شمسة بنت حشر:أمي أفضل من كرسي الرئاسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

شددت الشيخة شمسة بنت حشر آل مكتوم عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة، على أنها لن تفضل أبداً كرسي رئاسة اتحاد رياضي، على رعاية أمها، منوهة بأنه يبدو أمراً طبيعياً أن تكون المرأة الإماراتية رئيسة اتحاد رياضي، في ظل وصول كوكبة من بنات الدولة إلى أرفع المناصب في مختلف مجالات الحياة.

ونوهت الشيخة شمسة بوجود نوع من الشروط الرياضية المطلوب توفرها في المرأة الطامحة بمنصب الرئاسة، ولكن ليس هناك مشكلة مجتمعية محددة تحول دون وصول المرأة إلى كرسي رئاسة اتحاد رياضي، مشددة على أن المرأة الإماراتية، قد تعترضها الكثير من المعوقات في الطريق إلى الرئاسة، التي تعتبر مهمة ليست هينة.

عرض سابق

وكشفت الشيخة شمسة، النقاب عن أنها تلقت في دورة سابقة، عرضاً بتولي رئاسة وقيادة اتحاد الكرة الطائرة، لكنها رفضت ذلك بصورة قاطعة، ليقينها بأن المنصب صعب، ويحتاج إلى الكثير من المقومات، في مقدمها التفرغ التام، وشبكة علاقات قوية وفاعلة مع أعلى المستويات، على الأقل لجلب الدعم المطلوب، وجذب الشركات والجهات الراعية، مشددة على أن التزاماتها العائلية، وارتباطها تجاه رعاية أمها والعناية بها، حالا دون قبولها المنصب، معربة عن قناعتها بأنها لن تفضل كرسي الرئاسة على أمها.

السفر والتجوال

وأشارت الشيخة شمسة، إلى أن الفارق الكبير بين المرأة والرجل في هذا المجال الحيوي، هو تفرغ الرجل الكامل، في مقابل عدم إمكانية تفرغ المرأة، إضافة إلى تمتع الرجل بحرية أكبر في الحركة والسفر والتجوال في المناطق البعيدة من الدولة، والتأخر عن البيت ليلاً، وغيرها من المقومات التي تفتقد إليها المرأة بشكل شبه تام.

مسؤولية الرئيس

وأشارت الشيخة شمسة، إلى أن المسؤولية دائماً ما تقع على عاتق الرئيس، ما يتطلب نوعاً من الشخصية، القوية التي بمقدورها مواجهة التحديات، وبمعاونة فريق عمل كفء لإنجاز المهام بصورة صحيحة، مشددة على أن العمل في الاتحادات الرياضية صعب ومتشعب جداً، ويحتاج إلى الكثير من المتطلبات والمعطيات، ليتمكن الرئيس من النجاح وتحقيق الأهداف المطلوبة.

الإشادة بالملا

وأشادت الشيخة شمسة كثيراً، بيوسف الملا، الرئيس الحالي لمجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة، مشددة على أن الملا يبذل جهوداً جبارة من أجل «تمشية» أمور الاتحاد في كل الجوانب، منوهة بأن الملا يمتاز بمقدرة فائقة على استثمار شبكة علاقاته الواسعة لمصلحة اللعبة والاتحاد، وليس لخدمة نفسه.

وعن الأسباب الأخرى التي حالت بينها وبين كرسي الرئاسة، أجابت الشيخة شمسة قائلة: الأسباب كثيرة، منها العائلية، ومنها الرياضية المتعلقة بحجم الدعم المالي المقدم للاتحاد، وتحديداً للمنتخبات الوطنية، الذي لا يتجاوز حاجز الـ 600 ألف درهم سنوياً، إضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بالمنصب نفسه، كالتفرغ التام وشبكة العلاقات الواسعة وحرية الحركة والتأخر ليلاً، وغيرها من الأسباب ذات العلاقة.

ليست «بهرجة»

ولفتت الشيخة شمسة إلى أن منصب رئاسة اتحاد رياضي في الإمارات، ليست مجرد أمنيات وكلام وطموح وكرسي و«بهرجة»، بل هي مسؤولية كبيرة جداً، موجهة أسئلة صريحة لبنات الإمارات الراغبات في منصب الرئاسة، مفادها: هل باستطاعة أي واحدة منكن العمل 24 ساعة، وهل تستطيع أي واحدة منكن التأخر ليلاً، وهل بالإمكان توفير الدعم المالي والمعنوي للاتحاد؟.

نموذج أمل

وتكفلت الشيخة شمسة بالإجابة عن أسئلتها بالقول: أعتقد أن الإجابة الصريحة عن كل الأسئلة أعلاه وغيرها، هي أن المرأة الإماراتية لا تستطيع فعل ذلك في الوقت الحاضر على الأقل، أنا لا أنكر وجود بنات طموحات ومميزات في الوسط الرياضي، أمثال الأخت أمل بوشلاخ، التي أعتبرها نموذجاً، كونها واحدة من أفضل السيدات في الرياضة الإماراتية، لخبرتها وتمتعها بعلاقات واسعة ورصينة، قد تعينها على تحقيق طموحها في الوصول إلى كرسي رئاسة اتحاد رياضي ما.

2017

حتى العام 2017، يبلغ عدد الاتحادات الرياضية في الإمارات، 39 اتحادا، هي، كرة القدم والجيوجيتسو وكرة السلة والمعاقين وكرة اليد والرياضات البحرية وكرة الطائرة والسيارات والدراجات النارية وكرة الطاولة والهجن وألعاب القوى واتحاد الشرطة الرياضي والدراجات الهوائية والاتحاد الرياضي للمؤسسات الحكومية والسباحة والاتحاد الرياضي لمؤسسات التعليم العالي والبولينج والرياضة المدرسية والفروسية وسباق الخيل والشراع والتجديف الحديث والرماية والقوس والسهم والمبارزة والتنس والرياضات الجليدية والتايكواندو والرجبي وبناء الأجسام والهوكي ورفع الأثقال والرياضات الجوية والغولف والبادل تنس والبلياردو والسنوكر والرياضة للجميع والشطرنج والكاراتيه والملاكمة والمواي تاي والكيك بوكسينغ والمصارعة والجودو.

استيعاب المتغير

دعا الدكتور أحمد الشافعي، المرأة إلى الإصرار على قهر التحديات التي من المتوقع أن تواجهها عندما ترتقي إلى منصب رئيسة اتحاد رياضي مثلاً، مطالباً المجتمع الرياضي بتقبل فكرة أن تكون المرأة رئيسة اتحاد رياضي، معتبراً المرأة الإماراتية ناجحة وتستحق أن ترتقي إلى أعلى المناصب.

وارجع الدكتور الشافعي تقبل الرياضيين لفكرة أن تكون الرئيس امرأة، إلى ديناميكية القطاع الرياضي، وسرعة تقبله واستيعابه للمتغيرات، وابتعاد بدرجة كبيرة عن الدخول في التفاصيل بعيدا عن الشغل الشاغل للرياضي، المتمثل بتحقيق الإنجازات وحصد البطولات والوقوف على منصات التتويج، لافتا إلى أن المرأة صاحب منصب الرئيس قد تكون الأكثر قبولا لدى الرياضيين في جوانب التعامل والتعاطي وسهولة ويسر وصول الرياضي إلى ما يريده في مجال متطلباته الرياضية حصرا.

2016

شهد العام 2016، وتحديداً شهر فبراير، واحدة من أكبر المفاجآت السارة التي قدمتها الإمارات إلى العالم أجمع، وذلك بضم 5 وزيرات إلى تشكيلة الحكومة الاتحادية، بينهن 3 لوزارات السعادة والتسامح والشباب، وجاء اختيار شما المزروعي البالغة من العمر 23 ربيعاً، ليمثل إشارة قوية إلى تنامي دور المرأة الإماراتية في مختلف مفاصل الحياة.

وأسندت مهام وزارة السعادة إلى معالي عهود الرومي، فيما تولت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي مهام وزارة التسامح، بينما تولت شما المزروعي مسؤولية وزارة شؤون الشباب، لتكون ربما أصغر وزيرة في العالم على الإطلاق.

عشق التحدي

شدد الدكتور أحمد الشافعي أستاذ علم النفس المشارك في جامعة عجمان، على أن وصول المرأة إلى منصب رئاسة اتحاد رياضي قد يتطلب وقتاً، لكن الحقيقة الساطعة هي أن المرأة بطبيعتها تعشق التحدي أمام الرجل بشكل كبير جداً، منوهاً إلى أن عوامل نجاح المرأة وكسبها جولة التحدي، يستند في غالب الحالات إلى الصفات التي تميزها عن الرجل، ومنها الصبر الذي يعد من أبرز ميزات المرأة، نظراً لعملها الأساسي المتمثل بتربية الأطفال، تلك المهمة الشاقة.

وأضاف الدكتور الشافعي قائلاً: إلى جانب الصبر، فإن المرأة بصورة عامة، تمتاز بقوة العناد والجلد والتأني النابع أصلاً من دورها الرئيسي في المجتمع، والمعروف بتربية الأطفال والسهر على أحوالهم، إضافة إلى سلاح الحنان والهدوء، ما يجعل فرصة نجاح المرأة أمام الرجل كبيرة، وأحياناً مؤكدة بدرجة واضحة وخصوصاً على صعيد العمل الإداري سواء في المجال الرياضي أو غيره من المجالات الحياتية الأخرى.

Email