46 عاماً..رياضة الإمارات تحلم برئيسة اتحاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل المجاهرة بالدعوة إلى حتمية أن تتبوأ المرأة الإماراتية منصب رئاسة اتحاد رياضي، أي اتحاد، تشكل خروجاً عن المألوف، وابتعاداً عن الواقع، وتغريداً بعيداً عن السرب، وضرباً لنواميس وقناعات مستهلكة، أم أن رباعي «الخروج والابتعاد والتغريد والضرب»، سوف ينصاع ويتوارى مهزوماً أمام سطوة القناعة الراسخة بأن 2020 سيكون العام الذي يشهد تطبيقاً فعلياً وظهوراً عملياً لأول رئيسة اتحاد رياضي في الإمارات؟

الإجابة الواقعية، هي لا وألف لا، 46 عاماً مضت ورياضة الإمارات تحلم وتتطلع إلى اليوم الذي تكون فيه المرأة رئيساً لاتحاد رياضي، مهما كان اسم وحجم ذلك الاتحاد، المهم أن تكون رئيسة وتقود من معها بأسلوب مختلف وآليات جديدة، بكل تأكيد أنها ستكون مصدر قوة للحركة الرياضة والشبابية في الإمارات.

4 أسباب

وإذا ما نظرنا إلى مجمل المشهد بواقعية وتجرد، فإن الحقيقة تقودنا إلى أن الوقت قد حان فعلاً لتكون المرأة رئيسة اتحاد رياضي وفقاً لأسباب عدة، أبرزها 4 تبدو كافية بشكل واضح لتعديل المعادلة الحالية، لمصلحة بنت البلد، خصوصاً على صعيد إدارات الاتحادات التي يتم تشكيل مجالسها عبر الانتخابات.

المزاج الاجتماعي

والأسباب الـ 4 تتمثل في، الأول، تغير المزاج الاجتماعي لمصلحة أن تكون المرأة رئيسة اتحاد وقائدة للرجل، وهو مؤشر كاف، والثاني، بروز عشرات الأدلة والبراهين على براعة المرأة الإماراتية ومقدرتها العالية على القيادة بمستويات قد تفوق الكثير من الرجال، وهذا حافز كبير، والثالث، التشجيع والدعم الرسمي ومن أعلى المستويات من أجل أن تأخذ المرأة الإماراتية فرصتها كاملة في مختلف جوانب الحياة، ومنها الرياضة، وهو مبرر قوي، والرابع، الحاجة الماسة إلى التغيير الحقيقي في نمط العمل والأسماء في قطاع الرياضة والشباب في الدولة، باعتبار ذلك ضرورة قصوى.

معطيات وعناصر

وبكل تأكيد أن الأسباب الأربعة ترتكز إلى عدد من المعطيات والعناصر التي أفرزها الواقع الرياضي المرتبط بدور المرأة وحجم إسهامها في التأثر والتأثير في منظومة الحركة الرياضية والشبابية في الدولة، لكن الواقع الرياضي الحالي «يبخس» حق المرأة، ولا أدل على ذلك من المقعد اليتيم الذي تم تخصيصه بأسلوب «الترضية» للمرأة الإماراتية في المجالس المنتخبة، وهو لا يكفي ولا يتناسب مع الثقل الذي باتت تشغله المرأة في مختلف جوانب الحياة الإماراتية، إلا في الرياضة!

وزيرات ورئيسة

وما يجعل وضع المرأة في القطاع الرياضي والشبابي ملفتاً، هو أن الإمارات تفخر اليوم بكوكبة مميزة جداً ونماذج حية من الوزيرات، ورئيسة المجلس الوطني الاتحادي، ما يؤشر إلى جدارة المرأة الإماراتية، في مقابل تأكيد عمق المعاناة التي تعيشها في المجال الرياضي، حتى لو تم منحها مقعداً في كل الأحوال، هو شكلي ولا أثر فاعل له!

تغييرات حقيقية

ونظراً لكونها الجهة الحكومية الاتحادية المعنية بقيادة الحركة الشبابية والرياضية في الإمارات، فإن المنطق والضرورة يحتمان مطالبة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة باتخاذ قرارات جريئة، وإجراء تعديلات حقيقية لا شكلية في بعض مواد اللائحة التنفيذية للاتحادات الرياضية، خصوصاً تلك التي تتعلق بالعملية الانتخابية، وما يليها من حتمية أن يكون المنصب الذي تشغله المرأة حقيقيا وفاعلاً وليس محصوراً في رئاسة أو عضوية أي من لجان النسائية أو التسويق أو العلاقات العامة!

قراءة متأنية

وبقراءة متأنية مستندة إلى وقائع وأدلة، يتبين أن الدور الذي تشغله المرأة الإماراتية على الصعيد الرياضي الحالي، لا يبدو شكلياً فحسب بل محبطاً، كونه لا يأخذ بنظر الاعتبار الإمكانيات التي تتمتع بها المرأة الإماراتية على صعيد الإدارة تحديداً، ما يشكل خسارة كبرى لمجمل مسار الحركة الرياضية والشبابية في الدولة.

5 دورات

وبالعودة إلى الأرقام المتعلقة بآخر 5 دورات انتخابية في الرياضة الإماراتية منذ العام 2000، يتضح أن عدد النساء اللاتي تم انتخابهن بأسلوب الترضية، قد بلغ ما مجموعه 33 امرأة فقط في مقابل 357 رجلاً، وهي معادلة لا شك أنها تشكل مفارقة كبرى، كونها تفرز وضعاً، وتكرس حقيقة مرة تلخص حجم التهميش الذي تعانيه المرأة على مستوى الدور الإداري في المجال الرياضي.

واحدة فقط

وضمت مجالس إدارات الاتحادات المنتخبة امرأة واحدة فقط في دورة العام 2000، و4 في دورة العام 2004، و9 في دورة العام 2008، و10 في دورة العام 2012، قبل أن ينخفض العدد إلى 9 في دورة العام 2016، أي الدورة الحالية الممتدة حتى العام 2020، ما يضع أكثر من علامة استفهام إزاء تراجع العدد بدل أن يرتفع، تمهيداً للدخول في مرحلة جديدة عنوانها، المرأة رئيسة اتحاد رياضي!

تأرجح العدد

وعلى صعيد الرجال الـ 357 الذين دخلوا مجالس إدارات الاتحادات الرياضة المنتخبة خلال الدورات الخمس منذ العام 2000، يتبين أن العدد شهد تأرجحاً واضحاً، حيث بلغ العدد في دورة العام 2000 ما مجموعه 69 رجلاً، و73 في دورة العام 2004، و72 في دورة العام 2012، و68 في دورة العام 2016، أي الدورة الحالية الممتدة حتى 2020.

دورة طوكيو

وتوزعت السيدات الـ 33 خلال الدورات الانتخابية الخمس لمجالس إدارات الاتحادات الرياضية في الدولة على، 5 سيدات في مجلس إدارة اتحاد الشطرنج، و4 في مجالس إدارات اتحادات الطاولة والطائرة وألعاب القوى، و3 في مجالس إدارات اتحادات اليد والدراجات الهوائية والسباحة السلة، فيما تواجد في مجالس إدارات اتحادي كرة القدم والكاراتيه «قبل تشكيل مجلس إدارة الأخير عبر التعيين في الدورة الحالية»، امرأتان فقط لكل منهما منذ دورة العام 2000 وحتى الدورة الحالية الممتدة حتى دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة اليابانية طوكيو 2020.

خارطة الرجال

وبالنسبة لخارطة تواجد الرجال في مجالس إدارات الاتحادات الرياضية المنتخبة خلال الدورات الخمس، فإن اتحاد السلة، يقف في المركز الأول بـ 45 رجلاً تم انتخابهم في مجالس إداراته منذ العام 2000، فيما حل اتحاد اليد بـ 42 رجلاً، واتحاد الطائرة ثالثاً بـ 41، واتحاد كرة القدم رابعاً بـ 35 رجلاً، واتحاد الدراجات الهوائية خامساً بـ 35 رجلاً.

34 رجلاً

وعلى العكس من احتلاله المركز الأول في عدد السيدات اللائي تم انتخابهن في مجالس إداراته طوال 5 دورات، حل اتحاد الشطرنج في المركز السادس بـ 34 رجلاً تم انتخابهم في مجالس إداراته، فيما جاء اتحاد ألعاب القوى سابعاً بـ 33 رجلاً، واتحاد السباحة ثامناً بـ 32، واتحاد الطاولة تاسعاً بـ 31، واتحاد الكاراتيه عاشراً وأخيراً بـ 29 رجلاً قبل تشكيل مجلس إدارته الحالي عبر التعيين.

المعادلة الرياضية

ومن مجمل الأرقام أعلاه، يتبين أن هناك حاجة ماسة جداً لإجراء تغيير حقيقي في المعادلة الرياضية الإماراتية، وتحديداً ما يتعلق بمنصب الرئاسة على الأقل في مجالس إدارات الاتحادات المنتخبة، وتالياً يتم تعميم التجربة على اتحادات التعيين، والجمعيات واللجان الرياضية والشبابية.

فكرة جديدة

وطالما أن فكرة أن تكون امرأة رئيساً لاتحاد رياضي في الإمارات، جديدة ولم يسبق تطبيقها انتخاباً أو تعييناً، فإن الضرورة تقتصي بإن تكون البداية من خلال اتحادات محددة وفقاً لعدد السيدات اللائي بإمكانهن خوض تحدي انتخابات الرئاسة، أو أن يتم اتخاذ قرار بتعيين 4 أو 5 سيدات بمنصب الرئيس في اتحادات التعيين من قبل الجهة الرسمية، الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة.

دورة 2020

وفي كل الأحوال وبغض النظر عن العدد، وفيما إذا كانت البداية في اتحادات الانتخاب أو التعيين، فإنه لا بد من إجراء الخطوة الأولى وتجسيدها على أرض الواقع، ومن ثم طرح التجربة للنقاش والمراجعة، لاستخلاص الإيجابيات وتعزيزها ومعالجة السلبيات، تمهيداً لتثبيت التجربة وتحويلها إلى جزء محوري من واقع معاش في مسيرة الرياضة الإماراتية، ولتكن البداية في دورة 2020.

4

أسباب كافية لتعديل المعادلة لمصلحة بنت البلد

01

تغير المزاج الاجتماعي.. مؤشر كاف

02

البراعة والمقدرة العالية.. حافز كبير

03

التشجيع والدعم الرسمي.. مبرر قوي

04

الحاجة للتغيير.. ضرورة قصوى

الدوسري:المانع ليس في الهيئة

شدد عبدالمحسن الدوسري الأمين العام المساعد للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، على أن المانع الذي يحول دون وصول المرأة الإماراتية إلى كرسي رئاسة اتحاد رياضي في الدولة، ليس موجوداً في الهيئة العامة، لافتاً إلى أن جميع القوانين والآليات والشروط تتيح وتفتح الباب واسعاً أمام الراغبات بتولي منصب رئاسة اتحاد رياضي.

وأوضح الدوسري قائلا: ليس هناك ما يمنع المرأة من الوصول إلى كرسي رئاسة اتحاد رياضي في الدولة، كل قوانيننا وشروطنا تصب في مصلحة المرأة، والهيئة العامة وضعت اشتراطاً صريحاً بضرورة أن تضم مجالس إدارات الاتحادات الرياضية عنصراً نسوياً واحداً على الأقل، وهذا دليل واضح على دعم الهيئة العامة وتشجيعها القوي للمرأة الإماراتية من أجل أن تأخذ فرصتها كاملة سواء على صعيد منصب الرئاسة أو غيره.

غمار الرئاسة

ونوه الدوسري إلى أن المرأة الإماراتية هي المبتعدة عن خوض غمار الرئاسة وليس الهيئة العامة التي لا تمنع ذلك أبداً، وليس لديها أي مانع يحول بين المرأة الإماراتية وبين طموحها في الوصول إلى كرسي الرئاسة، مشيراً إلى أن المرأة هي التي لم تتقدم لخوض معركة الرئاسة وليس هناك أمرا آخر، داعياً كل بنات الإمارات إلى الدخول القوي في تحدي الرئاسة ونيل الفرصة كاملة، مشدداً على أن الهيئة العامة حينها ستقف بقوة وتدعم بصورة أقوى كل من تجد في نفسها كفاءة تبوؤ منصب الرئاسة.

النظام الأساسي

وكشف الدوسري النقاب عن أن النظام الأساسي الجديد للاتحادات الرياضية يحوي مواد تلزم إدارات تلك الاتحادات بأن تضم مجالسها عنصراً نسوياً، لافتاً إلى أن المرأة الإماراتية وصلت إلى أعلى المناصب في مختلف جوانب الحياة، مشيداً بالنماذج المميزة من السيدات في القطاع الرياضي الإماراتي.

أبواب الأندية

ولفت عبدالمحسن الدوسري إلى أن وصول المرأة الإماراتية إلى كرسي الرئاسة يتطلب خطوة أولى هامة جداً مكانها في الأندية، مطالباً إدارات كل أندية الدولة بفتح أبواب مجالسها أمام المرأة الإماراتية لخوض التجربة، وزيادة خبراتها أولاً في ربوع الأندية، قبل انتقالها إلى الدخول في مجالس إدارات الاتحادات الرياضية، وخوض تحدي الرئاسة بكل قوة وثقة، مطالباً إدارات الأندية بالتحرك والمبادرة إلى ضم عناصر نسوية ضمن تشكيلات مجالسها الحالية.

المادة 39 تنصف بنت الإمارات

جاءت المادة 39 من اللائحة التنفيذية للاتحادات الرياضية، التي وضعتها الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، والخاصة بتشكيل مجلس إدارة اتحاد رياضي في الإمارات، منصفة لبنت الإمارات، بإلزامها صراحة، إدارات الاتحادات الرياضية المنتخبة، بحتمية أن تضم مجالسها عنصراً نسوياً، إلى جانب ممثلي الأعضاء المنتخبين من قبل الجمعية العمومية لكل اتحاد عن فئات الأندية والمراكز والجهات الخاصة ورابطة اللاعبين وكافة الروابط، وصاحب المنصب الخارجي القاري والدولي.

كما نصت المادة 26 من اللائحة التنفيذية للاتحادات الرياضية، والخاصة بشروط الترشيح للانتخابات، على «يحق للجهة الرياضية ترشيح ثلاثة أشخاص، أحدهم لرئاسة الاتحاد، واثنان لعضوية مجلس الإدارة، من بينهم أحد العناصر النسائية، ولا يجوز ترشيح أكثر من شخص واحد لنفس الفئة، ويجوز الترشيح للرئاسة من الخارج بصفة شخصية، بتزكية من جهتين، ويجب أن يستوفي المرشح للرئاسة شروطاً محددة، تتمثل في أن يكون مواطناً وشخصية عامة ذات إسهامات بارزة في المجال الرياضي، وألا يقل عمره عن 30 عاماً، وأن يكون حاصلاً على الثانوية العامة أو ما يعادلها، ويحق للرئيس استثناء أصحاب الخبرة من هذا الشرط».

أمل بوشلاخ:انتظروا «رئيسات»

أظهرت أمل بو شلاخ رئيسة اللجنة النسائية في اتحاد الإمارات لكرة القدم، قدراً عالياً من الثقة إلى حد الإصرار بإمكانية تبوؤ أكثر من 4 سيدات منصب الرئاسة في مجالس إدارات الاتحادات الرياضية للدورة القادمة، مشيرة إلى أن على الوسط الرياضي انتظار ظهور «رئيسات» وليس رئيسة واحدة في العام 2020 لأول مرة في تاريخ الحركة الرياضية والشبابية في الإمارات.

وأوضحت بو شلاخ قائلة: انتظروا «رئيسات» وليس رئيسة واحدة لأي من الاتحادات الرياضية بالدولة في الدورة الانتخابية الجديدة 2020، وأنا على ثقة بأن ما لا يقل عن 4 سيدات سوف يتبوأن منصب الرئيس، وبطبيعة الحال، أنا أطمح إلى أن أكون رئيسة اتحاد بعد سنوات طويلة من الخبرة التي اكتسبتها من خلال العمل الرياضي المتواصل.

وعن أهم الأسباب التي حالت دون وصول المرأة الإماراتية إلى كرسي رئاسة اتحاد رياضي في العقود الماضية وحتى الآن، أجابت بو شلاخ بالقول: السبب الرئيسي يكمن في مدى قناعة الرجل الرياضي تحديداً بجدارة المرأة الإماراتية بتبوؤ منصب الرئيس، ما أدى إلى عدم وصول أي من السيدات إلى الرئاسة حتى الآن، ما شكل مفارقة كبيرة جداً بعدما شهد العالم وجود 8 وزيرات في تشكيلة حكومة الإمارات الحالية، إضافة إلى رئاسة المجلس الوطني الاتحادي، إلى جانب تبوؤ المرأة الإماراتية مناصب خارجية مرموقة جداً.

وأعربت بو شلاخ عن قناعتها التامة بمقدرة المرأة الإماراتية وجدارتها في الوصول إلى كرسي رئاسة اتحاد رياضي سواء عبر صناديق الاقتراع أو من خلال التعيين، مشددة على أن المرأة الإماراتية لديها صفات قيادية كثيرة وبراعة في الإدارة وصبر وتأن عاليين، إضافة إلى الهدوء والدبلوماسية والثقة العالية بالنفس، ناهيكم عن تمتعها بالدعم والرعاية والتشجيع من قبل القيادة في الدولة.

وتوقعت بو شلاخ أن تشهد السنتان القادمتان ردماً كبيراً للهوة الفاصلة بين المرأة والرجل، وخصوصاً ما يتعلق بتولي منصب رئاسة اتحاد رياضي في الدولة، معللة ذلك بالتحولات الإيجابية الكبيرة سواء في الرياضة أو قطاعات الحياة الأخرى، مطالبة بأن يستوعب الرجل الرياضي حقيقة مقدرة المرأة الإماراتية على الوصول إلى أرفع المناصب الرياضية وفي مقدمتها الرئاسة، منوهة إلى أن المرأة في غالب الأحيان تتصف بعدم «التصادم».

وعن المناصب الرياضية التي شغلتها محلياً وخارجياً، كشفت أمل بو شلاخ النقاب عن أنها تفخر كإماراتية بكونها أول امرأة على مستوى آسيا والعالم تشغل منصب أمين الصندوق في الاتحاد الآسيوي للجودو بعد مرور 100 عام لم تدخل خلالها المرأة إلى أي من تشكيلات الاتحاد القاري، منوهة إلى أنها ما زالت تشغل المنصب منذ دورتين، إضافة إلى تبوئها منصب نائب رئيس لجنة كرة القدم النسائية في اتحاد غربي آسيا للدورة الثانية، وعضو اللجنة النسائية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وما زالت.

منيرة صفر:نعم نقدر

شددت منيرة صفر الأمين العام الأسبق لاتحاد الإمارات لألعاب القوى، على أن المرأة الإماراتية جديرة وتستحق وبمقدورها أن تكون رئيسة اتحاد رياضي في الدولة، منوهة إلى أنها سبق وأن شغلت منصب الأمين العام لاتحاد ألعاب القوى، وفي الدورة التالية، شغلت منصب الأمين العام المساعد للاتحاد.

وأوضحت صفر قائلة: نعم نقدر كسيدات أن نشغل وبجدارة منصب رئاسة أي اتحاد رياضي في الدولة، المرأة الإماراتية اليوم تحتل مواقع بارزة في مختلف مفاصل الدولة، إلا في الرياضة التي لم تتمكن فيها المرأة من نيل استحقاقها بشكل تام.

وأضافت صفر قائلة: أعتقد أن وصول المرأة إلى منصب رئاسة اتحاد رياضي لأول مرة في تاريخ الرياضة الإماراتية، يتطلب خطوة أولى على شكل تجربة، ولتكن على صعيد اتحادات التعيين، ثم يتم تطبيق التجربة في الاتحادات التي تتشكل مجالس إداراتها عبر صناديق الاقتراع، وذلك بهدف تجاوز حالة الإحباط التي تعانيها المرأة الإماراتية نتيجة تحجيم دورها في مجال الإدارة الرياضية.

وأشارت صفر إلى أن طموح المرأة الإماراتية بالوصول إلى كرسي رئاسة اتحاد رياضي، قد تعترضه بعض الصعوبات والعقبات التي تتمثل في جانب كبير منها في تفوق الرجال من ناحية العدد، وقلة السيدات اللائي بمقدورهن مقارعة الرجال في ميدان التنافس الانتخابي الذي من الطبيعي أن يتسع أكثر أمام الرجال.

وتوقعت صفر أن تشهد الدورة الجديدة 2020، ظهور من 3 إلى 4 سيدات في دائرة المنافسة القوية على منصب رئاسة اتحاد رياضي في الإمارات، مشيرة إلى أن عدم وصول أي سيدة إلى كرسي الرئاسة منذ قيام الدولة وحتى الآن، صنع نوعاً من عدم الثقة في مقدرة المرأة على دخول ميدان التنافس على الرئاسة، ما أوجد حالة من القلق لدى قطاع الرياضة تمثل في عدم المجازفة في منح الأصوات لمصلحة السيدات في العملية الانتخابية.

وعن الأسباب التي أدت إلى عدم تبوؤ المرأة الإماراتية منصب رئاسة اتحاد رياضي طوال 46 عاما، أجابت صفر بالقول: هناك أسباب كثيرة، ولكن اعتقد أن نظرة الرجل الرياضي إلى المرأة، هو أبرز الأسباب على الإطلاق، هناك رجال في القطاع الرياضي لا يثقون بشكل كاف في قدرات المرأة، مثلما هناك رجال يقفون تماماً مع المرأة، لكنهم أقلية للأسف الشديد، وفي كل الأحوال، المرأة تحتاج كثيراً إلى ثقة الرجل بقدراتها وإمكانياتها في الإدارة الرياضية وفي الرئاسة تحديداً.

وأشادت منيرة صفر بنجاحات نخبة من بنات الإمارات في المدارس، مشيرة إلى أن الغالبية يقمن بأدوار قيادية مهمة تجسد المقدرة العالية التي تتمتع بها المرأة الإماراتية في مختلف جوانب الحياة، خصوصا عندما تأخذ فرصتها في الإدارة والقيادة، داعية إلى منح ثقة أكبر لبنات الدولة في قطاع الرياضة والشباب في الإمارات.

Email