وصفة طبية

تأثير الصيام على خلايا الدم الحمراء ومنع تجلط الدم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يصوم المسلمون شهر رمضان ويترتب على الصيام حدوث تغيرات في النشاط الجسمي وأوقات النوم فضلا عن تغير أوقات تناول الطعام والشراب ونوعه وكميته. ولهذا درس أعضاء هيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة تأثيرات الصيام على الجسم في الصحة والمرض.

وقد أجرى الدكتور جلال ساعور أستاذ الأمراض الباطنية بمستشفى الملك فيصل بالسعودية عام 1990 بحثا مهما عن تأثير الصيام على مرضى القلب الذين يتناولون علاجا مضادا لتجلط الدم.

وأشار في نتائجه كما يبينها الدكتور عبدالباسط محمد سيد أستاذ الكيمياء الحيوية أنه من الممكن أن يؤثر الصيام تأثيرا سلبيا على التحكم في منع التجلط من خلال الفقدان النسبي لسوائل الجسم وانخفاض أداء القلب وزيادة الإجهاد ولزوجة الدم فضلا عن التغيرات التي تطرأ على امتصاص الأدوية وعمليات التمثيل الغذائي.

وخلال أربع سنوات تم فحص 289 مريضا تلقى 247 منهم العلاج المضاد لتجلط الدم المناسب لحالة القلب و42 مريض تناولوا علاج للتجلط الشديد في الأوردة مع وجود الإنسداد الرئوي أو بدونه. وخلال هذه الفترة صام عدد من المرضى مدد تراوحت ما بين أربعة أشهر وثلاثة أو اثنين.

وقد لوحظ أن حدوث مضاعفات الإنسداد التجلطي والنزيف متماثلة في المجموعة التي صامت والمجموعة التي لم تصم ومن هذا الوقت أخذ الأطباء في نصح مرضاهم الذين يتناولون علاجا ضد التجلط عن طريق الفم بأنه لاضرر من صومهم شهر رمضان. وايضا المرضى الذين قاموا في فترات سابقة بتركيب صمامات بديلة يمكنهم الصوم دون الخوف من حدوث مضاعفات الإنسداد التجلطي.

أما تأثير الصيام على خلايا الدم الحمراء فيقول عنها د. عبدالباسط أنه في عام 1988 أجرى بحث عن تأثير صيام رمضان على خلايا الدم الحمراء وخضع للدراسة ستة أشخاص أصحاء بالإضافة الى 3 أشخاص يعانون من مرض الخلايا المنجلية وقام الأشخاص التسعة بصيام شهر رمضان.

وتعرضوا لاختبار لتحديد عمر خلايا الدم الحمراء أثناء رمضان وأكدت النتائج عدم ملاحظة أية تغيرات تذكر في خلايا الدم الأولية غير الناضجة وحجم كرات الدم الحمراء ومعدل تركيز الهيموجلوبين بها ولم تورد النتائج وجود اية آثار ضارة للصيام على قدرة الخلايا الحمراء على البقاء.

ويؤكد د. عبدالباسط أن الأبحاث أكدت أيضا أن الصيام الإسلامي لم يغير النسب القياسية المعروفة لعمل الغدة الدرقية عند الأصحاء وذلك بعد دراسة مهمة أجراها الدكتور رياض سليماني 88 تناولت اثر صيام شهر رمضان على عمل الغدة الدرقية وذلك ل28 من الذكور الأصحاء قبل رمضان وبعده.

كما تمت دراسة آثار الامتناع عن تناول الطعام على المدى القصير من بزوغ الفجر الى غروب الشمس ولم تسجل النتائج اية اختلافات هامة في اختبارات عمل الغدة الدرقية بين هذه المستويات في الصباح والمساء بعد فترة صيام لمدة 14 ساعة. ولم تظهر بالإضافة الى ذلك اية اختلافات هامة في نتائج اختبارات الغدة الدرقية التي أجريت قبل رمضان وفي نهايته.

أما عن علاقة الصيام بالضغط النفسي أو تاثيره على هرمونات «الشدة العصبية» فيقول الدكتور عبدالباسط محمد سيد تمت دراسة عدد كرات الدم البيضاء لمتطوعين كمؤشر للضغط النفسي قبل وبعد صيام رمضان وخاصة في اليوم الأول من الصيام، والذي يفترض فيه أنه أنسب الأيام لحدوث الشدة العصبية «إن وجدت».

وقد ثبت من خلال نتائج البحث أنه لايوجد تغير مهم في عدد هذه الخلايا البيضاء (التي تزداد عند التعرض لشدة نفسية أو عصبية) في اليوم الأول من الصيام أو أي يوم من أيام الشهر الأخرى مما يؤكد أن الصيام ليس صورة من صور الضغط العصبي الذي يذهب بصاحبه الى إضطرابات نفسية من أي نوع.

القاهرة ـ عفاف السيد

Email