القس باخوموف: سيدنا إبراهيم يجمعنا

لعبت دولة الإمارات في مبادرتها الإنسانية للتقريب بين الأديان السماوية، دوراً رئيسياً في توحيد ورثة سيدنا إبراهيم عليه السلام، كمثال يحتذى في الإيمان ومواجهة التطرف. ولعبت نخبة مؤثرة ومتسامحة من رجال الدين المسلمين والمسيحيين واليهود، دورها في نشر قيم تقبل الآخر، الأمر الذي يسهم في تخفيف حدة الصراعات في العالم.

شدد القس الروسي ورئيس منتدى الحوار من أجل السلام، دميتري باخوموف، على أهمية الحوار بين ممثلي كلفة الأديان، معتبراً أن لرجال الدين دوراً أساسياً في تعزيز قيم التسامح، والانفتاح على الثقافات والشعوب ومحاربة مظاهر التطرف والكراهية ونزعات الكراهية.

وقال في تصريح لـ«البيان»، إن الحوار بين ممثلي الديانات الإبراهيمية ساهم إلى حد كبير في الحد من نزعات التعصب والتشدد، معتبراً أن المسيحيين والمسلمين واليهود يمثلون أسرة واحدة، واصفاً إياهم بالأخوة والأخوات.

وتابع: «نحن جميعاً ورثة سيدنا إبراهيم، وأب جميع المؤمنين من أتباع الديانات السماوية، والمثال الذي يحتذى به في الإيمان»، وأن على رجال الدين «تحمل مسؤولية نشر مفردات الأخوة والتسامح والانفتاح والتعايش بين شعوب الأرض، ما لأهمية هذا الدور في وضع حد لأفكار التطرف والتمييز القائم على الدين ولون البشرة والعرق».

وتطرق رجل الدين الروسي إلى المبادرة التي طرحتها دولة الإمارات في العام 2019 ليكون عاماً للتسامح، وتعميق قيم الانفتاح على الثقافات وبين الشعوب، مشيراً إلى انتقال هذه الفكرة إلى بلدان أخرى في العالم العربي وما وراء حدوده، وكيف أنها شكلت دافعاً لتعزيز فلسفة التعايش وضبط الاختلافات، وتعزيز خطاب التسامح والتقارب بين الحضارات.

 

وكنتيجة لذلك، أعاد باخوموف إلى الأذهان، كيف أن قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى جانب رجال الدين المسلمين واليهود، أقام الصلوات من أجل السلام في جميع أنحاء العالم، وبين المسيحيين والمسلمين واليهود، وبقية أبناء البشر من ممثلي مختلف الديانات، والأثر الطيب الذي تركته هذه الفعالية المشتركة على خلق أجواء جديدة في التواصل بين الناس والتقريب بينهم.

وختم بالتأكيد على أن الواجب الديني يتطلب تأييد أي توجه من شأنه التقريب بين أصحاب الديانات والمذاهب المختلفة، وأن المسيحيين وأتباع الديانات الأخرى في روسيا وبلدان الاتحاد السوفياتي السابق يؤيدون ويدعمون كل المبادرات والأنشطة التي تهدف إلى ذلك.