كرة اليد

وصلنا إلى العالمية والجماهير غائبة

كرة اليد في الإمارات تصل إلى العالمية رغم انصراف الجمهور عنهاالبيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تهيمن إمبراطورية كرة القدم بجماهيرتها الطاغية، فلا بد وأن ينعكس ذلك على بقية الألعاب بانحسار شعبيتها، وبالتالي انصراف ممارسيها عنها واتجاههم إلى دائرة الأضواء والشهرة.

كرة اليد والسلة والطائرة في مقدمة الألعاب التي يمكن أن نطلق عليها ألعاب الظل، وذلك لقلة الجماهير التي تتابعها، غير ان لذلك اسبابه الجوهرية والثانوية التي تكمن وراء هذه المشكلة، ربما ضعف المتابعة الاعلامية للأنشطة والبطولات.. ربما انعدام التسويق والترويج للمسابقات ابتداء من المراحل السنية الدنيا حتى نخلق جيلا واعيا بهذه الألعاب، لكن المؤكد هو هذه الصورة المؤلمة لحال المدرجات الخالية حتى في أقوى البطولات الإقليمية والدولية. (البيان الرياضي) يفتح ملفات الألعاب المهمشة جماهيريا ويفتش عن الاسباب عند القائمين والممارسين لألعاب الظل.

على الرغم من قدم الاتحاد الإماراتي لكرة اليد الذي تأسس سنة 1975، وتحقيق نتائج إيجابية، في السنوات الأخيرة، على رأسها التأهل للمرة الأولى لمونديال كرة اليد والذي سيقام في دولة قطر العام المقبل، إلا أن الجماهير مازالت تعزف على وتر الابتعاد عن المدرجات.

وإذا قارنا اللعبة في باقي الدول العربية، فسوف نراها مزدهرة، خاصة في مصر وتونس، حيث تمكنت فرقها من تحقيق الإنجازات الكبيرة سواء على الصعيد القاري أو الدولي، على الرغم من ضعف الإمكانيات المادية لبعض هذه الاتحادات .

وقد يكون قد تحقق الهدف الأول من رؤية الاتحاد، وهي الارتقاء بها على كافة المستويات في مختلف البطولات وبما يتفق مع قيمنا ويعكس قدراتنا ويحقق طموحاتنا، ولكنهم فشلوا في نشر ثقافة اللعبة على المستوى المحلي. وفسر عدد من المراقبين هذا الابتعاد نتيجة، عدم ترويج اللعبة، وعدم وجود رعاة للمباريات، بالإضافة إلى عدم الاهتمام الإعلامي، وطغيان كرة القدم على كافة الألعاب. «البيان الرياضي» ينبش في دفاتر لعبة اليد، ويبحث في الأسباب الحقيقة للابتعاد الجماهيري عنها.

برمجة

من جهته أكد الدكتور عيسى النعيمي رئيس اتحاد كرة اليد، أن المشكلة الحالية هي في برمجة جداول المباريات، حتى تكون المسابقة واضحة المعالم، حيث نحن اصدرنا للسنة الثانية على التوالي الكتيب الخاص بنشاطات كرة اليد، وجداول المباريات سواء في المحترفين أو الناشئين.

وأضاف رئيس اتحاد كرة اليد، أن الصالات مزدحمة بعدد من اللقاءات الأخرى في مجال السلة والطائرة، مما أثر على أوقات المباريات، فليس من الممكن أن يخرج المشجع من عمله، وهو في قمة الإرهاق والتعب ويتوجه إلى الصالة.

وأكد عيسى النعيمي، أن الجمهور يشجع الإثارة والتنافس، لذلك يجب ان تكون الاتحادات قادرة مادياً على الترويج للمباريات، بالإضافة إلى استقطاب اللاعبين المحترفين ذات نوعية قوية وأسماء مشهورة، ولكن الأندية تتعاقد مع لاعبين أجانب مغمورين، نكتشف فيما بعد أن لاعبينا المواطنين أفضل منهم بمئات المرات. واقترح رئيس اتحاد كرة اليد، وضع مباريات الناشئين قبل المحترفين، لكي يتسنى لهم فيما بعد مشاهدة المباراة.

وأشار رئيس اتحاد كرة اليد، أن الصالات لا تشكل في الوقت الحالي عامل جذب للجمهور، مقترحا أن يكون هناك مسابقات بين الشوطين خلال اللقاء. وعن الإعلام، أكد عيسى النعيمي ان على الاتحادات بشكل عام أن يكون لديها منسق اعلامي للتواصل مع وسائل الإعلام .

غياب الجماهير

وقال ماجد سلطان نائب رئيس اتحاد كرة اليد، إن الإعلام لا يهتم بالألعاب الجماهيرية، مما جعلهم مشاركين في نزوح الجماهير عن الصالات الرياضية . وأضاف نائب رئيس اتحاد كرة اليد، بأنهم يعانون من قلة الأخبار التي تنشر عن اللعبة، وعدم الترويج لمثل هذه الرياضات إعلامياً، بالإضافة إلى أن النقل المباشر غير موجود في المباريات، مؤكدا في الوقت ذاته بأن اللاعب لا يحس بقيمته إعلامياً فانعكس ذلك سلبياً على أدائه في الصالة.

وأشار ماجد سلطان، إلى ان شعبية كرة القدم ساهمت هي الأخرى في قلة الجماهير، التي تعاني هي الأخرى أيضاً من عامل غياب الجمهور من الملاعب. وطالب نائب رئيس اتحاد كرة اليد، الإعلام بالاهتمام بالألعاب الجماعية، ومحاولة الترويج لها بالطريقة المثالية التي تليق بمثل هذه الرياضات.

عوامل كثيرة

قال محمد الحمادي إداري كرة اليد بنادي الوصل، أن هناك عوامل عدة لابتعاد الجماهير، أهمها عدم إعطاء الإعلام أي اهتمام للألعاب الجماعية، وسيطرة كرة القدم على الساحة الرياضية المحلية، بالإضافة إلى التوقيتات غير المناسبة لإقامة المباريات.

وأكد إداري كرة اليد بنادي الوصل، أن الاهتمام الإعلامي هو الحل ومفتاح النجاح للمشكلة، مشيرا إلى هناك أشخاصاً لا يعرفون توقيتات المباريات، ومكان إقامتها . وأضاف محمد الحمادي، بأننا لا نرى التغطية الإعلامية إلا في المباريات الهامة، أو النهائية، وهي في العادة قصيرة جداً.

دور كبير

قال محمد حسن السويدي أمين السر في اتحاد كرة اليد، إن الإعلام لعب دوراً كبيراً في ابتعاد الجماهير من صالات كرة اليد.

وأضاف أمين السر في اتحاد كرة اليد، بأن الاهتمام الإعلامي ينحصر فقط في المباريات الهامة والحاسمة من الدوري أو الكأس.

وأكد محمد السويدي، بأن وضع مباريات كرة اليد في آخر الأسبوع ساهم في قلة الجماهير، حيث باتت كرة القدم تجذب هؤلاء إلى ملاعبها في ظل شعبية معشوقة العالم . وأشار أمين السر في اتحاد كرة اليد، أن الجوائز ورعاية المباريات لها دور كبير في جذب الجماهير، حيث حاول الاتحاد في مرات عدة التواصل من الشركات لرعاية المباريات، ولكن للأسف الشديد باءت بالفشل. ويرى محمد السويدي، هو في تنظيم المباريات طوال الأسبوع، التي قد تساهم عودة الجماهير إلى أحضان الصالات.

توقيت

قال محمد أحمد عضو مجلس إدارة نادي الأهلي، ومدير الألعاب الجماعية في النادي، أن توقيت المباريات تعد من أبرز أسباب ابتعاد الجماهير عن متابعة كرة اليد. أضاف عضو مجلس إدارة نادي الأهلي، ومدير الألعاب الجماعية في النادي، أن شعبية كرة القدم الجارفة، وعدم تقديم الحوافز المناسبة للاعبين أدت إلى هذا العزوف. وأكد محمد أحمد، أن الحل يكمن في تعديل جداول المباريات، والاهتمام الإعلامي بالألعاب الجماعية.

ضعف الترويج

قال احمد صقر لاعب كرة اليد، إن قلة الجماهير لا تعود إلى ضعف اللعبة، بل إلى سوء الترويج لها في المجتمع . وأضاف احمد صقر بأن هذه المشكلة ليست موجودة فقط في كرة اليد بل في كافة الألعاب الجماعية. وأشار أحمد صقر، بأن الحل هو في الترويج الجيد لهذه الألعاب، وتقديم الحوافز المناسبة لجذب الجمهور، كالسحوبات والهدايا، حتى نرى المدرجات ممتلئة بمحبي هذه الألعاب.

Email