« البيان الرياضي» تتبنـى الفكرة

استضافة «آسياد 2026»حلم الرياضة الإماراتية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حققت الإمارات قفزات هائلة في مجال تنظيم البطولات والأحداث الرياضية الهامة، تواكباً مع معدلات التطور والتنمية في كافة مجالات الحياة بالدولة، حتى أصبحت محل ثقة الكثير من الاتحادات القارية والدولية في السنوات الأخيرة، إلا أن هناك ثلاثة أحداث رياضية كبرى، لم تنل الإمارات شرف أو تسعى لمحاولة تنظيم أي منها، وهي كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية، ودورة الألعاب الآسيوية «الآسياد»، الأخيرة تتبنى «البيان الرياضي»، فكرة ترشح الإمارات لتنظيم «الآسياد» عام 2026، باعتبارها الأكبر من حيث عدد الألعاب بعد الدورات الأولمبية، وتنظيمها سيكون خطوة مهمة على طريق إمكانية استضافة الألعاب الأولمبية الصيفية مستقبلاً.

أقيمت الدورة الثامنة عشرة الأخيرة، في مدينتي جاكرتا وفلمبان بأندونيسيا في الفترة من 18 أغسطس الماضي، وحتى 2 سبتمبر الجاري، وستقام الدورة التاسعة عشرة في مدينة هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ الصينية في الفترة من 10 إلى 25 سبتمبر 2022، لتكون المدينة الصينية الثالثة المستضيفة للآسياد، بعد بكين وقوانغتشو عامي 1990 و2010، وهو ما يترك المجال مفتوحاً أمام الإمارات لاستضافة الدورة عام 2026، إذا رغبت القيادة الرشيدة في ذلك، ووفق رؤية وتخطيط اللجنة الأولمبية الوطنية، خاصة وأن «الآسياد» ستكون تحضيراً رياضياً وإدارياً وتنظيمياً مهماً لكوادرنا الوطنية.

الطقس والقرية

يرى الكثير من خبراء ومسؤولي الرياضة الإماراتية، أنه سيكون هناك ترحيب كبير من الدول الآسيوية، باستضافة الإمارات للآسياد، إذا تم بالفعل التقدم بطلب رسمي لذلك، في ظل السمعة العالمية التي تحظى بها الإمارات حالياً في كافة مجالات الحياة، إلى جانب الإمكانيات الرياضية والبنى التحتية الرائعة التي تملكها الدولة، إضافة إلى المنشآت الرياضية الراقية لأعلى المستويات، ولا تحتاج تلك المنشآت سوى بعض التعديلات أو الإضافات البسيطة، ولن تحتاج الدولة تقريباً إلى منشآت جديدة سوى إنشاء قرية أولمبية لإقامة الوفود الرياضية المشاركة، ويشير البعض، إلى أن مثل تلك القرى أصبحت استثماراً جيداً مثلما حدث في أولمبياد لندن 2012، وريو دي جانيرو 2016، إذ تم إقامة منشآت القرية الأولمبية، وعقب نهاية الأولمبياد، تم بيعها كوحدات سكنية استثمارية.

أما المشكلة الرئيسية التي يرى البعض أنها ستكون عائقاً، فهي ظروف الطقس، إذ تقام الدورات الأولمبية عادة في شهور الصيف بداية من يوليو وحتى سبتمبر، وتلك الشهور تشهد عادة في الإمارات، ارتفاعاً في درجات الحرارة والرطوبة بالدرجة التي تصعب من عملية ممارسة الرياضة، ويقترح بعض خبراء الرياضة في الدولة، أنه لن توجد مشكلة إذا تضمن ملف الترشح، تعديلاً في موعد الدورة، بتأخير موعدها شهرين لتقام خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، لتكون طبيعة الطقس مناسبة لإقامة المنافسات، ويتوقع هؤلاء أن هذا الأمر لن يواجه بأي اعتراضات من الدول الآسيوية، خاصة وأنه في عام 2026، لا توجد ارتباطات رياضية هامة سوى كأس العالم لكرة القدم، الذي يقام عادة خلال شهر يونيو.

تعريف بالآسياد

تعتبر دورة ا لألعاب الآسيوية، الحدث الأبرز الذي ينظمه المجلس الأولمبي الآسيوي، وتقام كل 4 سنوات، وتتبع دورة الألعاب الآسيوية البرنامج الرياضي للألعاب الأولمبية، وتقام مسابقاتها تحت إشراف اللجنة الأولمبية الدولية، وتعود البداية الأولى لانطلاقة الألعاب الآسيوية، إلى بداية القرن العشرين، حين نظمت دورة ألعاب الشرق الأقصى من 1913 وحتى 1934، بمشاركة العديد من دول شرق آسيا كاليابان والصين والفلبين وماليزيا وتايلاند وهونغ كونغ وإندونيسيا، وتوقفت عام 1937، بعد الاجتياح الياباني للصين الذي مهد لقيام الحرب العالمية الثانية، قبل أن تعود للظهور مجدداً بالدورة الأولى في نيودلهي بالهند عام 1951، وتنافست فيها 11 دولة، على ميداليات 6 ألعاب رياضية.

شهدت الدورات الآسيوية منذ النسخة الرسمية الأولى، وصولاً إلى آسياد جاكرتا، الكثير من التعديلات والتطوير، ليتنافس في الدورة الأخيرة، 10000 رياضي ورياضية من 45 دولة آسيوية، وفي 39 لعبة رياضية، ومعظم تلك الألعاب سواء كانت أولمبية أو غير أولمبية، فهي تمارس في الإمارات، ومنذ سنوات، ولكن استضافة الدولة لدورة رياضية بحجم «الآسياد»، سوف يمنح تلك الألعاب، خاصة ما يطلق عليها الألعاب «الشهيدة»، الزخم الفني والجماهيري المطلوب، لإعادة إحياء تلك الألعاب، مع تطوير وتعديل المنشآت، ووجود 8 سنوات حتى وقت الدورة المقترح، يسمح بظهور الآثار الإيجابية من قرار إشراك أبناء المواطنات وحملة المراسيم والمقيمين ومواليد الدولة، بدأ بالظهور على المنظومة الرياضية الإماراتية.

509

تنظيم الإمارات لآسياد 2026 سوف يسمح للدول العربية المجاورة بالمشاركة ببعثات كبيرة مع قرب المسافات، عكس الدورات التي أقيمت في شرق آسيا، وهو ما يساهم في زيادة الحصيلة العربية من الميداليات الآسيوية الملونة.

يذكر أن الرياضيين العرب جمعوا في الألعاب الآسيوية 509 ميداليات موزعة بين 153 ذهبية و153 فضية، و203 برونزيات، على مدار مشاركاتهم في دورات الألعاب الآسيوية منذ انطلاق المشاركة العربية في الدورة السابعة التي أقيمت بالعاصمة الإيرانية دورة طهران سنة 1974، وحتى آخر دورة أقيمت في إندونيسيا 2018.

100

بلغت سعة مطارات دولة الإمارات العربية المتحدة حوالي 100 مليون من المسافرين في عام 2014، وتملك الإمارات مطارات أبوظبي والعين ودبي وآل مكتوم والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة.

01

تنقلت دورة الألعاب الآسيوية بين دول شرق آسيا طوال تاريخها، ولم تقم في غرب آسيا، إلا عامي 2006 في إحدى الدول العربية، و1974 في طهران بإيران.

استضافت نيودلهي بالهند، الآسياد مرتين عامي 1951 و1982، ومانيلا بالفلبين 1954، وطوكيو باليابان 1958، وجاكرتا بإندونيسيا عامي 1962 و2018، وبانكوك 1966 و1970 و1978 و1998، وسيئول 1986، وبكين 1990، وهيروشيما 1994، وبوسان 2002، وقوانغتشو 2010، وأنشيون عام 2014.

18

ضمن فعاليات دورة الألعاب الآسيوية في نسختها الـ 18 والتي استضافتها إندونيسيا بمدينتي جاكرتا وبالمبانغ، خلال الفترة من 18 أغسطس وحتى الـ 2 من سبتمبر الماضيين، توج علي اللنجاوي متسابق منتخبنا الوطني بالميدالية الذهبية في الدراجات المائية.

كما جاء فوز منتخبنا الوطني للجوجيستو في «آسياد جاكرتا» بـ 9 ميداليات ملونة، اختتم بها اتحاد الإمارات للعبة موسماً حافلاً بالنجاحات استطاع به رفع اسم الإمارات في مختلف المحافل الرياضية الدولية. في حين تأهل منتخبنا الأولمبي إلى ربع نهائي مسابقة كرة القدم بالتفوق على إندونيسيا بركلات الجزاء الترجيحية. كما أهدى رامي منتخب الرماية سيف بن فطيس المنصوري، الإمارات الميدالية البرونزية في مسابقة رماية «الاسكيت».

2027

يُتوقع نمو القطاع السياحي في الإمارات بنسبة 5.1% سنوياً إلى عام 2027، لتصل إلى 116.1 مليار درهم، أي ما يعادل 5.4% من إجمالي الناتج المحلي عام 2027.

صالح حسن: البنية التحتية في الدولة كاملة 100 %

تمنى صالح محمد حسن الأمين العام لاتحاد ألعاب القوى الإماراتي، أن يقدم مسؤولو الرياضة في الدولة، على التقدم بملف متكامل لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية 2026، لما لتلك الخطوة من أهمية في تطوير المنظومة الرياضية بشكل كامل، مشيراً إلى أن مثل تلك الدورات القارية، تعطي الألعاب الرياضية للدول المستضيفة، زخماً ورعاية واهتماماً أكبر.

أكد الأمين العام لاتحاد ألعاب القوى الإماراتي، أن البنية التحتية في الدولة كاملة 100%، فيما تحتاج البنية التحتية الرياضية، بعد المنشآت الجديدة، ومنها ملعب ومضمار خاص بألعاب القوى فقط، مع التأكيد أن الدولة قادرة على استضافة بطولات في أم الألعاب من خلال الملاعب المتوفرة حالياً سواء في العين أو في نادي ضباط شرطة دبي أو بنادي الثقة للمعاقين في الشارقة ودبي، ويضاف إلى تلك الملاعب عام 2019، مضمار يتم إنشاؤه حالياً في نادي الشارقة.

ثقافة

أكمل صالح محمد حسن، مؤكداً أن الثقافة الإدارية الرياضية الحالية على أعلى مستوى، وأن الدولة بتنظيمها لإكسبو 2020، ستكون وصلت إلى أعلى معدلات الجاهزية في البنية التحتية، وبالتالي تملك الإمارات ملفاً متكاملاً لاستضافة دورة رياضية كبيرة بحجم «الآسياد» من أصغر لعبة إلى أكبر لعبة، مع الوضع في الاعتبار أن موعد الدورة المقترح سيكون عام 2026، مما يعني أنه لا يزال أمامنا الكثير من السنوات لإكمال أي احتياجات تنظيمية.

أشار الأمين العام لاتحاد ألعاب القوى الإماراتي، إلى أن الإمارات ليست أقل خبرة وإمكانيات من دول أخرى استضافت الدورة، وحتى على الصعيد التنافسي الرياضي، فلدى الدولة ألعاب باتت رقماً صعباً على الصعيد القاري، ومنها الجوجيتسو على سبيل المثال، وبالنسبة للطقس الحار، فليس العقبة الكبيرة التي يمكن أن تحول دون تنظيم الآسياد، ويمكن معالجة هذا الأمر بتعديل موعد الدورة لتقام شهرين بعد موعدها الحالي، ليكون الطقس ملائماً للألعاب التي تقام في الملاعب المكشوفة.

سالم الكثيري: البطولة أمنية أي رياضي إماراتي

أوضح سالم الكثيري النائب الأول لرئيس اتحاد الكرة الطائرة، أن تنظيم دورة كبيرة مثل الآسياد، أمنية لأي رياضي إماراتي، لما سيكون لمثل تلك الدورة من آثار إيجابية مهمة على الحركة الرياضية في الدولة سواء على الصعيد التنافسي واللاعبين أو على صعيد المنشآت.

أكد الكثيري، أن الإمارات قادرة على تنظيم أكبر الأحداث الرياضية في العالم، وسبق أن استضافت كأس العالم للأندية، ثلاث مرات، والرابعة ستكون أواخر العام الجاري، إلى جانب بطولتي العالم تحت 23 سنة وآسيا للرجال للكرة الطائرة، وأعرب عن اعتقاده، بأنه حال تقدم الإمارات بملف تنظيم الدورة، فسيلقى طلبها ترحيباً كبيراً من الدول الآسيوية.

أوضح نائب رئيس اتحاد الكرة الطائرة، أن استكمال المنشآت التي تحتاجها دورة بحجم الآسياد، لن يتطلب الكثير من الجهد بالنسبة للدولة، خاصة وأنها تمتلك منشآت عالمية، وليس أدل على ذلك، إلا استضافة أبوظبي بعد شهور قليلة، الأولمبياد العالمي الخاص، والتي تتطلب نوعية خاصة من المنشآت، وبالنسبة لتوقيت الدورة، فيمكن تعديله لتقام المنافسات خلال شهر أكتوبر، حيث يكون الطقس أكثر ملاءمة لإقامة المنافسات الرياضية.

إبراهيم العسم:حان وقت الاستضافة

أكد إبراهيم العسم نائب رئيس اتحاد كرة الطاولة، أنه قد حان الأوان لاستضافة الإمارات دورة رياضية كبيرة بحجم الآسياد، خاصة وأن الدولة وصلت إلى أعلى مستويات البنية التحتية العالمية، وأصبحت قادرة على تنظيم أكبر البطولات الرياضية، بل بالفعل، قامت بتنظيم أحداث رياضية كبيرة وهامة خلال السنوات الأخيرة.

أشار نائب رئيس اتحاد كرة الطاولة، إلى أن كل مدينة في الإمارات الآن، لا تخلو من ملعب رياضي أو فندق، إلى جانب أن عدم وجود مسافات طويلة بين إمارات الدولة، يسهل من إقامة الفعاليات الرياضية في أكثر من مدينة، في ظل شبكة الطرق المتميزة، ووسائل المواصلات المتنوعة، وسلسلة المطارات الدولية المنتشرة في الدولة، والغرف الفندقية التي تتجاوز الـ40 ألف غرفة في دبي، وكلها أمور تكفي لتنظيم أفضل بطولات العالم، وليس دورة الألعاب الآسيوية فقط.

مساحة

أكمل العسم موضحاً أن الدورة الآسيوية المقترحة ستكون عام 2026، وهو ما يترك مساحة زمنية كبيرة لاستكمال أي تجهيزات أخرى مطلوبة، بالإضافة إلى أنه بالقفزات التي تشهدها الدولة حالياً في المجالات كافة، ستكون الإمارات واحدة من مصاف أفضل الدول العالمية المناسبة لاستضافة الأحداث الرياضية، مع الوضع في الاعتبار المساحات الخضراء الكبيرة ونسبة التلوث الأقل في العالم، وسمعة الإمارات في الأمن والأمان.

أما بالنسبة للطقس الحار خلال فصول الصيف، فقد أشار نائب رئيس اتحاد كرة الطاولة، إلى أن الطقس الحار، تعاني منه أغلب دول القارة في التوقيت نفسه، ومع هذا آخر التقارير السياحية الصادرة في الدولة، تؤكد زيادة معدلات السياحة خلال الصيف، ومع هذا يمكن تجاوز تلك المشكلة، بتأخير موعد انطلاق الدورة شهرين عن موعدها الحالي، حتى تتناسب حالة الطقس مع المنافسات الرياضية.

أحمد خليفة حماد:قادرون على التنظيم

أكد أحمد خليفة حماد الناقد الرياضي، أنه لا توجد أي عوائق في سبيل استضافة الدولة لدورة الألعاب الآسيوية 2026، خاصة وأن البنية التحتية القوية للدولة، معروفة للجميع، إلى جانب أن البنية التحتية الرياضية، تم تعديلها وتطويرها كثيراً في السنوات الأخيرة، وفي مقدمتها ملاعب كرة القدم، والتي تم تطويرها في الشهور الأخيرة بما يتناسب ومتطلبات الاتحاد الآسيوي، لاستضافة كأس آسيا 2019.

أشار حماد، إلى أن تنظيم الدولة لدورة كبيرة بحجم الآسياد، سوف ينعكس إيجاباً على باقي الألعاب الرياضية الأخرى بخلاف كرة القدم، ويساعد على الظهور والاهتمام بألعاب جديدة، ربما لا تأخذ حقها حالياً من الاهتمام والرعاية.

أوضح حماد، أن وجود فارق زمني يصل إلى 8 سنوات حتى دورة الآسياد 2026، إذا رغبت الإمارات في تنظيمها، سوف يساعد الدولة على تجهيز كوادر إدارية وفنية على أعلى مستوى، لتنظيم دورة تاريخية، كما تعودنا على تنظيم أفضل البطولات القارية أو العالمية في السنوات الأخيرة، إلى جانب أن الآسياد، سوف تساعد على ظهور نجوم جدد في كافة الألعاب، لأن الرياضة الإماراتية مطالبة وقتها، بالمشاركة في كافة المسابقات والألعاب، كما تساهم في تطوير المنشآت الرياضية الحالية، وبناء منشآت جديدة، وبالتالي يزيد مستقبلاً من فرص الدولة في تنظيم بطولات وأحداث رياضية مهمة.

قال حماد، إن حال طلب الإمارات تنظيم آسياد 2026، سيلقى الطلب ترحيباً كبيراً من كافة دول القارة الآسيوية، خاصة وأن سمعة الإمارات العالمية، سوف تدعم من فرص نيل هذا الشرف، وستحدث الدورة رواجا رياضيا إماراتيا، إلى جانب الفوائد الاقتصادية التي يمكن أن تعود على الدولة من وراء تنظيم مثل هذا الحدث، وبالنسبة لارتفاع حرارة الطقس خلال شهور الصيف التي عادت ما تقام خلالها فعاليات الآسياد، فهذا يمكن تداركه من خلال تأخير موعد الدورة شهرين، وأعتقد أن هذا لن يؤثر على البرامج الرياضية للدول الآسيوية، خاصة وأن الطقس في شهر الصيف، متشابه إلى حد كبير مع الكثير من دول القارة.

Email