«قطار المعرفة».. صوت الكلمة من دبي والصدى عربياً

مترو دبي مشروعٌ تنموي يغذي قلب دبي الحركي، وقطار المعرفة مشروعٌ تنموي آخر انطلق من دبي ليبعث الروح في قلب الأمة.. مترو دبي هو الأحدث والأطول من دون سائق، وقطار المعرفة الأَوْلَى بلقب التفرد والانسياق وراء فكر مستنير.. مترو دبي نموذجٌ متكامل في الحداثة والجودة، وقطار المعرفة محرك العودة إلى المجد والأصالة والحض على الفكر والتفكير لأمة اقرأ..

مترو دبي لا يزال يزهو في حدود إمارة دبي، وقطار المعرفة سار إلى عشرات الأقطار خليجياً وعربياً.. مترو دبي أساسه التكنولوجيا، وقطار المعرفة الكتاب ثم الكتاب.. مترو دبي دخل الخدمة في التاسع من سبتمبر 2009، أما قطار المعرفة فقد كان له السبق، إذ تجاوز في سنوات عطائه خمسة عشر عاماً.. تلك حقائق من دبي، تفرض نفسها على المشهد قبل أن نبدأ.

«قطار المعرفة» العنوان الأوفى للكلمة، والاسم الأوْلَى بالمعرفة، كانت له وقفة قبل أيام في محطة الولادة والنشأة؛ دبي، وقفة تكريم وعطاء، جمعت المئات من دبي والإمارات ومن دول الخليج والمحيط العربي.. عشرات الجنسيات حلَّت ضيوفاً على قطار يتسع للملايين وأكثر، في مناسبة سنوية تتكرر منذ عقد ونصف وتستمر، والحكاية كأنها تُروى على هيئة جسد عربي واحد، فكره المعرفة وروحه القراءة وسلاحه الكتاب، وفي دبي يلتم الشمل دائماً.

«قطار المعرفة» أو الحملة الوطنية لتشجيع المطالعة محلياً وعربياً، هي وليدة فكرة أبدعتها مدرسة البحث العلمي في دبي، وواصلت في رعايتها وتطويرها عاماً بعد عام، إلى أن أمست على هذا النطاق الواسع من الشهرة والثقة من المحيط إلى الخليج العربي.

وقد احتضنت دول الخليج كافة، ودول المغرب العربي ومصر والعراق وبلاد الشام.خمسة عشر عاماً انقضت من عمر تلك المسابقة المعرفية، نتائجها قرابة نصف مليون طالب وطالبة يقرأون عشرات الملايين من الكتب، وفق آلية مبتكرة تحفز على القراءة، والفضل حتماً يرجع إلى إدارة مدرسة البحث العلمي، والقائمين على المسابقة من معلمين ومعلمات ومنسقين في الداخل والخارج، الذين يبذلون الجهد تلو الجهد ولا يتوانون يوماً في تقديم النموذج الأفضل لحفز المزيد من الطلبة نحو القراءة.

 جواز سفر

ترتكز فكرة قطار المعرفة أو «حملة المئة كتاب» كما يحلو للقائمين عليها تسميتها، على حفز الطالب لقراءة 100 كتاب على مدار العام الدراسي، بعد تسلمه من المنسقين للمسابقة داخل الدولة أو خارجها؛ خمسة جوازات سفر؛ هي: الأحمر والأخضر والأزرق والفضي والذهبي، وعلى المشارك إتمام قراءة 15 كتاباً وتلخيصها في كل من الجوازين الأحمر والأخضر، ثم قراءة 20 كتاباً .

وتلخيصها في الجواز الأزرق، قبل أن ينتقل إلى الجواز الفضي الذي يتطلب قراءة 24 كتاباً وتلخيصها، حتى يتأهل لمرحلة الجواز الذهبي فيستكمل قراءة 26 كتاباً منهياً بها قراءة وتلخيص 100 كتاب على الأقل، ليتأهل للمنافسة في المسابقة مع الآلاف من زملائه الطلبة.هذا العام؛ أكملت مسابقة قطار المعرفة عامها الخامس عشر.

وبهذه المناسبة، أقيمت فعاليات ختام وتكريم الفائزين بالمسابقة من الدولة وخارجها في ندوة الثقافة والعلوم في دبي، في حفل شامل ومهيب، جمع الطلبة الفائزين من الدولة ومن الدول العربية الأخرى، بحضور بهية الحريري وزير التربية والتعليم سابقاً، رئيس اللجنة التربوية النيابية في البرلمان اللبناني، والعلامة الدكتور زغلول النجار، مع الإشارة إلى أن المسابقة تقام سنوياً تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، وبتنظيم وتمويل مدرسة البحث العلمي في دبي.

وهذا العام أيضاً؛ حظيت المسابقة بمشاركة أكثر من خمسمائة مدرسة من داخل الدولة وخارجها، متمثلة بسبعة عشر ألف طالب وطالبة، أنهوا قراءة أكثر من مليون كتاب.أيمن الجراح نائب مدير المدرسة، أوضح أن تبني مدرسة البحث العلمي لمشروع الحملة الوطنية لتشجيع المطالعة، ينبع من إيمان مجلس إدارة مدرسة البحث العلمي ومؤسسها، بأن المساهمة في تطلعات الوزارة والمناطق التعليمية واجب وطني ملح، وبه يكون المشروع مثالاً واقعياً يحتذى به للعمل التطوعي الوطني، لذا كانت المسابقة هي الأوسع انتشاراً في دولة الإمارات وفي العالم العربي، والأكبر حجماً من حيث عدد المشاركين، والأكثر تشويقاً للمطالعة وحب المعرفة.

 الهدف الأسمى

أما ليلى الزبدة مديرة القسم العربي في المدرسة، والمشرفة المباشرة على فعاليات «قطار المعرفة»، فاعتبرت أن كل مشارك في «قطار المعرفة» يعتبر فائزاً، بحسب معايير الجائزة التي وجدت لهدف أسمى وهو إعادة الهيبة لأمة اقرأ بالقراءة؛ التي لطالما كانت أساساً لكل علو.

وأضافت: إن المسابقة التي تنتشي بسنوات من العطاء والتفرد محلياً وعربياً، تبقى في فكرتها، مشروعاً وطنياً طموحاً وسانداً لخطط الارتقاء بالمنظومة التعليمية في دولة الإمارات، محوره المنافسة البيضاء بين طلبة المدارس كافة، للارتقاء بسلم القراءة والمطالعة، ولا استثناء فيها لعمر؛ صغيراً كان أم كبيراً، طالما أن القصد منها طالب العلم، وللحديث حتماً بقية.

الأكثر مشاركة