عادات أصيلة

«صينية الجيران».. ترابط وألفة وتراحم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حركة نشطة قبل الإفطار، وأيادٍ تحمل صينية وضعت فيها أنواع من أطباق الطعام الشهي، في صورة تعبر عن التواصل والتراحم بين الجيران، ليعلو فيها صوت جرس الباب مع طرقات سريعة قبل غروب الشمس قبيل أذان المغرب، لتنبيه أهل البيت بوجود زائر على الباب، حاملاً معه «صينية الجيران»، وعليها أطباق رمضانية، في منظر لا نشاهده سوى في هذا الشهر الكريم، لعادات تعبّر عن الترابط والألفة بين الناس.

تقول فاطمة المغني خبيرة في التراث الشعبي الإماراتي: إن تبادل الأطباق عادة من عادات شهر رمضان الكريم، تفوح منها مشاعر الود والحب وحسن الجيرة، ويستشعر فيها أهالي الفريج الواحد روح العائلة الواحدة، تلك اللقمة الهنية، التي تعدها ربة البيت بكل حب لأهل بيتها على مائدة الإفطار، ولا تنسى إرسال حصة منها لجيرانها.

وتضيف: أطباق تلك اللقمة تختلف من منزل لآخر، وتتنوع ما بين اللقيمات والأرز وخبز الرقاق والتمر والحليب، يحملها أبناء وبنات الحي على الصينية، يوزعون تلك الأطباق على الجيران.

وتشير المغني إلى أن تلك الأطباق كانت مميزة، رغم بساطتها، ووضع في أسفلها علامة ما بين دائرة أو إشارة «إكس»، أو «مربع»، لتعرّف عن كل عائلة في الحي كالعنوان، ولكي يكون من السهل معرفة أصحاب هذا الطبق، فعند إرجاعه يجب ألا يكون خالياً، حيث يوضع بداخله ما تيسر من الموجود من الطعام، وهي عادة تؤكد على الكرم المعروف لدى العرب.

وترى المغني أن عادة توزيع أطباق الطعام في رمضان على الجيران، ما زالت موجودة، بالرغم من التطورات العصرية.

وإنما اختلفت عن السابق كثيراً، لتصبح أكثر كلفة عن ذي قبل، واصفة ذلك التقليد الجميل، بأنه كان أكثر بساطة بحكم الحياة الماضية، وأنه في ظل تطورات الحياة، بات تبادل الطعام عادة تعكس المودة والاحترام المتبادل بين الجيران، إذ يحرص كل جار على أن يذوق جاره من الطعام الذي أعدوه على الإفطار.

 

Email