كرامات الصحابة
تميم بن أوس الداري
إن الحديث اليوم عن الصحابي الجليل ( تميم الداري) الفلسطيني. ونسبته إلى «الدار» وهي بطن من لخم. ولخم: فخذ من ( يعرب بن قحطان). لقد وفد تميم إلى المدينة سنة تسع فأسلم بعدما كان نصرانياً وذكر للنبي صلى الله عليه وسلم قصة (الجساسة والدجال) عندما تاه في البحر ووصل إلى جزيرة وجد فيها هذه الجساسة وأخذها له إلى الدجال وما دار بينهما وعُد هذا الأمر من مناقبه حيث حدَّث النبي عنه على المنبر. ولتميم الداري عدة أحاديث وكان عابداً تالياً لكتاب الله تعالى.
قال أبو نعيم (كان راهب أهل عصره وعابد أهل فلسطين وهو أول من أسرج السراج في المسجد) قال ابن سعد: لم يزل بالمدينة حتى مقتل عثمان ثم انتقل إلى الشام وسكن فلسطين وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أقطعه قرية فيها تسمى (عينون) قال عكرمة لما أسلم تميم قال يا رسول الله إن الله مُظهرك على الأرض كلها فهب لي قريتي من بيت لحم قال هي لك
وكتب له بها فلما فتحت فلسطين في عهد عمر بن الخطاب جاء تميم بالكتاب إلى عمر فقال أنا شاهد ذلك فأمضاه وأعطاه القرية وذكر الليثي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له « ليس لك أن تبيع» فهي في أيدي أهله إلى اليوم قال قتادة : إن قوله تعالى (ومن عنده علم الكتاب) قال (هم سلمان وابن سلام وتميم الداري) كان تميم يختم القرآن في سبع وأنه كان يقرأ القرآن في ركعة وكان كثير التهجد حتى أنه قام ليلة كاملة يقرأ آية واحدة حتى أصبح وهي قوله تعالى (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) كما رواه البغوي بإسناد صحيح
وذات يوم نام تميم ليلة لم يتهجد فيها فقام سنة كاملة لم ينم فيها عقوبة للذي صنعه. وكان يتزين كثيراً وبأفخم الثياب ابتهاجاً بليلة القدر حتى قال ثابت (إن تميماً الداري اشترى حلة بألف كان يلبسها في الليلة التي تُرى فيها ليلة القدر ومن أجل الخروج إلى الصلاة) وكان أول من قصَّ على الناس وذلك حين استأذن من عمر فأذن له بعدما كان يأبى سنين
فلما أكثر عليه قال ما تقول ( قال اقرأ عليهم القرآن وآمرهم بالخير وأنهاهم عن الشر فقال عمر ذلكم الربح ثم قال له عظ قبل أن أخرج للجمعة فكان يفعل ذلك فلما كان عثمان استزاده فزاده يوماً آخر) ورآه عمر مرة يصلي بعد العصر فضربه بدرته على رأسه فقال له تميم يا عمر تضربني على صلاة صليتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «يا تميم ليس كل الناس يعلم ما تعلم» ولقد مات بالشام وقبره في (جبرين) من بلاد فلسطين. رضي الله عنه وأرضاه.
