«فصل السلوك».. طالبات «أم سقيم» على صراط مستقيم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لأن السلوك مفتاح التعلم، ولأن التربية تسبق التعليم، كان لمدرسة أم سقيم النموذجية في دبي رأياً مبتكراً في التعامل مع طالباتها، اللواتي يجسدن في الأصل قدوة تربوية بامتياز، ورغم ذلك لم تتلكأ المدرسة في اعتماد فصل دراسي يُعنى بتنمية وتوجيه السلوك الإيجابي لدى الطالبات، ورفض بل القضاء على المنحى السلبي في تعاملهن مع الزميلات وحتى المعلمات، بما يحقق للمدرسة فوائد تربوية عميقة، تجعل مهمتها الدراسية في متناول اليد دائماً.

 عن هذا الفصل بالتحديد، قالت نورة سيف المهيري مديرة مدرسة أم سقيم النموذجية، إن المدرسة فكرت بهذا المسمى السلوكي، سعياً إلى ترسيخ قيم عليا لدى الطالبات وحتى الأمهات، بما يسهل على الإدارة والمعلمات التواصل الإيجابي وأداء الرسالة التعليمية والتربوية على أكمل وجه، مشيرة إلى أن البداية كانت باقتراح مسمى «فصل السلوك» في المدرسة، مخصص للتعامل مع الطالبات بلا استثناء، وممن لديهن بعض المشكلات الخفيفة والمخالفات على وجه الخصوص، وقد لاقت الفكرة قبولاً عريضاً من الطالبات والأمهات عبر مجموعات تفاعلية في «واتس أب».

 التربية الأمنية

بعد ذلك، أضافت المهيري، تم توفير قاعة دراسية لتنمية السلوك الإيجابي وإنهاء أي سلوك سلبي، وربط المشروع مع برنامج التربية الأمنية المطبق في المدرسة من قبل القيادة العامة لشرطة دبي، ثم التواصل مع مختلف المؤسسات والدوائر المحلية، لدعم الفصل المبتكر بفعاليات دينية واجتماعية وإنسانية مختلفة، وهو ما لاقي قبولاً وتأييداً كبيرين.

وأشارت المهيري إلى أن مدرستها لا تعاني إطلاقاً من سلوكيات خطيرة لدى الطالبات، رغم وجود مشكلات من قبيل الخلل الدراسي وبعض الحالات النفسية والسلوكية، أو الإهمال والتأخير، وربما مخالفة عابرة لقوانين ولوائح المدرسة.

 فصل مجهز

وأوضحت أن الفصل مجهز تقنياً بكافة الوسائل المتاحة، وقد بدأت المدرسة عرض أفلام توعوية مفيدة، واستضافة شخصيات ونماذج مؤثرة ومتخصصة في الجوانب التربوية والنفسية والاجتماعية، لافتة إلى أن برامج الفضل تبدو وقائية أكثر منها علاجية، وهي تستهدف الطالبات والأمهات على حد سواء، ربما بفعل وجود قصور أحياناً من جانب الأم، وليست الطالبة.

أما موزة العامري، معلمة اللغة العربية في المدرسة، فأكدت أن التربية أهم ما في المدرسة، والمهم هنا غرس القيم المثالية، والحفاظ على نهج المدرسة بإبقاء التربية أول الاعتبارات، مشيرة إلى أن الدين خلق، ولو أن أخلاق الإنسان حُكّمت منذ الصغر، عندئذٍ تجده مبدعاً وملتزماً ووطنياً ومخلصاً.

 رأي الطالبات

الطالبات ساندن بدورهن فكرة فصل السلوك، إذ قالت الطالبة روضة جواد: إن أكثر المشكلات في المدرسة تنحصر في الإهمال، ومن خلال هذا الفصل سيصبح حالنا أفضل بكثير. وأضافت زميلتها نورة خالد: إن الفصل الجديد مفيد لمستقبل الطالبات، فهو يضع الجميع في ميزان الإيجابية والتأثير. وأكدت زميلتها ميثاء أحمد أن سلوك طالبات أم سقيم يبدو في غاية الانضباط والالتزام..

وهذا الفصل سيعزز نهجنا إلى الأفضل. واختتمت زميلتها الطالبة شيماء قاسم: قد نلحظ أحياناً سلوكيات بحاجة إلى تعديل، مثل الإهمال وعدم التعامل مع الواجبات بجدية، أو التقصير بحق المعلمات، وهو سيكون ماضياً منسياً بالنسبة لنا جميعاً، بعد الالتزام في فصل السلوك الجديد.

أمهات ومشرفات

 بقصد ضبط الفائدة وتقنينها في فصل السلوك الجديد على الساحة التربوية، حرصت إدارة مدرسة أم سقيم على توفير 4 مشرفات مختصات في التعامل مع الطالبات، تتابع كل واحدة منهن مرحلة صفية مختلفة؛ من السادس والسابع والثامن والتاسع، بهدف البقاء دائماً في هيئة قريبة ومباشرة من التعامل مع الطالبات.

أما الأمهات، فقد أبدين حالة حماس كبيرة تجاه الفكرة، إذ عبرت كل من: موزة راشد ونورة محمد وزمزم محمد، عن رضاهن المطلق عن النهج التربوي الذي توفره المدرسة لطالباتها، مؤكدات أن فصل السلوك من شأنه أن يبقي المدرسة، البيئة الآمنة والمثالية للمعلمات والمتعلمات، وحتى الأمهات اللواتي لا يفارقن المدرسة عموماً.

Email