كأس الأمم الأفريقية.. مسيرة استثنائية لكوت ديفوار "العائد من المجهول" للتتويج باللقب

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاء تتويج منتخب كوت ديفوار بلقب كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم للمرة الثالثة في تاريخه، بعد الفوز بالبطولة التي استضافها على أرضه خلال الفترة من 13 يناير الماضي إلى 11 فبراير الجاري، بسيناريو هو الأغرب في كرة القدم، أستحق أن ينال بسببه في كل وسائل الإعلام الأفريقية والعالمية لقب منتخب "العائد من المجهول"، وأحيانا "العائد من الموت".

فقد حسم منتخب كوت ديفوار اللقب لصالحه بالفوز على نظيره النيجيري 2-1 في المباراة النهائية التي أقيمت أمس “الأحد” على ملعب الحسن واتارا بأبيدجان.

وتعددت الأسباب التي جسدت قيمة الإنجاز الكبير لمنتخب كوت ديفوار على مدار مسيرته في هذه البطولة، بداية من تلقيه خساراتين متتاليتين في الدور الأول من نيجيريا 0-1 ومن غينيا الاستوائية 0-4، قبل أن يتأهل الفريق إلى الدور الثاني كأفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث، بثلاث نقاط فقط، وبفضل فوز منتخب المغرب على زامبيا، رغم ضمان تأهله، الأمر الذي منح كوت ديفوار فرصة التأهل في اللحظة الأخيرة.

وعقب التأهل الصعب لمنتخب كوت ديفوار، تمت إقالة المدير الفني للمنتخب الفرنسي جان- لوي جاسيه وتعيين مساعده إيميريس فاييه في ظل ضيق الوقت، ليقود المهمة فيما تبقى من مباريات.

وفي أول مواجهة بدور الـ16، نجح منتخب كوت ديفوار في إقصاء حامل اللقب “منتخب السنغال” ، رغم تأخره مبكرا بهدف، لكن هدف التعادل الذي سجل قبل نهاية اللقاء بـ4 دقائق من ركلة جزاء، جدد الأمل لأصحاب الأرض، قبل أن تحسم ركلات الترجيح النتيجة لمصلحتهم بالفوز 5-4.

واستمر مسلسل السيناريو الصعب لمنتخب كوت ديفوار في ربع النهائي أمام منتخب مالي، بالتعادل في الدقيقة الأخيرة مجدداً “ ق 90 ”، بعد التأخر مبكراً بهدف أيضا، ومن ثم إحراز هدف الفوز في الدقيقة 120 من أحداث الشوط الإضافي الثاني قبل لحظات من انتهاء المباراة واللجوء إلى ركلات الترجيح، علماً بأنه أكمل المباراة بعشرة لاعبين من الدقيقة 43 لطرد لاعبه وديلون كوسونو.

واكتملت قصة اللقب في المباراة النهائية، وبعد تأخر منتخب كوت ديفوار أمام نيجيريا، في ثاني مواجهة تجمع بينهما في البطولة بعد الدور الأول، نجح الفريق في إدراك التعادل عن طريق فرانك كيسي، قبل أن ينجح سابستيان هالير في إحراز هدف الفوز، علماً بأن عودة هذا اللاعب إلى ممارسة كرة القدم تمثل ملحمة إنسانية بعدما كان قد أصيب بمرض خطير منذ عام، وأجرى جراحتين وخضع لنحو 5 أشهر من العلاج الكيماوي.

كان هالير “28 عاماً” والذي يلعب لنادي روسيا دورتموند الألماني، هو أيضا صاحب هدف الفوز الوحيد على منتخب الكونغو الديمقراطية في نصف النهائي.

من جانبه أعرب إيمرس فايي، مدرب منتخب كوت ديفوار، الفائز بجائزة أفضل مدرب في كأس أمم أفريقيا، عن سعادته الكبيرة بعد قيادته منتخب بلاده للتتويج باللقب للمرة الثالثة في تاريخه.

وقال: "ما زلت لا أصدق ذلك، مررنا بكل المشاعر، هذا اللقب صنع مسيرتي بالتأكيد، توليت قيادة المنتخب خلال البطولة، في يوم عيد ميلادي، لم نكن حتى مستعدين لخوض باقي مشوار المنافسة.. ومع ذلك حققنا الحلم".

وأضاف: "برغم تأخرنا في النتيجة، إلا أنني أخبرت اللاعبين أنه لا يزال لدينا متسع من الوقت، خاصة أنني شعرت أنهم جيدين، على عكس منتخب نيجيريا الذي رأيتهم أكثر إرهاقا.. بالطبع أنا محظوظ لوجود مجموعة من اللاعبين أصحاب الخبرة الذين تحملوا المسؤولية في غرفة تغيير الملابس، ونجحنا في تعديل النتيجة بعد 10 دقائق من الشوط الثاني، وأثبتنا إننا نجوم الليلة".

وعلى الجانب الآخر، اعترف البرتغالي، خوسيه بيسيرو مدرب منتخب نيجيريا أن تعديل طريقة لعبه في المباراة النهائية لم تكن وسيلة ناجحة لتحقيق هدفه.

وقال: "تلقينا أهدافا بسبب الأخطاء الدفاعية، وتراجع مستوانا أمام منتخب كوت ديفوار، الذي كان أفضل من فريقي خاصة عندما قام بالضغط بشكل أفضل، وقام بعمل مميز خصوصا في الشوط الثاني".. وأضاف: "منتخبنا لم يلعب بنفس المستوى، لكن بالنسبة لي قدم اللاعبون ما في وسعهم".

Email