علي العاصي.. أهل الإمارات متمسكون بالعادات الأصيلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بشغف كبير مفعم بالحنين يتحدث علي العاصي عن روحانيات الشهر الكريم والعادات الرمضانية المألوفة.

فأهل الدار بحسب علي العاصي متمسكون بعاداتهم وتقاليدهم الجميلة خلال الشهر الفضيل والتي نلمسها في أيامه ولياليه، حيث التجمع في مكان واحد وجلوس الأسرة الواحدة مع السمر والسوالف والاستذكار للدروس الدينية، هذه الأمور في مجملها تعطي النفس الصفاء والنقاء والاستشعار بمعاني الشهر المبارك وأيامه الجميلة.

تكافل

وقال علي العاصي، إن رمضان سابقاً في الإمارات كان بسيطاً، مليئاً كما اليوم بالطاعة والعبادة والتواد وصلة الأرحام، ولكن كانت هناك مشقة ومعاناة بسبب حرارة الصيف وعدم توفر وسائل الراحة .

كما اليوم. ويضيف علي العاصي، رغم الظروف الصعبة ولكن رمضان كان يجمعنا كأسر متحابة في الأحياء ونتواد ونتواصل ونتكافل بروح إيمانية.

ولكن تغيرت الحياة وصار التمدن والتباعد أكثر، فاختفت بعض الطقوس الاجتماعية المحلية، ولذلك يجب استرجاعها وإحياؤها بين جيل الشباب وتعريفهم بقيمة التراث والتقاليد في تكريس الهوية الإماراتية.

وذلك من خلال بث رسائل اجتماعية توعوية عبر كافة الوسائط والتي تمكن من الانتباه إلى قيمة التراث والهوية وأهمية الحفاظ على هذه المكتسبات، باعتبارها جزءاً من تاريخ مجتمع الإمارات وعاداته الراسخة، خصوصاً طابعه المتآلف الذي يؤمن بقيم العائلة والأهل ومفهوم التآزر وصلة الرحم.

أنشطة

وعن كيفية قضاء يومه في رمضان قال: في الماضي عندما كنا صغاراً كانت هناك العديد من الأنشطة التي نشارك فيها مثل الدورات الرياضية الرمضانية والبرامج والأنشطة الاجتماعية والعائلية إلى جانب زيارة المجالس لاكتساب الخبرات من الكبار، وأما الآن ومع تغير العمر فأصبح قضاء اليوم يختلف ما بين العمل والصيام والتعبد ثم تناول الإفطار، وتأدية صلاة التراويح، وزيارة الأهل وصلة الأرحام.

وفي نهاية الليل زيارة المجالس أو التجمع عند الأهل أو الأصدقاء، لافتاً إلى أن كل أطباق رمضان في ذلك الزمان كانت شهية لذيذة غنية في كل شيء، كما أن زايد الخير علم شعبه الحفاظ على تراثه وموروثه، فما زلنا نتناول نفس الأطباق في رمضان الحاضر وهي معروفة للجميع من تمر وثريد وهريس وخلافها من الأطباق الإماراتية الأصيلة.

تفنن

وأوضح علي العاصي، أن المستوى الاجتماعي والاقتصادي يختلف عن السابق وأن المائدة الرمضانية تختلف عما كانت عليه، وهي تحتوي على العيش والهريس وبعض أنواع الحلويات وأبرزها «الكستر والجلي» والتي دخلت حديثاً، حيث كان قبلها اللقيمات والتمر، إضافة إلى وجبة السحور والتي ترتكز في الغالب على الأرز الأبيض واللبن.

والذي كانت تعده الأم باكراً وتوقظ كافة أفراد الأسرة لتناوله، فيما تتفنن نساء اليوم في عمل الأطباق ما لذ منها وطاب، وكان ما يعد في المائدة الرمضانية سابقاً القليل منه يكفي ويفيض، ومعظم الصائمين يتمركزون عند كبير الفريج وكل يأتي بما يجود ببساطة وتلقائية، فكانت المائدة الرئيسة في السابق محدودة من السمك والأرز والمكبوس.

فيجتمع الرجال أمام الموائد البسيطة عند الإفطار وتراهم يتسامرون إلى أن يأتي وقت صلاة العشاء ثم التراويح، ثم يتجمعون إلى وقت قيام الليل في تراحم وتعاضد وتكافل.

مضيفاً أن المجالس الرمضانية في السابق كانت عبارة عن عريش يضم أكبر عدد من أفراد الفريج عكس مجالس اليوم التي تطورت كثيراً ولكنها ما زالت تحافظ على عبق الماضي والأصالة.

Email