ذكريات «دكة الفريج».. روح رمضان في الماضي الإماراتي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في زمانٍ مضى، حيث الذكريات تتنفس عبق الماضي الجميل، كانت «دكة الفريج» المنطقة التي يجلس فيها أهالي الفريج من الرجال غالباً في المساء، وتشكل قلب الحياة الاجتماعية في رمضان، تجمع رجال الفريج بعد الإفطار، تحت ضوء القمر، ليشاركوا قصصاً من أيام لا تُنسى، حيث كانت البساطة تعانق الروح الجماعية.

يحكي لنا صالح الزعابي، أحد أعمدة تلك الجلسات، عن تلك الأيام التي كانت تمتلئ بالحياة والألفة: «كانت دكة الفريج تعبق برائحة القهوة العربية والبخور، وتتردد فيها أصداء الضحكات والأحاديث. نجتمع هناك، نحن الرجال والأطفال، لنتبادل الأخبار ونشارك القصص والحكايات، كانت الألعاب التقليدية مثل الطاولة والنرد، والورقة، والكيرم تضفي جواً من المرح، وكانت الضيافة تقدم بكرم، حيث لا تخلو الجلسة من التمر والقهوة التي تُقدم لكل زائر».

ويتابع صالح: في تلك الليالي، كانت الألعاب الشعبية تحظى بشعبية كبيرة، حيث يتحدى الشباب بعضهم البعض في لعبة الكيرم، وتُسمع أصوات القروش وهي تصطدم ببعضها البعض، وكل لاعب يأمل أن يكون الفائز بأكبر عدد من النقاط. ولا ننسى لعبة الهاند والحكم، حيث تستخدم الذكاء والمهارة للفوز بالأكلات، كانت «دكة الفريج» أكثر من مجرد مكان للتجمع، بل كانت تعكس البُعد الاجتماعي والثقافي لمجتمعنا، كانت تجسد التكافل الاجتماعي، كانت تلك الأيام تحمل في طياتها الكثير من الدروس والقيم التي ما زلنا نحتفظ بها حتى اليوم.

تلك كانت ذكريات صالح الزعابي، التي تعطينا لمحة عن جمال الحياة الاجتماعية في دكات الفريج خلال شهر رمضان في الماضي، حيث كانت تلك الجلسات تُعبر عن الأصالة والترابط الاجتماعي الذي يُميز الثقافة الإماراتية.

واليوم، تُعد دكة الفريج وما تمثله من عادات جميلة في الثقافة الإماراتية نقطة البداية للمجالس الشبابية المعاصرة، فهي تحمل في طياتها الروح الأصيلة للمجتمع الإماراتي، حيث تُواصل الألعاب التقليدية مثل الورقة والطاولة والكيرم، وكذلك الأحاديث والقصص، إثراء التجمعات الاجتماعية حتى يومنا هذا.

Email