أساساً بثقاقة كل دولة، ولا ننسى أن مشاركة المرأة المحجبة أثارت جدلاً كبيراً قبل أن يتم السماح لها بذلك في دورة ريو دي جانيرو 2016».

كشف أنه يوجد تحديات يجب التركيز عليها في المستقبل لتشجيع المرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة على ممارسة الرياضة من خلال تهيئة المنشآت الرياضية الملائمة.

وحول نجاح اتحاد الإمارات لرياضة أصحاب الهمم في زيادة عدد اللاعبات في السنوات الأخيرة، أوضح الهاملي أنه بفضل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة وتركيز الاتحاد على الرياضات التي يمكن للاعبات الإمارات تحقيق إنجازات مشرفة فيها والتنسيق مع الأندية لإفساح المشاركة أمام المرأة وتحفيزها على ممارسة الرياضة، مشيراً إلى أن هذا الاهتمام برياضة المرأة أثمر تتويج الإمارات بأول ميداليتين بارالمبيتين عن طريق سارة السناني ونورة الكتبي في دورة ريو 2016.

Email