«الثريد الإماراتي» يزين مائدة رمضان

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في شهر رمضان، يتجدد الحنين إلى التقاليد والعادات الأصيلة التي تعكس ثقافة الدولة وعادات شعبها خاصة حين يأتي الموضوع لوضع مائدة الطعام، بين هذه التقاليد تحضير وتناول طبق «الثريد»، الذي يعد من الأطباق الرئيسية على مائدة الإفطار والسحور في الإمارات ومنطقة الخليج بأسرها. «الثريد» طبقٌ عريق تمتد جذوره إلى عمق التاريخ العربي، ويعد رمزاً للكرم والجود عند العرب، حيث ارتبط اسمه بالبركة والخير.

ويُعد الثريد طبقاً متواضعاً يتكون من فتات الخبز والمرق، ولكنه يحمل في طياته قصصاً وذكريات تتوارثها الأجيال.

تستذكر الوالدة عائشة راشد ذكريات «رمضان لول»، حيث كانت الأسر تجهز خبز الرقاق بالكميات قبل شهر رمضان بشهر وتخزنه لصنع «الثريد» ليتم تناوله على المائدة ومشاركته مع القريب والبعيد طوال شهر رمضان، وفي حديثها تحكي عن حياة الماضي البسيطة، حيث كان يصعب توفير الطحين دائماً، فيلجأ الناس لطحن حبوب الهريس بواسطة «الرّحى»، وهي أداة ثقيلة مصنوعة من الحجر تستخدم في طحن الحبوب لصناعة الطحين، الذي يستخدم في عجن وخبز «الرقاق».

وأضافت الوالدة عائشة، تتنوع مكونات «الثريد» بحسب ذوق الأسر وإمكانياتهم، فمنهم من يعده بالمرق فقط، ومنهم من يضيف الخضار أو الدجاج أو اللحم.

وأكدت أنه نظراً لكثرة انتشار هذا الطبق في مختلف مناطق الإمارات والخليج، زاد الجدل حول اختلاف اسمه، فبعضهم يدعوه الثريد والبعض الآخر فريد وذلك لاختلاف اللهجات وتنوعها حسب كل منطقة، لكن في النهاية، يبقى الطبق ذاته، طبقاً يجمع الناس على مائدة واحدة، يشاركون فيه الذكريات والبركات.

أصالة

يُعتبر الثريد أو الفريد جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية الإماراتية، وهو يمثل الأصالة والتراث الذي يُعتز به، وفي شهر رمضان، يكتسب هذا الطبق أهمية خاصة، حيث يُعد من الضروريات التي تضفي على الشهر الفضيل نكهة خاصة ومعاني عميقة تتجاوز مجرد الطعام إلى ما هو أبعد، إلى روحانية الشهر وجوهره الذي يُعلي من قيم التكافل والمشاركة.

وفي كل عام، يتجدد الالتزام بتقديم الثريد على موائد الإفطار والسحور، معززاً الروابط الأسرية والاجتماعية، ومحيياً التراث الغني الذي يشكل جزءاً من النسيج الثقافي للإمارات والمنطقة بأكملها. وبذلك، يظل الثريد أو الفريد، بمكوناته المتواضعة ومعانيه العميقة، رمزاً حياً للتاريخ والحضارة والقيم التي تعتبر جوهر الحياة الإماراتية.

Email