القهوة على الحطب.. ضيافة أهل الجبال بعد الإفطار

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل صلاة العصر، يشم سكان المناطق الجبلية رائحة دخان الحطب المشتعل لتذكيرهم بتحضير القهوة الإماراتية المعروفة بنكهتها المميزة والمدخنة والتي تكون عنوان الضيافة بعد صلاة المغرب.

ويؤكد عبد الله الظهوري، أحد سكان جبال مدينة رأس الخيمة، والشهير بتحضير القهوة على الحطب، أن القهوة العربية جزء لا يتجزأ من العادات والتقاليد الإماراتية، وتحظى بأهمية خاصة خلال شهر رمضان الكريم، حيث تعتبر عنوان الضيافة بعد صلاة المغرب، وتعكس طريقة تحضيرها التقليدية جوهر الثقافة المحلية والتواصل الاجتماعي حيث تجتمع العائلة والأصدقاء حول «الكوار» لمشاركة لحظات الانسجام والترابط، والتمتع بنكهة القهوة العربية الأصيلة في أجواء من الدفء والتآلف.

وأوضح الظهوري أن هذه القهوة تحضر بعناية بعد صلاة العصر في شهر رمضان المبارك لتكون جاهزة لمشاركة أهل الحي جلساتهم بعد المغرب، حيث يمتزج الهواء بروائح القهوة الفواحة، إيذاناً باقتراب موعد الإفطار، وتتناغم هذه الروائح مع الانتظار المشوق لمشاركة هذه اللحظات مع الأهل والأصدقاء، فالقهوة العربية أكثر من مجرد مشروب، حيث تجسد تجربة ثقافية وروحانية، تعكس القيم العميقة والروح الاجتماعية الدافئة التي تميز الحياة الإماراتية.

تراث

وأوضح أن النار يتم إشعالها من حطب الصمد والمزي والسدر، وهي أبرز أنواع الحطب المستخدمة في إشعال النار ضمن التراث الإماراتي لصنع القهوة العربية، بسبب جودتها وانتشارها في البيئة المحلية، وتتميز هذه الأنواع من الأخشاب بقوة احتراقها، مما يسهم في تحقيق درجة حرارة مثالية لطهي وتحضير القهوة، كما تتوفر هذه الأخشاب بشكل واسع في الدولة، مما يجعلها الخيار الأمثل للاستخدام في عملية تحضير القهوة، وتعكس بذلك الروح الأصيلة للتراث في فن صناعة هذا المشروب الأصيل، وتعبر هذه الرائحة الفواحة عن السحر الخاص بشهر الصيام والصلاة، وتضيف لمسة من الدفء والراحة إلى الأجواء الرمضانية.

 

Email