«التربية» تحفظ مستقبل الأجيال بجملة القيم والعلــم والمعرفة

طالب المستقبل هو طالب يتمتع بمهارات المعرفة وتحليل المعلومات والمهارات التقنية، ومهارات التعلم والتفكير النقدي، ومهارات الاتصال والتواصل، والإبداع والتطلع الفكري، وقيم المواطنة الصالحة، والعمل الجماعي والقيادة، وتحمل المسؤولية المجتمعية، فهو يجمع مقومات الشخصية المتوازنة، والشخصية المسؤولة والطموحة القادرة على تحديد أهدافها والسير نحو تحقيقها.

هذا بالتحديد ما تقوله الشيخة خلود القاسمي مديرة إدارة المناهج، وتؤكد أن الوزارة حريصة على أن تكون مناهجها ومقرراتها الدراسية معززة لطالب المستقبل، وتسعى إلى تطوير المناهج بشكل مستمر، مع الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة التي تحقق المخرجات التعليمية المطلوبة.

 مكونات المناهج

وتضيف: باستقراء مكونات المناهج الحالية، نلاحظ أن التركيز قائم على مهارات التواصل، ومهارات عمليات التعلم، والمهارات الرياضية، ومهارات التفكير، ومهارات البحث، إلى جانب المهارات التقنية، والمادة المعرفية الأساسية اللازمة في كل جانب من جوانب المعرفة.

وتشير الشيخة خلود إلى أن المناهج الدراسية ليست الكتب المدرسية فقط، بل هي المنظومة التعليمية والقيمية بمكوناتها أجمع، التي تتوزع على المؤسسات المجتمعية، بما فيها المؤسسة التربوية والأسرة. ولا يمكن أن تنجح المناهج في تحقيق أهدافها دون دعم المكونات الأخرى، فهي جزء من كل متكامل.

 البيئة المثالية

وتؤكد جميلة المهيري مديرة إدارة التوجيه والرقابة على المدارس الحكومية أنه وفي ظل الثورة المعلوماتية التي نعيشها والتطور اللا مسبوق في نظريات التعلم والتعليم، أصبح إعدادنا لطالب المستقبل أمراً لابد منه.

وفي هذا الإطار، نحن نعمل على توفير البيئة المثالية المناسبة. ومن هنا جاءت حاجة الوزارة لبناء برنامج طموح غير تقليدي، لتطوير القيادات المدرسية، بهدف تحسين نوعية التعليم، والارتقاء به إلى مستوى المعايير الدولية، من خلال رفع مهارات وقدرات القيادات المدرسية، ما يمكنهم من تطوير العمليات المدرسية والممارسات في جميع الجوانب.

 جودة التعليم

وتستكمل نوال خالد مديرة الاعتماد المدرسي، الحديث عما اتخذته وزارة التربية من تدابير، وما تبنته من مشروعات وبرامج لطالب المستقبل، فتشير إلى برنامج الاعتماد المدرسي، الذي أوشكت الوزارة على الانتهاء من تعميمه على المدارس الحكومية.

والذي يستهدف في المقام الأول الطالب، الذي تستشرف به الوزارة مستقبلا أفضل للتنمية في دولتنا، وذلك من خلال الارتقاء بالبيئة المدرسية ورفع مستوى الخدمة التعليمية لأقصى درجات الجودة، وترسيخ العمل وفق أفضل الممارسات التربوية المعمول بها عالمياً.

 الرقم (واحد)

ويرى جمال بن فارس مدير إدارة التدريب والتطوير المهني، أن طالب المستقبل يجب أن يضع نصب عينيه الرقم (واحد)، فعليه أن يكون متعدد المهارات قادراً على الاعتماد على النفس، لديه القدرة على القيادة وتخطيط المستقبل الشخصي، وإدراك الحقوق الشخصية والواجبات والمسؤوليات، وقادراً على التواصل والتعاون مع الآخرين.

واحترام آرائهم وحقوقهم، ولديه القدرة على الوصول إلى المعرفة من مصادرها المختلفة، والتعلم من خلال الوسائط التقنية والمعلوماتية المتطورة، وأن يكون مطلعاً على الثقافات الأخرى، ومحافظاً على الهوية العربية وعادات مجتمعه الأصيلة وقيمها. ويستكمل: من هنا يأتي دور الإدارة في إحداث نقلة نوعية في الخدمات التدريبية التي تقدمها للمستفيدين من خدماتها.

والتي تستهدف بالدرجة الأولى تطوير أداء العاملين في الميدان التربوي، من المعلمين والموجهين ومديري المدارس، وغيرهم من أعضاء الهيئة الإدارية والتعليمية والفنية، والتركيز على البرامج والمشروعات التي لها تأثير مباشر على جودة مخرجات النظام التعليمي.

 صناعة المستقبل

وتوضح شريفة موسى مديرة إدارة الأنشطة الطلابية والمسابقات العلمية، أن رؤية الإدارة تتمثل في إعداد طالب متميز سلوكياً ومعرفياً ومهارياً قادراً على قيادة التطوير وصناعة المستقبل.

مؤكدة أن الأنشطة التربوية تعد بيئة خصبة ومحفزة للطالب، ونافذة مهمة لإثارة خياله وفكره نحو الإبداع والابتكار.وتذكر أن الأنشطة أسهمت في اكتشاف نخبة من الطلبة المبدعين في كافة العلوم والمعارف والآداب، فهي أحد أهم مرتكزات نشأة الطالب وتكوينه وإعداده للمستقبل.

مكتبة إلكترونية

طالب المستقبل يجب أن يكون واعياً وملماً بما يحدث حوله، فالعملية التعليمية تعتمد على ذكاء الطالب وتفاعله، كما يقول سعيد علي سعيد نائب مدير إدارة المكتبات ومصادر التعلم، فتأهيل طالب المستقبل يعتمد على التحول نحو مجتمع المعلومات، من مصادر معلومات ومعارف متنوعة في مختلف المجالات، مع سهولة الوصول إليها بفاعلية. لذلك تعاونت الوزارة مع «اتصالات» لإنشاء مكتبة إلكترونية تربوية ضمن مشروع «أيادي»، بقصد توفير مصادر تعلم إثرائية ومتنوعة تغطي العديد من المجالات الموضوعية، وتلبية احتياجات الطالب العلمية والمعرفية، لافتاً إلى وجود مختبرات علمية معدة بتجهيزاتها الحديثة ومكوناتها التقنية، لدعم طلاب المستقبل.

الأكثر مشاركة