كعك العيد قرص الشمس لدى الفراعنة و»كل واشكر مولاك« في الدولة الإسلامية

الكعك من أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد ويحرص الناس على تناوله في الإفطار بعد الانتهاء من صلاة العيد، ورغم ما يقال من أن الفراعنة أول من عرف كعك العيد، إلا أنه صار قاسماً مشتركاً في الاحتفال بعيد الفطر في زمن الطولونيين والإخشيديين، وأخذ مكانة مميزة عند الفاطميين ويقال إن مائدة الخليفة الفاطمي والتي كان يبلغ طولها 1350 متراً كانت تحمل 60 صنفاً من الكعك والغريبة.

حرصت النساء علي إعداد كعك العيد قبل قدومه بحوالي عشرة أيام، وكنّ يجتمعن سويا في منزل إحداهن لعمل حلويات العيد من كعك وبسكويت وغريبة وغيرها، وكان الأطفال يشاركون الأمهات في صنع الكعك ونقشه بالمناقيش الخاصة به، وتتبادل نساء الحي أطباق الكعك وحلويات العيد لتتذوق كل واحدة منهن ما صنعت يد جارتها، ومع التطور التكنولوجي، تفنن صناع الحلوى في عمل كعك العيد وبأسعار في متناول الجميع، وهذا ما جعل النساء خاصة هؤلاء اللواتي خرجن إلى العمل يتركن صنعه إلى أصحاب التخصص.

القرص والشمس

تقول الحكايات إن الفراعنة هم أول من عرف الكعك، حيث كان الخبازون في البلاط الفرعوني يجيدون صنعه بأشكال متعددة مثل اللولبي والمستطيل والمستدير والمخروطي، وكانوا يصنعونه بالعسل الأبيض، ووصلت أشكاله إلى مئة نقشة بصور متعددة على مقبرة الوزير (خميرع) في الأسرة الثامنة عشرة بطيبة، وكان يسمى بالقرص وينقشون علية صورة الشمس، وعندما زار هيرودوت مصر في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد تعجب لأنه رأى المصريين يمزجون عجين الكعك بأرجلهم بينما كانوا يمزجون الطين بأيديهم.

أما في التاريخ الإسلامي فكان (كل واشكر) اسم الكعك الذي صنع في شكل قوالب خاصة في زمن الطولونيين، والذي أخذ مكانة متميزة فيما بعد في عصر الإخشيديين، وأصبح من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك.

ويقال إن الوزير (أبو الماد رالي) اهتم بصناعة الكعك وحشوه بالدنانير الذهبية، وأطلق عليه اسم (افطن له) وتم تحريف الاسم إلى (أنطونلة) والتي تعد أشهر كعكة ظهرت في عهد الدولة الإخشيدية، وكانت تقدم في دار الفقراء على مائدة طولها 200 متر وعرضها 7 أمتار.

كل واشكر مولاك

وفي عام 1124 ميلادية خصص الخليفة الفاطمي مبلغ 20 ألف دينار لعمل كعك عيد الفطر، فكانت المصانع تتفرغ لصنعه منذ منتصف شهر رجب، وكان الخليفة يتولى توزيعه بنفسه، وكانت مائدة الخليفة العزيز الفاطمي يبلغ طولها 1350 مترا وتحمل 60 صنفاً من الكعك والغريبة.

كما أنشئت في عهده أول دار لصناعة الكعك سميت (دار الفطرة) وكانت الكعكة في حجم رغيف الخبز، ومن الطريف أن الوقفيات في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين كان لها اهتمام كبير بالكعك، ويذكر أن وقفية الأميرة تتر الحجازية كانت تقوم بتوزيع الكعك بأنواعه المختلفة على المدرسين والموظفين الذين يعملون في مدرستها، وفي متحف الفن الإسلامي في القاهرة توجد قوالب الكعك وعليها عبارات (كل هنيئاً واشكر) و(كل واشكر مولاك) وعبارات أخرى لها المعنى نفسه.

أبوظبي ـــ إيمان قنديل:

الأكثر مشاركة