نموذج وطني للبيوت الذكية وأحياء بلا نفايات في أبوظبي

ترتبط الخطة المئوية البيئية 2071 التي تقودها هيئة البيئة بأبوظبي بالتعاون مع شركائها ضمن محور «اقتصاد دائري نحو صفر نفايات»، بتعزيز الجهود في إدارة النفايات والأنماط المستدامة من خلال مشاريع مستقبلية تقوم على ابتكار أحياء ومبانٍ مجهزة بالشبكات والتكنولوجيا اللازمة لتوليد الطاقة المتجددة ومنخفضة الكربون.

وتحويل الخطوات إلى طاقة، وتطبيق معايير خضراء، ونموذج إماراتي للبيوت الذكية الصديقة للبيئة التي يتم تصميمها وبناؤها بمراعاة الطبيعة ومن مواد قابلة لإعادة التدوير، وتجهيزها بالتكنولوجيا التي تضمن إعادة التدوير المنزلي وفصل ونقل النفايات الذكي، وتحقق الاكتفاء الذاتي من الزراعة والاستقلال في إنتاج الطاقة.

ويأتي ذلك في إطار سعي إمارة أبوظبي لرسم خارطة مستدامة ووضع الأسس لرحلة الخمسين عاماً المقبلة، لتكون الإمارة الأفضل عالمياً في الحفاظ على البيئة، وتعزيز مكانتها في المجال البيئي، وفق رؤية حكومية وتضافر مؤسسي بناء وملهم.

كما تشتمل المشاريع المستقبلية على تعزيز إدارة النفايات من خلال تبني تكنولوجيا وبرامج وتسخير الإبداع لاستخدام نظام متقدم وبنية تحتية مبتكرة لأتمتة فصل النفايات وتوجيهها باستخدام الذكاء الاصطناعي لمحطات التدوير أو التصنيع المناسبة.

واستخدام منظومة ذكية تتضمن التكنولوجيا الفضائية العالية الدقة لتحديد النفايات في البيئات البحرية والبرية والجوية، عطفاً على تعيين أسطول روبوتات للتنظيف الفوري لضمان مدينة خالية من النفايات، ومحطات تحويل النفايات إلى طاقة ذات سعة هائلة تتعدد استخداماتها لتوليد الكهرباء والتبريد وتشغيل مختلف الأنشطة الصناعية وإنتاج الهيدروجين وغيرها من الاستخدامات.

تحفيز

ويعتبر الفكر الدائري المتمثل في وقف ممارسات الإنتاج والاستهلاك ذات الاتجاه الواحد، أحد أهم المشاريع المستقبلية لمحور «اقتصاد دائري نحو صفر نفايات»، من خلال تطبيق ودعم ممارسات الاقتصاد الدائري والابتكار البيئي في الأعمال والاستثمار والصناعة ورفع المعرفة لدى المستثمرين ورواد الأعمال والمنتجين بمردوده الإيجابي، وبكيفية تصميم وصنع واستخدام المواد والمنتجات والنفايات .

ضمن حلقة مغلقة، وتحفيز السلوك الإيجابي لدى الأفراد والمؤسسات لضمان الاستفادة القصوى من النفايات والمواد من خلال إعادة التدوير الذاتي، وتوليد الطاقة التشغيلية من النفايات بالاعتماد على تقنيات وأنظمة متطورة.

تغيير

ويضاف إلى ذلك تحقيق مبادئ الاقتصاد الدائري للحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال وضع إطار لإحداث تغييرات جوهرية في أنماط الاستخدام للتحول إلى المواد ذات المردود الاقتصادي والبيئي كالتي تنتج الطاقة مثل الغاز الحيوي وغاز الميثان.

ومتطلبات تقليل المواد المستخدمة في الإنتاج واستخدام مواد طويلة الأمد وقابلة لإعادة التدوير، والاستيراد بطريقة دائرية عبر استبدال المواد المحدودة بمواد مستدامة، ودمج أسس التصميم الإبداعي المستدام في ممارسات الإنتاج والتصنيع لدعم بقاء المواد ضمن حلقة مغلقة.

ابتكار

كما تتضمن الخطط المستقبلية ابتكار سـوق للمـواد والمنتجـات والخدمـات والصناعـات التـي تحقـق الفاعلية البيئية والاقتصاديـة والاستفادة القصـوى مـن المـوارد، مبنـي علـى البحـوث والتحليلات، والشـراكات بيـن القطاعـات الحكوميـة والخاصـة والأكاديمية.

وخلـق النماذج الدائرية الإبداعيـة، ووضـع السياسات والمعاييـر المسـتدامة، ودمـج المفاهيـم والممارسـات، وتحفيـز البيئات الجاذبـة لاسـتثمارات والأعمـال والصناعـات والابتـكارات، وقنـوات تبـادل معرفـي عالمـي، وخبرات وطنية تضمن الحفاظ على نماذج دائرية متجددة ومتطورة.