دارين مصدر إلهام يحفز طاقات أصحاب الهمم

■ دارين بربر | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

فقدت دارين بربر التي تسكن في دبي، ساقها بعد إصابتها بمرض السرطان، لكن ذلك لم يمنعها من تغيير حياتها بالكامل، فرغم أنها لم تكن أبداً من مرتادي صالات الألعاب الرياضية حتى منتصف الثلاثينيات من عمرها، أصبحت دارين الآن مدربة لياقة بدنية ونموذجاً يحتذى به للأشخاص من ذوي الهمم.


قالت دارين: «كنت في الخامسة عشرة من العمر عندما تم تشخيص إصابتي بالساركوما العظمية، أحد الأنواع الخبيثة من سرطان العظام، حيث عانيت الكثير من الألم جراء العلاج الكيميائي قبل أن يقرر الأطباء ضرورة بتر ساقي في منطقةٍ تقع فوق الركبة، وكان من الصعب علي بعد العملية الوقوف مرةً أخرى على قدمي والتكيف مع حياتي الجديدة كشخصٍ من أصحاب الهمم، استغرقني الأمر وقتاً طويلاً حتى أدركت في النهاية النعم الكثيرة التي ما زلت أتمتع بها في حياتي، وفكرت في المستقبل وحاربت، وساندتني في ذلك عائلتي».


المرحلة التالية
وأضافت: «انتقلت مع زوجي منذ أكثر من عشر سنوات من لبنان إلى دبي، وبعد فترةٍ وجيزة من إنجاب طفلي الثاني في عام 2013، تعرضت إلى حادثٍ أدى إلى كسرٍ في وركي، على الجانب ذاته لساقي المبتورة، وكان الحادث مدمراً بالنسبة لي، إذ إنه أعادني إلى نقطة البداية تماماً كما فعل مرض السرطان، ولم أتمكن لثلاثة أشهر من الحركة أو القيام بأي شيء حتى يُشفى وركي بصورةٍ كاملة، فأصبحت عضلاتي بالنتيجة ضعيفة جداً، وعندما حان الوقت لجلسات إعادة التأهيل، كنت أعرف أنه يجب علي تغيير حياتي بالكامل».


إنجاز كبير
وتابعت: «قررت أن أبدأ الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية وأعمل على تحسين لياقتي البدنية، كنت عندها في الثلاثينيات ولم أذهب مسبقاً إلى صالات الألعاب الرياضية، وساعدني زوجي في بداية الأمر، واستطعت في السنة الأولى إنقاص وزني بمقدار 25 كلغ، بعد عامٍ من ذلك، أي في عام 2015، شاركت في ماراثون ستاندرد تشارترد دبي وكان ذلك إنجازاً كبيراً بالنسبة لي إذ إنني لم أمش 4 كيلومترات في حياتي قبل ذلك! بعدها تطلّعت إلى التنافس في مسابقة الجمال واللياقة البدنية والأزياء العالمية (WBFF) في لندن في نوفمبر، حيث اتبعت نظاماً غذائياً صارماً للغاية مع التمرين اليومي في نادي ترين سترينغث اند فيتنس بمنطقة القوز، ويتضمن ذلك عادةً ساعةً من التدريب باستعمال الأوزان وتمارين المقاومة، تليها 20 إلى 30 دقيقة من تمارين تدريب عضلة القلب».


حب الأم
وقالت: والدتي هي سرّ قوتي، فعندما كنت أعاني من الاكتئاب، كانت تقدّم لي الدعم المعنوي وتريحني بكلماتها المشجّعة التي أعطتني الكثير من الأمل، وما زلت حتى اليوم أتطلع إليها بكثيرٍ من الإعجاب والحب، ولطالما قالت لي إن كل الدموع والصعوبات التي واجهتها في الماضي، هي التي أنشأت لدي القوة التي أجدها في نفسي اليوم.


وأضافت: أتذكر أنني عندما فقدت ساقي، بحثت عن نموذجٍ أحتذي به، وشخصٍ بوضعٍ يشبه ما أنا عليه، ولم أتمكن حينها من العثور على ذلك الشخص ليكون النموذج بالنسبة لي، فاخترت أن أصبحه أنا لأساعد بذلك الآخرين.


وتابعت: أنا حالياً مدربة صالات رياضية مؤهلة وكثيراً ما يتصل بي أشخاص من أصحاب الهمم ليخبروني بأنني مصدر إلهامٍ بالنسبة لهم، الأمر الذي يعطيني الحافز لبذل المزيد من الجهد.


وأضافت: يجب أن تصبح اللياقة البدنية جزءاً من حياة الجميع، فأنا أم، وكغيري من الأمهات، نميل عادةً إلى نسيان الاهتمام بأنفسنا، حيث ينصب كل تركيزنا على الاهتمام بأطفالنا، وقد كنت قبل حادثة كسر وركي أشعر بالذنب عند ترك أطفالي لأقوم بممارسة الرياضة، إلا أنني أصبحت أعرف الآن أن على الأم أن تحب نفسها أولاً وذلك لصالح أولادها، فهي إن لم تكن بصحةٍ جيدة، لا يمكنها بذل الكثير من الجهد لرعاية أسرتها.

Email