مكانة الوالدين

من آثارهم: للوالدين في ميراث الإنسانية مكانة عظيمة لا تعدلها مكانة، لما ينهضان به من أدوار كبيرة في حياتنا، وهو ما جعل ديننا يحلهما المكانة اللائقة بهما، حين عبر عن ذلك بطرق كثيرة مختلفة. وفي أدناه، نتف مما حواه تراثنا عنهما:

قيل: كان رجل من النساك يقبّل كل يوم قدم أمه، فأبطأ يوماً على إخوته، فسألوه، فقال: كنت أتمرغ في رياض الجنة، فقد بلغنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات، وبلغنا أن الله تعالى كلم موسى عليه السلام ثلاثة آلاف وخمسمائة كلمة فكان آخر كلامه، يا رب أوصني، قال: أوصيتك بأمك حسناً، قال له سبع مرات، قال: حسبي، ثم قال: يا موسى ألا إن رضاها رضاي، وسخطها سخطي.

وقال عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه: لا تصحبن عاقاً، فإنه لن يقبلك وقد عق والديه.

وقال فيلسوف: من عق والديه عقّه ولده.

 

حكمة

قال المتنبي:

إذا رأيت نيوبَ الليثِ بارزةً فلا تظُننَّ أن الليثَ يبتسمُ

 

فروق لغوية

في الاستعمال اللغوي ثمة فروق دقيقة لا يدركها العامة ويعرفها المهتمون باللغة والمختصون فيها، ومنها هذا الذي نعرض له هنا:

الفرق بين النجل والحَوَر:

النّجل: هو سعة العين واتساعها، نقول: عينان نجلاوان إذا كانتا واسعتين.

الحَوَر: هو اتساع سواد العين وحده. لذا نقول في عينها حور، إذا كان سوادها متسعاً.

 

اعتداد الشعراء بأنفسهم

يشكل الاعتداد جزءاً من شخصية الشاعر الحق، فالشعر ضرب من الإبداع، فضلاً عن أنه خلافاً لكثير من الفنون الإبداعية ارتبط لدى العرب وكثير من شعوب العالم بتصورات ومعتقدات ربطته بالسحر تارة وبالشياطين أخرى، وبالإلهام ثالثة. من هنا فليس غريباً أن يقف المتنبي وهو الشاعر العربي الأكثر تعبيراً عن الاعتداد بنفسه حتى أمام ممدوحيه من الخلفاء، ليجعل الدهر المقابل الأقل شأناً.

والوسيلة التي ينحصر دورها في ترديد ما يقوله من أشعار، مثلما يصبح الشعراء الآخرون كماً مهملاً، وأصواتاً لا ترقى إلى صوته، بل ليست هي في النهاية سوى صدى لما يحكيه صوته وينشده غناؤه. وهو اعتداد مقبول في مجال الشعر؛ لأنه يؤدي إلى إنتاج صور مجازية وتعبيرات فيها من الدهشة والإمتاع الشي الكثير:

 

وما الدهر إلا من رواة قصائدي إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشدا

ودع كل صوت غير صوتي فإنني أنا الطائر المحكي والآخر الصدى