«مدينة إكسبو دبي».. نموذج رائد لبيئة حضرية مستدامة

عززت دولة الإمارات مفاهيم الاستدامة لتجعل منها ثقافة مجتمعية تحظى بدعم القيادة الرشيدة، لا سيما مع تمديد مبادرة «عام الاستدامة» لتشمل عام 2024 بهدف البناء على ما تحقق من نجاح خلال العام الماضي 2023، وتتوافق هذه المفاهيم مع روح وجوهر الشهر الفضيل الذي يدعو إلى تجنب الإسراف، كما أكدته مبادئ الدين الإسلامي الحنيف التي عززت أسس الاقتصاد في استثمار الموارد والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

دبي - وائل نعيم

تعدّ مدينة إكسبو دبي نموذجاً رائداً لبيئة حضرية مستدامة، تحتضن ممارسات مدفوعة بالابتكار، وتراعي في صميمها الإنسان، وتشكل الاستدامة جزءاً لا يتجزأ من الأنشطة التي تحتضنها وتنظمها المدينة.

وتشارك المدينة مجتمعها، الذي يضم المستأجرين والزوار والموظّفين ومجموعات مدرسية وشباب وشركاء، في عملية تنمية وتعزيز المسؤولية التي تقع على عاتق كل شخص لتحقيق حياة مُستدامة، حيث تراعي مدينة إكسبو دبي المسؤولية البيئية والمجتمعية في مختلف عمليات المدينة وفعالياتها.

أهداف

وحرصت مدينة إكسبو دبي على تشجيع إجراءات خفض انبعاثات الكربون الناتج عن العمليات التشغيلية، ووضعت من أجل تحقيق هذه الغاية أهدافاً قصيرة ومتوسطة المدى، بغية تحقيقها في الفترة من عام 2030 إلى 2040، وذلك كجزءٍ من خطتها لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. وكمركز ضمن المخطط الحضري الرئيس لمدينة دبي لعام 2040، ومجتمع متنامٍ يدرك تأثيرات انبعاثات الكربون في تطور المدينة.

وتسهم مدينة إكسبو دبي في المبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات، والهادفة إلى تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وتحقيق الأهداف العالمية المتعلّقة بالمناخ، وفي هذا السياق، تم وضع أهداف منفصلة مرحلية وطويلة الأجل لتقليل انبعاثات الكربون الناتج عن البيئة العمرانية، كالانبعاثات الناتجة عن عمليات مواد البناء، حيث تمكنت خارطة طريق إزالة الكربون في المدينة، من تقديم نموذج معياري جديد للمراكز الحضرية المتنامية، وتتولى المدينة تنفيذ برامج ومبادرات تعمل على تقليل أو إزالة انبعاثات الغازات الدفيئة، عبر مختلف مراحل سلسلة القيمة. وتعمل مع الأطراف المعنية الرئيسة والمجتمع المحلي، لتشكيل نموذج لحياة حضرية مُستدامة، مصممة بالكامل لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.

ريادة

ويلبي تصميم مدينة إكسبو معايير الريادة في الطاقة والتصميم البيئي، عبر تحديد مؤشّرات الأداء الرئيسة للمساحات المخصّصة لأولويات هذه المنطقة بالتحديد، مثل: زيادة الحدّ الأدنى للأداء، في ما يتعلّق بترشيد استخدام المياه والطاقة. كما تدعم استراتيجيات التصميم المعتمدة على الموارد الطبيعية، تحقيق مؤشرات الأداء الرئيسة، إذ يمثل «تيرا» جناح الاستدامة مثالاً على أفضل الممارسات المُستدامة المعمول بها، ويحقق تصميم الجناح اكتفاءً ذاتياً من الطاقة والمياه، وهو حاصل على التصنيف البلاتيني في برنامج الريادة في الطاقة والتصميم البيئي «LEED».

وتعد المبادئ الـ 10 للاقتصاد الدائري أساسية لممارسات الاستدامة في مدينة إكسبو، بدءاً من التوريد المسؤول الذي يقلّل من نفايات الإنتاج، كاستخدام المواد المُعاد تدويرها والقابلة لإعادة التدوير والتصميم، مع مراعاة إعادة الاستخدام وإعادة التوجيه، ووصولاً إلى الخروج بحلول مبتكرة لمعالجة النفايات.

وحصدت مدينة إكسبو تكريماً دولياً، نتيجة لاتباعها أفضل الممارسات في تصميم المباني المُستدامة، إذ حصل 123 مبنى في المدينة على شهادة الريادة في الطاقة والتصميم البيئي، منها 7 مبانٍ حصلت على التصنيف البلاتيني، و105 مبانٍ حصلت على التصنيف الذهبي. وتضم المدينة كذلك 8 مشاريع بنية تحتية حاصلة على شهادة «برايم للتميز».