استدامة

مدينة دبي المستدامة مجتمع متكامل صديق للبيئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعدّ المدينة المستدامة في دبي مجتمعاً متكاملاً صديقاً للبيئة، نظراً لما توفره من مزايا بيئية، تعزز جوانب الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، لتقدم لقاطنيها حياة صحية مستدامة منخفضة الانبعاثات الكربونية.

وتشكل نموذجاً لمفهوم الاستدامة واستشراف مدن المستقبل. وتم تطوير المدينة في «دبي لاند»، وتضم مجموعة من المبادرات لضمان الحفاظ على الموارد، بما في ذلك تصميم المنازل لضمان كفاءة استهلاك الطاقة، واستخدام مواد البناء الصديقة للبيئة، بما يدعم ريادة الدولة في تحقيق الحياد المناخي.

طاقة نظيفة

وتعتمد المساكن في المدنية، على ما تنتجه من الطاقة النظيفة، كما يتم اتباع نهج متكامل لمعالجة مياه الصرف الصحي والنفايات المنزلية واستخدام مواد التنظيف العضوية والمنتجات الخضراء، ويحيط بالمشروع حزام أخضر يبلغ عرضه 30 متراً، مشكلاً موئلاً بيئياً مهماً للطيور والزواحف، يساعد في تقليل تلوث الهواء والضوضاء، ويشجع تصميم المدينة على المشي وركوب الدراجات والاعتماد على العربات الكهربائية الصديقة للبيئة.

مرافق خضراء

وتمتد المدينة المستدامة على مساحة 5 ملايين قدم مربع، وثمة مجموعة متكاملة من الخدمات والمرافق السكنية الخضراء الصديقة للبيئة توفرها المدينة، وتجسد مفهوم العيش المستدام، وتستخدم جميع المساكن في المدينة، الطاقة النظيفة التي يتم إنتاجها من الألواح الشمسية، حيث تم تركيبها على واجهات وأسطح الفلل والمباني ومواقف السيارات والتي نجحت بشكل كامل في توليد الطاقة حسب احتياجات القاطنين فيها.

وتتميز المدينة بمجموعة من مزايا التصميم الفعال، والتي تتضمن استخدام مواد البناء الصديقة للبيئة والعازلة للحرارة والطلاء العاكس للأشعة فوق البنفسجية ومكيفات الهواء الموفرة للطاقة والإضاءة التي تعمل بنظام «الليد»، ونظام السخانات الشمسية لإنتاج المياه الساخنة، حيث تقلل المدينة المستدامة من معدل البصمة الكربونية للفرد بنسبة 75%، مقارنة بالمساكن التقليدية.

وتشمل استراتيجية المياه في المدينة المستدامة، أجهزة ومعدات لتوفير المياه ومعالجتها وإعادة استخدامها في ري المساحات الخضراء، كما تعتمد المدينة طريقة فرز النفايات بنسبة 100% من المصدر.

وتتوفر صناديق فرز النفايات داخل المنازل وعند كل مجموعة سكنية لتشجيع السكان على الفرز من المصدر، وتعمل المركبات الكهربائية على جمع النفايات ونقلها لإعادة تدويرها وتداولها، حيث يتم تحويل النفايات الخضراء إلى سماد وتستخدم في تنسيق الحدائق العامة، فيما يتم جمع أنواع النفايات الأخرى ومعالجتها بشكل منفصل.

تنوع بيئي

وتحرص المدينة على الالتزام بتعزيز التنوع البيئي، وتفادي أو الحد من استخدام المواد الكيميائية السامة في مكافحة الآفات والأعشاب الضارة. وتستخدم المدينة تقنيات استشعار متطورة قادرة على الكشف عن عدوى سوسة النخل الحمراء ومكافحتها، ويسهم تقليل الاعتماد على المواد الكيميائية في حماية تجمعات النحل والفراشات وغيرها من حشرات التلقيح.

وبهدف رصد التنوع البيولوجي في المدينة المستدامة، تم إطلاق برنامج تقييم التنوع البيولوجي على نطاق المجمع السكني، من خلال نشر معدات رصد مخصصة لقياس أثر البيئة الحضرية على التنوع البيولوجي وصحة المنظومة البيئية.

عززت دولة الإمارات مفاهيم الاستدامة لتجعل منها ثقافة مجتمعية تحظى بدعم القيادة الرشيدة، لا سيما مع تمديد مبادرة «عام الاستدامة» لتشمل عام 2024، بهدف البناء على ما تحقق من نجاح خلال العام الماضي، وتتوافق هذه المفاهيم مع روح وجوهر الشهر الفضيل الذي يدعو إلى تجنب الإسراف، كما أكدته مبادئ الدين الإسلامي الحنيف التي عززت أسس الاقتصاد في استثمار الموارد والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

 

Email