«السدو» إحياء للتراث وتعزيز للترابط الاجتماعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في شهر رمضان المبارك، تجتمع كبار المواطنات بعد صلاة الظهر للقيام بحرفة تقليدية تعرف بصناعة «السدو»، هذا النشاط يجمع الجيران والأصدقاء معاً للتسلية وتصنيع أعمال يدوية يمكن استخدامها في المنزل، وهو من أبرز الأعمال اليدوية التقليدية في الإمارات، حيث تجلس النساء في دوائر صغيرة، ويعتبر هذا النشاط فرصة للتواصل الاجتماعي والتعبير عن الهوية الثقافية والتراثية للإمارات.

وتعد حرفة «السدو» من الحرف التقليدية الشهيرة في الإمارات، حيث يستخدم في صناعة الخيام والسجاد والوسائد وزينة رحال الإبل، ويتميز «السدو» بألوانه المختلفة التي تتنوع بين الأسود والأبيض والبني والبيج والأحمر، ويغزل على النول، وهو آلة الحياكة المصنوعة من النخيل أو خشب العناب، إلى جانب الخيوط يدخل «سعف النخيل»، في صناعة العديد من المنتجات مثل السلال والسرود والمكبة، وهذه المنتجات لا تعبر فقط عن الإبداع اليدوي، ولكنها تحمل أيضاً قيمة ثقافية كبيرة في المجتمع الإماراتي.

واعتبرت المواطنة فاطمة محمد، حرفة «السدو» جزءاً من التراث الإماراتي القديم، وتحتفظ به النساء الكبيرات لنقله إلى الأجيال الصاعدة، موضحة أنه ليس مجرد نشاط يدوي، بل هو تجربة اجتماعية تعزز الترابط المجتمعي، وتعكس قيم العمل الجماعي والتعاون.

وقالت: يزداد التجمع اليومي لكبار المواطنات خلال شهر رمضان خلال فترة الصباح لممارسة تلك الحرفة التي تجسد تجربة فريدة من نوعها تمزج بين الترفيه والتعلم والتراث، وتعكس الروح النابضة بالحياة والثقافة الغنية للإمارات وشغف شعبها في الحفاظ على تراثه التقليدي القيم.

وأوضحت أن استمرار تقليد صناعة السدو في رمضان، يسهم في نقل المعرفة والمهارات إلى الأجيال القادمة، ويشكل مثالاً على الاحتفاء بالتراث الإماراتي وتعزيز الترابط الاجتماعي، كما أن استمرار كبار المواطنات في تجمعهن اليومي لصنع السدو يعزز الوعي بالثقافة التقليدية، ويحافظ على تراث الإمارات الغني والمتنوع.

وذكرت أن ممارسة تلك الحرفة تعزز روح العطاء والمشاركة والفخر للنساء الإماراتيات بتراثهن الثقافي، وتمنحهن فرصة للتعبير عن إبداعهن والاستمتاع بوقتهن في أجواء مليئة بالمحبة والترابط الاجتماعي.

Email