وصفة طبية

مريض الانفلونزا ينصح بإفطاره

ت + ت - الحجم الطبيعي

رمضان هذا العام يأتي في الخريف وبدايات الشتاء الذي يعرفه الأطباء بموسم الانفلونزا ونزلات البرد وأيضا الإصابة بالحساسية وذلك بسبب العامل النفسي الذي يصيب البعض من تغيير الفصول. وعن حكم صيام المريض بالانفلونزا أو نزلات البرد يقول الدكتور أشرف حاتم أستاذ الأمراض الصدرية بطب القاهرة: معظم الناس يخلطون بين الإصابة بالانفلونزا ونزلات البرد وتجد من يقول عندي انفلونزا والحقيقة أنه مصاب بنزلة برد وبالعكس، والمهم هنا هو التفرقة بين المرضين.

ويضيف أن فيروس الانفلونزا من أخطر الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم العلاج والوقاية قد تصل في بعض الاحيان إلى حد الوفاة ولهذا تقوم منظمة الصحة العالمية بنشر فرقها الطبية لمتابعة التحورات التي تطرأ على فيروس الانفلونزا ما بين شهري مارس وأبريل ويمكن أن تصل إلى شهر مايو وذلك لتحضير لقاحات خاصة بها وتحديثها باستمرار لمنع انتشار المرض وخاصة أن المصل المصنع سنويا لا يعطي مناعة مكتسبة إلا لعام واحد وفي هذا العام قامت الصحة العالمية بالتوصية بلقاح يحوي 3 فيروسات.

ويبدأ الناس في شراء هذا المصل للوقاية من الفيروس قبل دخول فصل الشتاء الذي تنتشر فيه الإصابة بالفيروس حيث يكون المناخ مناسب للعدوى. ويشير د. أشرف حاتم إلى أن أعراض الانفلونزا تبدأ بآلام العضلات والصداع الذي يبدأ في مقدمة الرأس وإرتفاع درجات الحرارة لتصل في اليوم الأول إلى 40 درجة مع التهاب القصبة الهوائية والإحساس بالرعشة وآلام الظهر مع وجود آلام بالوجه بسبب إصابة الجيوب الأنفية وفي الحالات الشديدة يحدث الالتهاب الرئوي نتيجة لإصابة الرئتين بالعدوى الثانوية البكتيرية.

أيضا من الأعراض المهمة وجود ألم في مقدمة الصدر نتيجة لالتهاب القصبة الهوائية مع جفاف الحلق وتقرحه والإحساس بانسداد الأنف من دون إفرازات. أما الكحة فتكون بسيطة ولا يصاحبها إنتاج بلغم بشكل كبير.وفي حالة الإصابة بالمرض فإننا نجد أن الغدد الموجودة بالشعب الهوائية تفرز مخاطا لزجا وسميكا يؤدي بدوره إلى إنسداد وتهيج الشعب الهوائية وتعد هذه مقدمة إلى أعراض الحساسية الصدرية.

ويشدد د. حاتم إلى أن علاج هذه الحالة يتطلب الراحة التامة ولذلك لا يستطيع مريض الانفلونزا الصيام نهائياً خاصة خلال الأيام الخمس الأولى من الإصابة فمع الراحة التامة لابد من تناول المضادات الحيوية التي تبدأ في التناول بعد أن تصل الحرارة إلى ما فوق 38 درجة، فالإفطار ضرورة لهؤلاء المرضى لاحتياجهم المستمر للسوائل ولمخفضات الحرارة والمسكنات مع ضرورة تجديد الهواء بإستمرار في الغرفة.

وتتم العدوى بالأنفلونزا عن طريق إنتقال رزاز الجهاز التنفسي بطريق مباشر إلى شخص سليم والتي تخرج مع السعال أو العطس والكلام وتصل فترة حضانة الفيروس من يوم إلى ثلاثة أيام ومعدل الإصابة في حدود 10 - 25% في الأماكن المفتوحة والمجتمعات الكبيرة و40% في الأماكن المغلقة والمميز للمرض أن آلام العضلات تحدث مبكرا قبل الاعراض الأخرى خاصة في منطقة الظهر والاطراف السلفية وقد يشتكي المريض من ألم عند تحريك العينين.

ومن ناحيته يؤكد د. طارق صفوت أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس أن تشخيص الانفلونزا لا يحتاج إلى تحاليل أو أشعة فكثير من مرضى الانفلونزا يجرون الأشعة ويظهر الصدر فيها سليم تماما أو به تغييرات طفيفة. ولكن التأكد يتم عن طريق زرع الفيروس معمليا لمعرفة نوعه وفصيلته والذي يظهر في إفرازات الأنف والحلق والبصاق أو يتم البحث عن الأجسام المضادة للفيروس في الدم بواسطة اختبار «التلزن» غير المباشر أو اختيار المثبت المكمل.

ويشير إلى أن المريض يمكنه نقل العدوى للآخرين منذ اليوم الأول لظهور الحمى كما أنه إذا لم تحدث مضاعفات للانفلونزا فإننا نجد الوجه يكون محتقنا مع احمرار الغشاء المخاطي المبطن للأنف والبلعوم وقد تستمر الكحة إلى ما بعد انخفاض الحرارة مع إجهاد ذهني وعقلي يؤدي إلى صعوبة التركيز خلال فترة النقاهة.

ويشير إلى أن الصوم غير مفيد للمصابين بالأنفلونزا في أيام إشتداد المرض وإرتفاع درجة الحرارة وخاصة في الانفلونزا الحادة التي يصاحبها ارتفاع شديد في درجات الحرارة حيث يتطلب المرض الالتزام بالراحة وكثرة تناول السوائل حتى لا تحدث مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي الذي يتطلب تناول جرعات عالية من المضادات الحيوية بالحقن وعن طريق الفم ويمكن للمريض الصوم بعد استقرار حالته.

أما مرضى الإلتهاب الرئوي الحاد الذي يكون مصحوبا بضيق شديد وصعوبة التنفس مع زرقة الوجه والشفاه نتيجة نقص الاوكسجين الذي يسبب ألماً شديداً بالصدر نتيجة لتغلغله في عضلات الصدر بين الضلوع فيما يشبه أعراض التهاب الغشاء البلوري المحيط بالرئة والصيام غير مفيد في هذه الحالة أيضا إلى أن يتم الشفاء.

وفي حالة وصول مضاعفات الانفلونزا إلى التهاب عضلة القلب وغشاء التامور بالإضافة إلى المضاعفات الخاصة بالجهاز الهضمي فإن هذا يتطلب عناية فائقة بالمريض وفحوصات تتطلب الافطار أيضا وتعويض ما فات المريض في أيام أخر.

أما نزلات البرد فيقول عنها د. طارق صفوت أنها أبسط وأسهل من الانفلونزا ويعاني أغلب الناس من 2 - 4 نوبات برد في كل عام وفترة حضانة المرض من 1- 2 يوم على عكس الأنفلونزا فإن الحمى بسيطة أو حتى متقدمة ومن أعراض البرد حدوث افرازات أنفية كثيرة عكس ما هو موجود في الانفلونزا نتيجة لتيهج الغشاء المخاطي المبطن للأنف

وتستمر الإفرازات من الأنف لعدة أيام مع العطس وحدوث إنسداد للأنف لعدة أيام بإفرازات الأنف المائية غير اللزجة ونزول الدموع بشكل مستمر من العينين مع آلام بالعضلات تختفي بعد يوم أو يومين من ظهور الأعراض. ونزلات البرد لا تمنع الصيام ويمكن للمريض بها أن يصوم على أن يكثر من تناول السوائل ما بين الفطور والسحور وتناول المخفضات والمسكنات وقطرات الأنف مع استخدام بعض أدوية الكحة في حالة الإصابة بها.

ويمكن الوقاية من نزلات البرد بعدم الاختلاط بالمرض والابتعاد عن الاماكن المزدحمة غير جيدة التهوية كما يجب تجنب التغير المفاجئ في درجات الحرارة والذي يسبب انقباضا في الأوعية الدموية للجهاز التنفسي ويقلل مناعة الأغشية المخاطية ضد الميكروبات والفيروسات والسوائل مهمة جدا سواء لمريض الانفلونزا أو البرد وهناك أغذية ومشروبات تقاوم البرد منها القرفة المعروفة بتأثيراتها المضادة للميكروبات المسببة للأمراض،

أما الجنزبيل فهو من المشروبات التي تتمتع بالفوائد الصحية فهو يساعد على هضم الطعام كما يخفف حالات الإصابة بالبرد والسعال ويساعد على تنشيط الدورة الدموية ويمكن خلط القرفة بالجنزبيل مما يعطي أثراً فعالاً في مقاومة برد الشتاء، أما الينسون فهو مهدئ للسعال ومدر للبول، في حين يقوي النعناع المعدة وفاتح للشهية ويفيد في ضيق التنفس والصداع والتهابات البلعوم كما أنه يخفف الآلام العصبية.

القاهرة ـ عفاف السيد

Email