عبد المحمود أبو: الأديان جميعها جاءت لحماية كرامة الإنسان

الدين جاء لكرامة الإنسان، ولذلك جاء الإسلام مشتملاً على قيم التسامح وقيم العدل وقيم كرامة الإنسان والحرية، قال تعالى «ولقد كرمنا بني آدم» هذا التكريم لكل بني آدم بغض النظر عن عقائدهم وألوانهم أو اتجاهاتهم.

«الدين الذي أنزله الله تعالى واحد منذ أن قرر الله أن يوجد خليفة في الأرض»، بهذه العبارة استهل الشيخ الدكتور عبد المحمود أبو إبراهيم عبد المحمود الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار.. إمام وخطيب مسجد الهجرة بأم درمان حديثه لـ«البيان» حول قيم التسامح والتعايش السلام في الأديان السماوية، إذ يشير إلى أنه ومن خلق آدم وهو في عالم الذر، أشهد الله كل المخلوقات في عالم الملكوت، وهذه هي الأمانة التي تحملها الإنسان، بعد أن برز الإنسان للوجود منهم من حافظ على هذه الأمانة وآمن بالله وسار على هذا الدرب، ومنهم من أنكر، وهذا شيء طبيعي لأن الله خلق الناس أحراراً وميزهم بالحرية وبالاختيار لكي يكون الحساب يوم القيامة عادلاً.

ويؤكد الدكتور عبد المحمود أن الأديان الذي أنزلها الله تتفق في أصولها، وجميعها يدعو إلى توحيد الله والعدل بين الناس والإيمان بالبعث والجزاء الأخروي، فالدين واحد والشرائع مختلفة، ويلفت إلى أن الدين جاء لكرامة الإنسان، ولذلك الإسلام باعتباره كلمة الله الأخيرة للناس جاء مشتملاً على قيم التسامح وقيم العدل وقيم كرامة الإنسان والحرية، قال تعالى «ولقد كرمنا بني آدم» هذا التكريم لكل بني آدم بغض النظر عن عقائدهم وألوانهم أو اتجاهاتهم، الكرامة هذه تؤكد أن الإنسان هذا عنده قيمة.

أسس التسامح

ويؤكد الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار أن أسس التسامح التي أقرها الإسلام تتمثل في كرامة الإنسان، وفي الحرية لكل الناس، وتتمثل في عدم الإكراه وهذا الدين لا يفرض بالإكراه وإنما بالاقتناع، وتتمثل في العدل لجميع الناس وعدم الإساءة للناس، وعدم الاستخفاف.

ويضيف «الدين الإسلامي والدين بصفة عامة يدعو إلى التسامح واحترام كرامة الإنسان وأن يعيش الناس مع بعضهم بالعدل، لأن الكثير من الناس يحاول أن يحاسب الناس على عقائدهم في الدنيا وهذا خطأ، هذه الأمور تركها الله لذاته العلية ليحاسب الناس عليها، نحن مطالبون بتقديم نموذج للتعايش الذي يقوم على الإحسان والكرامة الإنسانية».

وحذر أبو، من خطورة التفسيرات المضللة للأديان التي فرخت الإرهاب والتطرف الديني، مشيراً إلى أن المقصد من خلق الناس هو للأمن والسلام والاستقرار، وليقيموا نموذجاً في الأرض، فالإرهاب قتل للنفس بغير حق، وهناك آيات كثيرة ومقاصد كثيرة تنفي هذا، وأضاف «الرسول صلى الله عليه وسلم وقف عند الكعبة وقبّلها وقال لها ما أطيبك وأطيب ريحك، وما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفسي بيده لحرمة المؤمن عند الله أشد حرمة منك»، وبالتالي الإرهاب والإساءة للبشر والقتل كل هذه الممارسات التي تتم باسم كلمة الله هي تخص أصحابها ولا تخص الدين وهي خاطئة.

وأكد أن تجارب نظم الحكم التي قامت في الكثير من البلدان الإسلامية طبقت نقيض ما يأمر به الدين الذي يأمر بوحدة الكلمة وصيانة كرامة الإنسان، ويأمر بحفظ حرية الناس والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع الناس، وأنت تأتي باسم كلمة الله وتمارس عكس ذلك، هذا يناقض ما جاء الدين لأجله، ولفت إلى أن الحياة كلها قائمة على التنوع والتعددية، التوحيد فقط في الذات الإلهية، لكن ما عدا ذلك فالحياة قائمة على التنوع الذي يكون في شكل الخلق ومظاهر الحياة والاعتقاد وفي الفكر وفي كل شيء، وأضاف «التنوع إرادة إلهية وواقع إنساني اجتماعي كوني وضرورة اجتماعية فلو خلق الله الناس على نمط وفهم واحد لتعطلت الحياة».